18 ديسمبر، 2024 6:01 م

الأصفر “الذبلان” أم الأخضر الريّان؟!

الأصفر “الذبلان” أم الأخضر الريّان؟!

تتقدم الكيمياء بشتى فروعها والأصباغ أصبحت له كيمياؤه، بنوعيها الطبيعية المستخلصة من النباتات، أو مساحيق الصخور في الطبيعة أو الصناعية المخلّقة في المختبرات ثم المنتجة على مجال واسع.. ولئن كانت الأولى وتحديدا الأصباغ النباتية استخلصها الانسان منذ أقدم العصور من قشور البصل ومن النيلة ومن الرمان ومن الحشائش ولا تشكل خطراً لأنها من الطبيعة وإليها، وهي أطول عمراً وما زالت شاهدة في رسومات الانسان القديم في الكهوف وأشهرها رسوم كهوف الطاسلي والأدرار في صحراء الجزائر .. أما الأصباغ الصناعية فهي على العموم مواد كيميائية عضوية ضارة وخاصة تلك التي تتضمن أكاسيد العناصر الثقيلة مثل الرصاص وما شاكلها …
ولعل الكثيرين غيري جاءهم خبر أو شاهدوا مثلما شاهدت عن أصباغ لم تخطر على بال أحد.. بل هي سابقة خطيرة من أكتشاف العقول الفذة التي سلطها الله على العراق تسليطاً، ليثبتوا أنهم بارعون في كيمياء الأصباغ وشكلوا سابقة خطيرة في الغش لا على شعبهم العراقي الذي خبر أساليبهم في الغش والفساد والتزوير، إنما الغش والخداع مع ضيف كبير بمستوى الحبر الأعظم البابا فرانسيس ومن كان معه من رجال الكنيسة الكاثوليكية..
والحكاية عميقة المغزى سافلة الأسلوب مضرة بالبيئة وملوثة لها، فهم لا يتورعوا أن يستخدموا أي أسلوب مادم يغطي فسادهم ويظهرهم بمظهر الناسكين المخلصين الذين جعلوا الطبيعة تضحك بلون الأخضر الزاهي!!
كيف؟!
الشريط يظهر بمصداقية كبيرة، عمالاً يمسكون بمضخات يرشون اللون الأخضر على العشب الأصفر الذابل وربما الميت فتُحْييه وتنفخ فيه الروح لتحولة الى عشب حي زاه أخضر ليصبح زينة للناظرين!!
ولا شك أن سماحة البابا ومن رافقه من ضيوف العراق ارتاحوا لمنظر هذا العشب الأخضر وأنشرحت نفوسهم فلا أجمل من لون الجنة الذي اتخذه المسلمون شعاراً لهم وما زال علم السعودية يرفرف مزهوا بما خُط عليه من الشهادة بخط الثلث مع سيف بتّار تحته… وإن السادة الأشراف ما زالوا يتحزمون بالحزام الأخضر.. وأحينا يعتمرونه على رؤوسهم أو أكتافهم للدلالة على نسبهم الشريف..
لكننا نسأل صاحب مكتشف الصبغ الأخضر الذي لوّن به العشب، نسأله عن ماهية الصبغ؟ فهو صبغ صناعي ولا شك، عليه أن يجيب عن محتوياته، وإذا كانت المسألة “تايهة” نتوجه بالسؤال لرئيس الوزراء الكاظمي عن ما هية الصبغ ونحمله المسؤولية فهو أعلى رأس في هذه الحكومة الفاسدة..
نعم ياسيدة رئيس الوزراء خبّرنا عن الصبغ الأخضر وعن جريمة التلويث فأنت محاسب أمام القانون بالغش أولا وتلويث البيئة ثانياً…
وعليك أن تعرف وأن تعرّف وتحيل الى القضاء ياسيادة رئيس الوزراء هؤلاء الذين خبروا تزوير الشهادات التي يحملها بعض ممن استوزروا وبعض ممن مر على عضوية مجلس النواب وما زال يشغل مقاعد، وأن بعضاً ممن يحتل مواقع هامة في الدولة .. وهنا ال “بعض” لا تعني القليل بل الكثير لو حسبنا ممن يتمتعون بالرواتب منذ احتل العراق الى الآن يعني طيلة ثماني عشرة سنة.. أكشف عنهم إذا كنت جاداً بوعودعك وما أكثر وعودك!!
11 مارس /آذار 2021