18 ديسمبر، 2024 9:11 م

الأصالة في العراق …لمن اليوم 

الأصالة في العراق …لمن اليوم 

بما ان الانسان هو اشرف الموجودات ,وتماشيا مع هذه الشرفية العظيمة الممنوحة له نرى بوصلة الوجوب تقف عند منحه الاصالة هو دون غيره ,كل الدساتير السماوية تشترك في هذه النقطة وحسب حيثيات واصول هذه الديانات حتى الاعم الاغلب من الديانات الاخرى التي لا تدعي صلة وصل مع السماء عندما تغوص في ثناياها تجد ان الاصالة فيها للأنسان , الناظر الى بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان يجد ان الاصالة جعلت للانسان بما هو انسان بغض النظر عن محمولاته الايديولوجية والعقدية والعرقية وتراكمه التاريخي والحضاري , انسان وكفى ,المدقق في هذه اللائحة العالمية لحقوق الانسان يجد انها من معطيات الاديان السماوية على المدى البعيد اما على المدى القريب فهي من نتاج غربي صرف , لحظة التنوير من السطور المتقدمة ان الاصالة يجب ان تكون للأنسان سواء كان يعيش في الهند او في الصومال او في العراق او في قرية افريقية نائية او في احدى دول الخليج العربي المترف او في احدى شرفات شارع الشانزلزية في فرنسا او في اي بقعة من العالم ,المهم البوصلة تشير الى الانسان فقط دون اضافة , بعد هذا نسأل لمن الاصالة اليوم في العراق ؟ هل هي للمعتقدات الدينية الشائعة والحاكمة والمسيطرة ؟ هل هي للمؤسسات الدينية (حوزات ,جامعات دينية ,دور افتاء ,مساجد , حسينيات , كنائس ) , هل الاصالة اليوم للأحزاب المشاركة في الحكم التي كانت قبل 9 نيسان 2003 تجاهد كي لا يجف الامل في ضروع الفقراء واليوم اتخمت ميزانياتها وكروش زعمائها وذويهم ؟هل هي لرجال السياسة على اختلاف انتماءاتهم سواء كانت اسلامية , علمانية ,ليبرالية ,اثنية , عرقية ,والذين جل ما لديهم النظر الى عدد الاصفار في يمين الارقام عند حساب ارصدتهم في بنوك العالم مع عدم تكليف انفسهم عناء حساب نسبة الفقر في المدن التي انتخبتهم ؟ام ان الاصالة لمجلس الوزراء الذي يجود بنفسه لتسيير الامور وسط ضغط الاحزاب والقوى الاقليمية والعالمية ؟ ام ان الاصالة لمجلس النواب الذي اتخم بمحسوبيات واضحة تحرك المصالح والمنافع فكان كالبعيير الاعور يقضم من هنا ويترك ما هناك ؟ ام الاصالة لسلطتنا القضائية التي تمثل احجية عالقة تارة تظهر على الافق واخرى تغيب وبكل الاحوال البعض يراها كترعة صغيرة الجميع يستطيع عبورها حتى الاطفال ؟ ام الاصالة لوزارة الخارجية التي تريد اظهار وجه العراق الحسن ورأب الصدع مع العالم الخارجي مصحوبا بلمسة فلسفية يمقتها الكثير ؟ ام الاصالة لقواتنا المسلحة التي حملت مسؤولية الدفاع عن الوطن ؟ ام الاصالة للحشد الشعبي الذي شكل عقدة واضحة للكثير بانتصاراته التي تشكل قفزة نوعية في احداث التوازن ؟ دون مبالغة الاصالة اليوم كما تكشفها الوقائع هي للمصالح والمنافع التي تصب في اودية الاحزاب والانسان العراقي هو الجسر الموصل الى نيل هذه المنافع , ربما البعض يقول ثمة مبالغة في هذا الكلام ,ولكن عندما تكون احصائيات اليتامى والارامل والجرحى والنازحين والفقراء والذين بلا سكن ومأوى واحصائيات الفساد الاولى بين الدول لا ينافسنا عليها عالميا الا السوريون ,نجد ان هذا الكلام فيه نسبة يعتد بها من الواقعية ,وحتى تكون الاصالة للأنسان في العراق , مالذي يجب ان نفعل وكيف ومتى ؟ 
كيف له ان يرتقي الى مستوى الانسانية الممنوحة له ؟ هل تكمن المعادلة في فهمه لنفسه ؟ هل تكمن في فهم ما يريد ؟ هل تكمن في فهم ما يجري من حوله من احداث ؟ هل تكمن في فهمه الواعي للدين الذي يعتقد به ؟ هل تكمن في تحديده لخارطة الاولويات ,لأنه من المؤاخذات عليه هو الارباك الواضح في ترتيب الاولويات والوقوع في فخ الاحزاب التي تقصدت هذا الارباك فأخر ما حقه التقديم وقدم ما حقه التأخير ؟ ام انها تكمن في وعيه وفهمه للأصلاح المستند الى تقليص المساحة الممنوحة للأحزاب المشتركة في السلطة واداراة البلاد ؟ام ان المعادلة كل المعادلة تكمن في ذات الانسان العراقي التي مازالت غير قادرة على تخليص نفسها من التراكمات التي القاها عليها التاريخ القديم الذي ينتمي لمشاهد الفتنة والقتل والخلاف المرتبط بعقيدته والتاريخ الحديث القريب منا والمرتبط بفهم وعر لذات العقيدة المحمولة ؟ الجواب متروك لكم …