22 ديسمبر، 2024 11:16 م

الأطباء بين أطباق الأعراف العشائرية 

الأطباء بين أطباق الأعراف العشائرية 

(الطب علم وفن يُعنى بدراسة الأمراض ومعالجتها والوقاية منها؛ فهو علم لأنه مبني على المعرفة المكتسبة بالدراسة والتجريب الدقيق، وفن لأنه يعتمد على كيفية تطبيق الأطباء البارعين والعاملين في مجال الطب هذه المعرفة، فيما يتعاملون مع المريض لانقاد أرواح الناس). تعد مهنة الطب مهنة إنسانية؛ يزاولها الطبيب لإنقاذ أرواح الناس، في جميع المجتمعات والامم منذ أقدم الأزمان. فللطبيب مكانة اجتماعية وإنسانية؛ لأنه يمارس هذه المهنة، بعد عام 2003 تعرض الأطباء في العراق؛ لكثير من عمليات القتل والتهجير والإبتزاز، لغياب سلطة القانون.
هاجر من العراق بحدود، عشرة آلاف طبيب ليدفعوا عن أنفسهم تلك المخاطر؛ فقام كثير من الأطباء للتخلص من المطاردات العشائرية والمضايقات، بسب مريض مات أثناء العملية، أو جراء جرعة التخدير؛ بدفع دية لذوي الميت للتخلص من الملاحقة العشائرية، التي أخذت وتيرتها بالتصاعد بعد عام 2003 التي هي دخيلة على مجتمعنا العراقي.
 كل تلك المخاطر مجتمعة دفعت بالأطباء الى للسفر للخارج، حتى أصبح الأطباء العراقيين يشكلون نصف عدد الأطباء في لندن، على حد تصريح البريطانيين، إن تلك الأعراف التي هي دخيلة على مجتمعنا؛ يجب أن تنبذ وتحارب من جميع طبقات مجتمعنا، وأن توضع مواثيق لنبذها وعدم الأخذ بها. 
إن الواعز الديني والشرعي؛ لابد أن يكون هو المحرك لدفع هذه الأعراف وغيرها، والذهاب عنها الى القيم الدينية والشرعية والقانون، أما لو كان هناك قصور أو تقصير مهني؛ فيجب معالجته بالطرق القانونية، كما أن على الدولة أن تمارس دورها؛ لحماية الأطباء بتشريع القوانين، التي من شئنها حماية الأطباء، والعمل على عدم هجرت، الكفاءات والخبرات الطبية.