11 أبريل، 2024 11:34 م
Search
Close this search box.

الأصنام المترهلة … تتاَمر على مجلس النواب

Facebook
Twitter
LinkedIn

حين كنت اعمل في صفوف المعارضة العراقية وكنت اعمل حينها في الشق الاعلامي والصحفي , لأني لم أكن أؤمن بحمل السلاح , كتبت في جريدة الشهادة الناطقة بلسان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق مقالا كان بعنوان “القيادات المعارضة المترهلة” , كنت اتحدث عن ان القيادات التي تقود المعارضة العراقية باتت تعاني من الترهل , وبالتالي فهي لم تعد تليق بالاستمرار , لانها تحولت الى اصنام .
وعلى الرغم من “زعل” بعض تلك القيادات في ايران وسوريا , الا ان المقال حاز على اعجاب الكثيرين من المعارضين , وخصوصا اولئك الذين يبحثون عن موطئ قدم للتعبير عن ارائهم دون الالتحاق بقافلة الاصنام , والسير خلفها.
وحين دارت السنوات ووطأت اقدام المحتل الامريكي أرض العراق , كانت نفس الوجوه التي كنا نتهمها بالترهل , هي الفاعلة , وهي التي تتقدم صفوف المعارضين , وهي التي تتحكم بالقرار , وتضع ايديها بيد المحتل الامريكي , وما اثارني عام 2003 انها – اي القيادات المترهلة – رسخت حالة الصنمية في المشهد السياسي العراقي , بل وفي المجتمع العراقي , واستبدلت ولسنوات عديدة صورها بالعلم العراقي , واصبح كل ممن يحاول ان يصل الى سدة القرار يضع صورة احد الاصنام خلف صورته ليعبر الى ضفة قبول العراقيين به.
وهو يعلم يقينا ان المواطن العراقي لم ينتخبه وانما هو يركز علىى الصنم خلفه.

وأهم ما افرزته انتفاضة تشرين انها استهدفت هذه الاصنام , حتى جعلتها تنزوي و “تستحي” ان تستعرض قوتها جهارا امام العراقيين , كما درجت عليه خلال سنوات خلت. فبدأت هذه الاصنام تستعين برجالات الظل من تنظيماتها , كي تتفاوض حول حصصها الوزارية وفق المحاصصة التي اسسها الحاكم المدني للاحتلال الامريكي بول بريمر.
ومع نزول الكتل السياسية الى مطالب الجماهير المنتفضة وتغيير قوانين الانتخابات والمفوضية والتقاعد , احست هذه الاصنام بالحرج , لان هذه القوانين الثلاثة وفق التعديلات المقترحة من مجلس النواب يجعلها في حكم النسيان , ولن يكون لها اي وجود في المشهد السياسي.
والحقيقة ان خوف تلك الاصنام الرئيس هو انها ستكون هدفا سهلا لمحاكمتها بتهم الفساد والسرقة والقتل والتقصير الوظيفي , الامر الذي دفعها لتتحول الى خفافيش ليل تتاَمر على مجلس النواب وتحاول تعطيله قدر الامكان لكسب المزيد من الوقت , كي لا يتغير قانون الانتخابات سيء الصيت.
كما انها ستفقد قدرتها على استدراج المحتاجين من بسطاء المواطنين اذا تم تغيير قانون التقاعد واعتماد السلم الوظيفي , وتفعيل قانون الخدمة.
ان هذه الاصنام تسعى لافتعال ازمة مع مجلس النواب ورئيسه في محاولة لاشغال المجلس عن واجبه الرئيس , وهو اتمام القوانين والتصويت عليها وفق ما طالب به المتظاهرون العراقيون , بل وفق المنطق الديمقراطي , في اعتماد الصوت الانتخابي بدون كسور, ولذلك نراقب اليوم هذه الازمة وهي تستهدف رئاسة البرلمان , دون تبريرات مقنعة , ودون افق حل لما تستدعيه اية ازمة لها مقدمات ونتائج.
واكبر معضلة تواجه الاحزاب التي تقودها الاصنام انها باتت غير قادرة على مراجعة سيرتها الذاتية , وغير قادرة على المصارحة وجلد الذات , وتقديم قيادات شابة قادرة مسايرة الجيل البناء للعراق , فاصبحت تستهدف القيادات الشابة حين سطوع نجمها , لتتحول هذه الاصنام الى مشكلة في احزابها وفي العملية السياسية التي بدأت تترهل ايضا بسبب الاصنام المترهلة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب