زأرت الأسود وخدمت نفسها بنفسها دون النظر إلى بقية النتائج والدخول بحسابات عقيمة، لتحقق ما توقّعنا له أن يكون وهو الوصول إلى أستراليا التي قلنا أنّها هي من تشتاق لترى الأسود تضفي جمالاً مضافاً على نهائيات الأمم الآسيوية التي ستنطلق العام القادم.. اجل وصلنا، لأن العراقي لا يرضى أن يكون بعيداً عن تطلعات شعب يريد الفرح وها هو الفرح قد جاء بمخالب الأسود التي لم ترحم توسّلات الصينيين أصحاب الحظوظ الثلاثة التي تاهت أمام اندفاعٍ رأيناه يحدث بعقلٍ ساهم به كل من كان على أرض الميدان أو على مسطبة البدلاء، هي فرحة كنّا نحتاج إليها، لأننا نعلم أنها ليست فرحة منتخب أو اتحاد وإنما هي فرحة عراق يعيش ظروفاً استثنائية حان الوقت ليخرج منها ويعود إلى مكانه الطبيعي الذي يستحق.. عدنا إليك يا آسيا من بوابة التنين الذي وقف إجلالاً واحتراماً للأسود الذين لم يتركوا له أي فرصة لالتقاط الأنفاس، فضاع وكأنّه لم يكن.. لعب جماعي جميل ومرسوم وضع فصوله الكابتن حكيم شاكر ومن معه ليكون التصحيح لعودة الكرة العراقية نحو الانجازات التي ابتعدنا عنها مرغمين.. أخيراً انبثقت فسحة الأمل واتسعت كثيراً ليكون لهذا الجيل كلمته التي ننتظرها ليس في النهائيات الآسيوية فقط وإنما علينا أن نؤسس لكي نصل إلى نهائيات كأس العالم في موسكو (2018).. لنحافظ على هذا الجيل الذي نراه الأفضل بين أجيال كثيرة مرّت على الكرة العراقية وعلينا أن لا نغفل أن هذا الانجاز وما سبقه لأنّه جاء بفعل تكاتف أطراف عديدة يقف على رأسها الاهتمام الحكومي الممثل بدولة رئيس الوزراء ووزارة الشباب واللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم الذي نأمل له ومنه هو الآخر أن يعيد ترتيب بيتنا الكروي ويفكّر بالتخطيط الإستراتيجي لكي نبقى محافظين على ما استطاع الأسود أن يصلوا إليه.. نعم فرحون نحن مع جموع الشعب الذي خرج إلى الشوارع وهو يحمل رايات الله أكبر التي بقيت لوحدها العنوان الذي نستظل بظلاله.. نبارك لكم أيها الأسود على تحديكم الصعاب وإخراج كرتنا من عنق الزجاجة، كما نبارك للكادر التدريبي الذي تحمّل منّا ومن غيرنا ما لا يتحمّله أحد، وليعلم الجميع أننا سواء انتقدنا أو مدحنا، فإننا نتحرك بوازعٍ وطني يبقى هو الأصل وغيره لا شيء.. وها هي أستراليا اليوم تردد معنا، مرحباً بكم يا أسود الرافدين في أرض (الكنكارو) التي وعدتموها أن تصلا إليها وها أنتم أوفيتم بالوعد الذي قطعتم.. تبقى الأقلام عاجزة عن المضي أكثر، لكننا وكما تعوّدتم منّا، لن نغفل ما يتحقق بأقدامكم وتذكّروا أننا جميعاً نريد ما هو أفضل للذي هو أكبر.. إنّه العراق الأشم.. تحية لقائد الأسود الذي جدد شبابه وقال أنا موجود مع زملائي من كان منهم مغترباً أو يعيش داخل الوطن، كلّكم كنتم أبطالاً والبطولة تبقى هي العنوان لكل ما هو عراقي.. ولا آسيا بلا العراق ولا بطولة بغير الأسود…
** رئيس تحرير صحيفة رياضة وشباب