17 أبريل، 2024 9:04 ص
Search
Close this search box.

الأعلام الأمريكي والبريطاني وثورة 14 تموزالمجيدة!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تمر هذه الأيام ذكرى أنبثاق ثورة 14 تموز 1958 المجيدة التي أطاحت بالحكم الملكي في العراق، ورغم مرور (64) عاما على أنبثاقها ، ألا أن ذكراها لازالت عطرة لدى غالبية العراقيين وغير ذلك لدى البعض! ، حيث لازال الأتهام ومع الأسف قائما على الثورة وزعيمها قاسم بأنه كان دكتاتورا ( الزعيم الراحل قاسم المتهم بأنه دكتاتور! عرف عنه مقولتة الشهيرة التي صارت على كل لسان ،،عفا الله عما سلف،، والتي عفى بها عن كل من حاول أغتياله عام 1959، فهل هذه صفة الدكتاتور؟)، ونعود لمن يتهمون ثورة 14 تموز بأنها هي التي فتحت على العراق أبواب الثورات والأنقلابات وحمامات الدم! ، ولا أدري أن من يعتقدون ذلك يتناسون عن قصد أو دون قصد! ، أنقلاب الفريق بكر صدقي عام 1936 وثورة مايس القومية عام 1941 التي قادها رشيد عالي الكيلاني ، والتي راح ضحيتها الكثيرين ، وصدرت أحكام أعدام بحق آخرين ومنهم العقداء الأربعة الذين تصدوا للأحتلال البريطاني للعراق لما عرف عنهم من وطنية وروح قومية وشهامة وشجاعة بعد أصرار الوصي عبد الأله على أعدامهم وتعليقهم في ساحة أم الطبول! وهم كل من: العقيد صلاح الدين الصباغ ، والعقيد فهمي سعيد ، والعقيد كامل شبيب ، والعقيد محمود سلمان ، والمعروف أن أنقلاب بكر صدقي ورشيد عالي الكيلاني جاء بسبب سوء الأوضاع السياسية والأقتصادية للبلاد وفساد رموز الطبقة السياسية الحاكمة ، التي كانت تتحكم بها الأرادة البريطانية الخبيثة! على عكس ما يتصور البعض بأن فترة العهد الملكي كانت ( كمرة وربيع) كما يقال! 0 ومن الجدير أن نذكر هنا ، بأن عدد الحكومات التي تشكلت طيلة العهد الملكي الذي أمتد الى 37 سنة ، بلغت 59 حكومة! ، وهذا العدد الكبير من الحكومات التي كانت يتشكل البعض منها في شهر أحيانا أو أيام ثم تسقط لتتشكل حكومة غيرها! ، لا يدل على الديمقراطية ، بقدر ما يدل على الفوضى السياسية والصراع بين قادة الأحزاب والكتل السياسية 0 أرى ومن وجهة نظري ، أن هذه النظرة الضيقة والمشوشة والمشوهة على ثورة 14 تموز وأتهام زعيمها بالدكتاتور جاءت بسبب كره وحقد لا داعي ولا يوجد أي مبرر منطقي له! ، كما نقول في أمثلتنا الدارجة ( حب وأحجي وأكره وأحجي) ويكفي الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم براءة وشرفا ورفعة ، عن كل ما قيل عنه ولفق عليه وأتهم به ، ما قاله عليه (رئيس النظام السابق/ صدام حسين) ، وهو أحد المشاركين بمحاولة أغتيال الزعيم عام 1959 ((حيث أشاد بتسجيل صوتي له عام 1986 بالزعيم عبد الكريم قاسم وبثورة تموز وقال بأننا لم نعطي للرجل فرصة ووقت للعمل واصفا نفسه ومن معه ،، جنه مثل المعيدية بتعاملنه ويه الزعيم،،))!0 ومن جانب آخر تأتي هذه النظرة بسبب عدم الأطلاع الكافي والواسع على ما كتبه المؤرخين وكتَاب التاريخ عن الثورة ورجالاتها وزعيمها ، أمثال (المؤرخ عبد الرزاق الحسني ، والدكتور حنا بطاطوا ، والمؤرخ البعثي المعروف حسن العلوي وغيرهم الكثير ممن كتبوا مذكراتهم وذكرياتهم عن الثورة ورجالاتها) ، فمن الطبيعي أن تكون نظرة هؤلاء عن الثورة وزعيمها ، فيها الكثير من السطحية وعدم الحيادية وبنفس الوقت لا تخلوا من قساوة وتجني كبير على الثورة وزعيمها ، وهم بالتالي ليسوا على صواب في ذلك! 0 والأمر المهم والخطير في الموضوع ! هو أن هؤلاء وقعوا من حيث يعلمون ولا يعلمون ، تحت تأثير الأعلام الأمريكي والبريطاني والصهيوني الخبيث الذي حاول تشويه ثورة 14/ تموز بالتظليل والتأويل وبالكذب والتلفيق وألصاق التهم ضد قادتها وزعاماتها ، ومحاولة التقليل من الأنجازات العظيمة التي حققتها الثورة للعراق رغم فترتها القصيرة التي لم تتجاوز 5 سنوات! والسبب في هذا العداء البريطاني الأمريكي خاصة وعداء الغرب بشكل عام للثورة لكونها أضرت بالمصالح البريطانية والأمريكية خصوصا ومصالح الغرب عموما، حيث أن ثورة 14 تموز قضت على أكبر بؤر الأستعمار والرجعية والعمالة في المنطقة 0 أن ماكنة الأعلام الغربي والأمريكي والبريطاني والصهيوني التي ناصبت العداء لثورة 14 /تموز بالأمس ، هي نفس الماكنة الأعلامية! التي أربكت الوضع في العراق من بعد سقوط النظام السابق عام 2003 من خلال نشر الأكاذيب والشائعات والتظليل والتلفيق وزرع الفتن الطائفية وأثارة النعرات القومية والعرقية ، مستغلين ما كان يعانيه العراقيين من قسوة النظام السابق عليه وأستعدادهم للخلاص من سطوته بأي شكل من الأشكال وبأي بديل كان! ، فأوهمتهم تلك الماكنة الأعلامية الخبيثة ، بأن الغزو الأمريكي للعراق جاء من أجل تخليصهم من دكتاتورية وظلم النظام السابق! ومنحهم الرفاهية والحرية والأزدهار، فأستطاعوا التلاعب بعقول العراقيين وأضاعة بوصلتهم بخلق جملة من الأزمات والمشاكل والفتن المذهبية والصراعات الداخلية منذ أحتلالهم العراق عام 2003 ولحد الآن فتاهوا العراقيين وضاعت عليهم الحقيقة وكل ما جرى وما سيجري! ، بعدما نهبت أمريكا ومن تحالف معها سرا وعلانية ، كل خيرات البلاد ورهنت مقدراته للتدخلات الخارجية الأقليمية منها والعربية! 0أخيرا نقول ونكرر: أن امريكا وبريطانيا وباقي دول الغرب شنت الحرب على العراق وأسقطته أعلاميا بالتشويه والكذب والتلفيق ، قبل أن تأتي بجيوشها لتحتله! لا من أجل أزدهاره وترفيه شعبه ، بل من أجل تدميره وتخريبه ونهب ثرواته حيث وضعت العراق بالمزاد العالمي أمام كل من يتقدم للمساهمة بأكبر جريمة أحتلال ونهب وتدمير عرفها التاريخ الحديث ، وبالتالي من العيب والغباء أن ينتظر العراقيين أية خير من أمريكا! ، وبأنها ستصنع عراق جديد ، كما يشاع ونسمع على لسان هذا السياسي وذاك المحلل ! ولا حول ولا قوة ألا بالله العلي العظيم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب