18 ديسمبر، 2024 9:16 م

“\u0627\u0644\u0623\u0634\u064a\u0627\u0621 \u0627\u0644\u0639\u0638\u064a\u0645\u0629 \u062a\u0628\u062f\u0623 \u062f\u0627\u0626\u0645\u0627 \u0645\u0646 \u0627\u0644\u062f\u0627\u062e\u0644”

“\u0627\u0644\u0623\u0634\u064a\u0627\u0621 \u0627\u0644\u0639\u0638\u064a\u0645\u0629 \u062a\u0628\u062f\u0623 \u062f\u0627\u0626\u0645\u0627 \u0645\u0646 \u0627\u0644\u062f\u0627\u062e\u0644”

هناك مقولة، أظنها تنطبق تماما على ما أروم الوصول إليه في مقامي هذا، كما أظن أن فيها من الحكمة والموعظة، مايخرجنا من الحيرة والتخبط في اختيار كبير يمثلنا، أو قائد يأخذ بأيدينا، أو راعٍ مسؤول عن رعيته. إذ أثبتت التجارب التي خضناها ثلاث مرات، في السنوات التي أعقبت انزياح نظام البعث، أن المسؤولين الذين ضمخنا أصابعنا بنفسجا من أجل إيلائهم مهام تمثيلنا، ووضعنا علامة صح أمام أسمائهم وقوائمهم التي ينضوون تحت مسمياتها، وأودعناها صناديق الافتراء -عفوا الاقتراع- لم يبلغوا من حسن ظننا إلا مبلغ ما عبر عنه شاعر الدارمي في بيته الآتي:

من گلبي يطفي النار كلفته بيها

رشرشها گاز وگام ينفخ عليها

حيث وضعنا جميع بيضنا في سلة المرشح، وعولنا كثيرا على من يمثلنا -بعد أن خلناه فارس أحلامنا- في انتشالنا من تبعات النظام السابق وتركته الثقيلة، فكان ماكان -ومازال كائنا- وحصل ماحصل -ومازال حاصلا- من تداعيات اختيارنا الخاطئ، وانتخابنا الشخص غير المناسب، وإلقائنا على عاتقه مسؤولية قيادتنا والتحكم بمصائرنا بكل سذاجة وطيبة قلب، وحمّلناه الجمل بما حمل، وقلنا له بملء فينا:

سلمتك الدلال وبتوته كلهن

ظلت بكيفك عاد تگطع تفلهن

اليوم ونحن مقبلون على التجربة ذاتها للمرة الرابعة، أرى أن الإخفاق في الاختيار، والفشل في الانتقاء، سيعود بالوبال علينا بوقع أشد وطأة، وأكثر تأثيرا علينا وعلى بلدنا من المرات السابقة، ذلك أن البلد دخل نفقا مظلما بأركانه ومفاصله كافة، وانحدر الى منزلق حرج، من الصعب -بل الصعب جدا- الخروج منه، إلا بوجود رجالات يقودون زمامه بحنكة وكياسة، بعيدا عن الأنانيات والانحيازات والولاءات، ويتوجب عليهم البدء بهمة قصوى وجهود مضاعفة، ويصبون اهتماماتهم على البناء ثم البناء ثم البناء. ومن المؤكد أن رجالات كهؤلاء، لا تأتي بهم الصدفة، ولن يلدهم رحم المعجزة، فصناديق الاقتراع كفيلة بنبذ السيئ منهم، ولفظه خارج العملية السياسية، وهذه الصناديق بدورها، ليست ماكنة لإنتاج مكعبات الثلج، كما أنها ليست صندوق العجائب، والتمني بقدوم فارس الأحلام لايجدي نفعا على واقع الحقائق، بل على العكس قد تحمل تلك الصناديق حملا كاذبا، لن يعقب مخاضه غير التحسر والندم.

علينا إذن، الحزم والدقة وعدم التهاون، في أماكن وضع علامة الصح في قائمة الانتخاب، وإلا سنجني ثمرات مانبذره من سوء انتقائنا، وندفع ثمن عبثيتنا في غربلة المرشحين، فنحن -ونحن فقط- من يمتلك زمام التغيير بدءًا من دواخلنا، لا بالاتكال على مايعدنا به مسؤول او

رئيس وزراء او رئيس جمهورية، فقد لدغنا الأخيرون جميعهم دون استثناء أكثر من مرة من الجحر ذاته، ويكون معيبا علينا إن تكرر ذلك.

وبالعودة الى مابدأت به حديثي، فإن المقولة التي أشرت اليها تغنينا عن التعلق بتلابيب هذا القائد، او التمسك بجلباب ذاك المسؤول، على أمل أن يغيروا شيئا من واقعنا المعاش، في وقت هم المتسببون بنكوصه وتدهوره، إذ ينص فحوى المقولة كالآتي:

“اذا تم كسر بيضة بقوة من خارجها، فإن حياة قد انتهت، أما إذا تم كسرها بقوة من داخلها، فإن هناك حياة قد بدأت، فالأشياء العظيمة تبدأ دائما من الداخل”.