17 نوفمبر، 2024 9:32 م
Search
Close this search box.

الأعلام السعودي, والسيد السيستاني, وخطر الخلافة

الأعلام السعودي, والسيد السيستاني, وخطر الخلافة

المفاجئة السعودية حصلت أخيرا, اعتراف كاتب سعودي وهو السياسي جمال الخاشقجي, مساعد رئيس التحرير لمجلة “أخبار كل العرب”, المقربة من السلطة,الناطقة باللغة الانكليزية, عبر مقال اثأر الاستغراب عند العرب السنة, من جهة السلفيين التكفيريين, بالإضافة لاعتبار أن مجلة (كل العرب) من أشهر المجلات العربية, فقد طرح مجموعة أفكار جريئة, بشجاعة كبيرة, برهن من خلالها  بان السيد السيستاني حفظ دماء العراقيين ومنع خطط التكفيرية, التي تحاول نشر الطائفية بين أبناء العراق.
ترى ما هي أسباب هذا التحول الكبير في الإعلام السعودي, وهل هي بوادر انكسار للجدار الانغلاق السعودي؟
التفجيرات الأخيرة في السعودية, جعلت الواعين يدركون حجم الخطر الذي يمكن أن يستفحل في البلد, خصوصا أن السعودية هي منبع فتأوي التكفيريين, وهي الداعم الأكبر للتنظيمات المسلحة, فعملية الارتداد إلى الداخل السعودي, ينذر بخطر حقيقي, خصوصا أن داعش أعلن, انه بدا حملة تطهير الجزيرة من الشيعة, وخطر داعش من الصعوبة السيطرة عليه, حتى لو امتلكت الدولة اقوي الأجهزة الأمنية, فالقضية اكبر, من هنا تنطلق مخاوف السعوديين.
نقرأ هذا التخوف من بين سطور الخاشقجي, حيث يقول متسائلا: ( لو كان أية الله السيستاني يحذو حذو المتشددين من السلفية, ويفتي بقتل السنة, فما كان يحدث؟ أليس بإمكان شخص من الشيعة تفجير سيارة مفخخة, أمام مسجد للسنة في يوم جمعة, ويقتل بعض الأشخاص؟ هل بإمكاننا أن نتصور نجاحا لهذه المجازر, التي تطال العراقيين على أيدي  هؤلاء المتشددين؟
ويضيف الخاشقجي: ( أن الشخص الوحيد الذي بعث الهدوء في صفوف الشيعة هو سماحة أية الله السيد السيستاني, ولذلك إلا يجدر بان يتوجه شيخ الأزهر ومفتي الديار السعودية والشيخ القرضاوي والآخرين إلى النجف الاشرف لتقبيل أيدي سماحته).
الخاشقجي يدرك افتقاد السعودية, لشخصية مثل السيد السيستاني, يمكن أن تسيطر على الشارع, وتمنع الاندفاع نحو حمامات الدم, وهو يتخوف من مستقبل السعودية, فأي تورط حقيقي لن يمكن كبح هيجانه, ومعه تضمحل مملكة آل سعود, لذا يحاول الكاتب هنا توضيح مكامن خطر المستقبل, ومحاولة تغيير بوصلة سفينة السعودية, نحو مرفأ أكثر أمانا.
الخليفة الداعشي عيونه على الجزيرة العربية, خصوصا مع مؤيدين كثر, نتيجة الانغلاق وحالة اللاوعي, التي تسيطر على فئة واسعة من الشباب,  شباب جوامع السلفية وخطب التكفير, مما يعني أن السعودية, ممكن جدا أن تكون الأرض التالية للظهور الداعشي, وما تفجيرات القطيف والدمام, إلا دليل تواجد خلايا تتحرك على الأرض, وشبكات منظمة ومدعومة من الداخل السعودي, وهذا الأمر ليس سر, بل هو معلن, مما دفع السعوديين بالتفكير بنحو أخر, لان الخطر قادم نحو قصورهم.
الاعتراف السعودي ألان بدور السيد السيستاني, مع أنهم اجتهدوا كثيرا في حرب المرجعية, وقبله اعتراف حمقى الداخل بخسرانهم, أمام صلابة مواقف المرجعية, مع سعيهم الكبير على مدار 12 عام, وحتى التحالف الخبيث الذي اوجد داعش, توقفت جهوده التدميرية, بفتوى المرجعية بجهاد المجرمين, كل الجهود الظلامية تبخرت, على صخرة الصمود المبدئي للمرجعية الصالحة.

أحدث المقالات