الأعظميةُ تُعيد أرتداء ثوب الثقافة التي تخلت عنهُ مثل بقية مدن العراق عنوةً أو ناتج الواقع المرير الذي يمر به البلد , يقالُ ان بناء المجتمع يأتي من قبل فئة الشباب لعلها اصدقُ مقولةً دونتها انامل الكُتاب , بعيدٌ عن المستنقعات السياسية الضحلة وعن المصالح الحزبية اللا متناهية , ابحرت ارادة الشباب الواعي على بحر الثقافة مستخدمة أشرعة التحدي لمقاومة تيارات الجهل واقنعة الثقافة المزيفة , معلنين رفضهم لكافة وسائل الدعم , متخذين من الاستقلال احرفٌ يتزينُ فيها عنوانهم .
خمسةُ عشر عضواً من كلا الجنسين لم يجمعهم إلا هوية العراق على وجه العموم والثقافة بشكلٍ خاص , شهرٌ ونصف مدة العمل والتحضير إلتي أستغرقها المهرجان لكي يخرج الينا بصورته الجميلة التي كانت محل اعجاب الحاضرين , الجدير بالذكر ان العمل كان بشكل تطوعي ولم يكن سوى دعوة الناس للقراءة مكسبهم الحقيقي , لم يكن كل الاعضاء القائمين من مدينة الاعظمية كان بعضهم من ديالى والبعض الاخر من كركوك والانبار , عدد الكتب التي كانت حاضرة تجاوزت الثلاث الاف كتاب متنوع (ادبي وتاريخي وديني) . وكذلك جرى عرض بعض الاعمال اليدوية ولوحات الرسم وبعض الاعمال التي تهم الاطفال.كما تظمنت عرض مسرحية قام بأدائها مجموعة من طلاب إحدى المدارس , كان الاداء رائع على بساطته امتزجت دموع الحاضرين مع تلك المشاهد البريئة إلتي جسدت الواقع العراقي (مسرحية الشهيد), بالاظافة إلى بعض المشاركات الشعرية التي جسدت الوحدة وحب الوطن ومشاركة مجموعة من العازفين وبعض ذوي الشأن الثقافي .
ترفع جميع عبارات الشكر والثناء للقائمين على هكذا مهرجانات لما لها من أثر جميل كونهُ ذا دلالة واضحة على ان الثقافة لازالت حاضرة في ذهن شبابنا , والدور يكون على المعنين بأمور الادب من مختلف المسميات لاسناد هكذا مهرجانات وكذلك وسائل الاعلام لاظهار المجتمع العراقي بصورته الثقافية وان مثل هكذا مهرجانات ماهي إلا محاولة لازاحة غبار الجهل الذي كاد أن يغطي صورة العراق تماماً….