18 نوفمبر، 2024 1:42 ص
Search
Close this search box.

الأضطرابات والسيناريو صادم ..!

الأضطرابات والسيناريو صادم ..!

شهد العراق في الاسبوع الاخير جملة اضطرابات سياسية وأخرى عنفية تؤكد بوضوح  ثمة ترتيبات لسيناريو غريب ولايتناسب مع الظرف الحساس وخطورة المرحلة الراهنة التي يعيشها العراق وهو يشهد انسحاب قوات الاحتلال واستكمال السيادة والاستقلال في ظل واقع أقليمي يحتشد بالأزمات والقلق والاحداث الساخنة ، وبهذا فان السيناريو الذي يقوم على احداث فوضى سياسية واعمال عنف وشغب واثارة نعرات طائفية ومذهبية وعنصرية يمثل صدمة لكل العراقيين الغيورين على الوطن والحريصين على وحدته وسلامته ومستقبله .
   التحرك على فكرة اقامة الاقاليم واحدة من الاعمال التي ستستثمر كواحدة من الحلقات الرافعة لدرجة الفوضى والتصادم بين الأرادات الشعبية والوطنية حيث تنقسم على بعضها بين مؤيد لفكرة الاقليم او معارض لها وبهذا فأن القائمين على دعم مشروع الاقاليم في الظرف الراهن أصبحوا يوظفوا هذا الموضوع ليجعلوا البلاد تخوض في معارك وحروب وقلاقل وتفتح منافذ جديدة للارهاب والخراب بعد ان شعر الجميع بأهمية استتباب الأمن وتقوية مؤسسات الدولة وسلطة القانون سيما وان الدولة العراقية ستكون بمواجهة واحدة من المنعطفات التاريخية التي تستدعي اصطفافا وطنيا وترفعا على الخلافات والاشكاليات وتأجيل الملفات موضع الخلاف وتقريب ماهو مشترك وتدعيم المصالحة والعمل التكاملي والداعم مابين السلطة التشريعية والتنفيذية واعطاء صورة عن التماسك السياسي الذي سيعطي تأثيراته الايجابية في التماسك الاجتماعي والأمني وبما يفوت الفرص ويقطع الطريق على اعداء العراق ، لكن مايحدث الان يأتي مع سبق الأصرار والترصد كما يقضي التصور القضائي اذ جاءت التوقيتات مع الايام او الساعات الاخيرة من عمر الاحتلال الأميركي للعراق ليضع البلد في دوامة أزمة قد تذهب به الى تخوم حرب أهلية ، لاسامح الله .
  ان أحداث ديالى والتصريحات المتقاطعة بين كبار مسؤولي الدولة بشأن السياسة الخارجية وقيام نائب رئيس الوزراء بأتهام السيد رئيس الوزراء بالدكتاتورية وتهديد البعض  بالانسحاب من الحكومة  تمثل برأيي مقدمة لسيناريو أكبر سيستمر بأتجاه الضغط على حكومة السيد المالكي ووضع البلاد في أتون أزمة عميقة مع استغلال الفراغ السياسي والعسكري للانسحاب الاميركي وبما يجعل التلاعب او التغيير  ممكنا في تراتبية التشكيلة الحكومية والادوار التي تقوم بها الأطراف المتنافسة والمتحالفة بهدف رسم خارطة جديدة لتكوين حكومة عراقية وفق  سيناريو يعيد تقسيم الكعكة وبدوافع ودعم من بعض دول الجوار التي تأخذ دور اللاعبين الاساسيين في المشهد السياسي العراقي  ، وهو ماسيجعل الأزمة السياسية العراقية تدور في حلقة مفرغة ويذهب بها من جديد الى التدويل والأنفتاح أكثر على الاجندات الخارجية ، وهذا الامر اذا ماحدث فهو يعني أضاعة كل التضحيات التي قدمها الشعب من أجل ترسيخ التجربة الديمقراطية ومقاومة الاحتلال ومواجهة الأرهاب ومحاربة الفساد وتحقيق الوحدة الوطنية .
    الأزمات حين تمر بالأمة تدعوها الى التكافل والتماسك والتوحد ضد العدو الخارجي او الأزمة الحاصلة سواء أكانت كواراث طبيعية ام حرب وطنية ام غيرها ، لكن واقع حال المشهد السياسي العراقي يشير بما لايقبل الشك الى هيمنة روح الانانية السياسية والتكسبية الرخيصة على حساب الوطن والمواطن ، وذلك انعكاس حقيقي لأزمة بنيوية سياسية سوف تبقى تدور أذا لم يعاد النظر بأسسها ومنها الأس الدستوري والاتفاق على رؤية موحدة للدولة والنظام السياسي والأيمان بروح المنهج الديمقراطي وحق المواطنة والتكافؤ بالحقوق والواجباب للعراقيين جميعا .
[email protected]

أحدث المقالات