ظهرت في ألأونة الأخيرة مصطلحات جديدة وهي ألأسلام ألسني وألأسلام الشيعي في أبجديات ألعالم العربي وألأسلامي ؛ومن جملة تلك التصريحات هي تصريحات رئيس مصر الجديد محمد مرسي ألذي قال فيه أن النظام ألمصري سيحافظ على ألأسلام السني وقبله صرح شيخ ألأزهر الطيب بأنه لن يسمح بالتمدد الشيعي في أرض مصر التي يدين شعبها بألأسلام السني .كما صرح أعمدة نظام المشيخة في السعودية ؛بما أن السعودية هي الحامية للحرمين الشريفين فأنها تمثل صمام ألأمان للأسلام السني ومواجهة التمدد الشيعي في العالم ألأسلامي وتلته تصريحات وعاظ السلاطين تعزف على نفس ألموال . لم يتأخر الطيب أوردغان بالتذكير بالأمبراطورية ألعثمانية في حفاظها على ألأسلام السني ويعتبر نظامه أمتدادا لتلك ألأمبراطورية وألتزامه بهذ الدور .
تلت ذلك تصريحات من مجموعات أرهابيه وسلفية في أفغانستان مثل حركة طالبان و في عددمن الدول العربية وألأسلامية مثل ليبيا وألمغرب وألجزائر وأليمن وتونس وغيرها تصب بنفس ألأتجاه.
بعد أن تحولت أنتفاضة الشعب السوري من طابعها السلمي ضد الحكم الفاشي في سوريا الى حركات مسلحة معظمها أرهابية وأخذت ترفع شعارات من بينها محاربة ألتوسع الشيعي ألأيراني وحزب الله .
في عهد مبارك ظهرت حركات تدعو الى مقاومة التمدد الشيعي في مصر وقد صرح في حينها مبارك؛أن للشيعة ولاءات خارج حدود بلادهم ويعني آيران ؛كما نشرت جريدة ألأهرام في صفحتها الأولى خبرا مفاده أن السلطات المصرية قبضت على شبكة شيعية في مصر يمولها حزب الله اللبناني وقد أستمر أحتجازأحد أعضاء هذه الشبكة ألى مابعد سقوط مبارك بعد مهاجمة السجون وهروب جميع الأسلاميين منها ؛وبنفس الوقت تغاضت ألسلطات المصرية عن شبكات التجسس ألأسرائيلية وقامت بأطلاق ألجاسوس الأسرائيلي ؛عزام؛ معززا مكرما .من أجل ألحصول على مباركة امريكا وأسرائيل لمنصب رئاسة مصر قام محمد مرسي بالألتزام بأتفاقية كامب ديفيد وكافة ألألتزامات مع الكيان الأسرائيلي .سنناقش ألأسلام ألسني والشيعي كلا على أنفراد لتوضيح الصورة أكثر:
1- ألأسلام السني : غالبية الدول التي تجري
فيها الحروب الأهلية وألأضطرابات هي دول سنية ؛فعصابات طالبان دخلت في صراع دموي مرير لعدة سنوات مع جماعة شاه مسعود والطاجيك وغيرهم من الجماعات السنية في الحرب ألأهلية في أفغانستان حتى دخول ألأمريكان وحلفائها اليها.ولقد حصدت هذه النزاعات مئات ألألوف من أبناء هذا البلد الجريح المدمر؛ وبمقارنتها بخسائر ألأمريكان وحلفائها تكاد لاتقارن .
ألعمليات ألأرهابية التي قامت بها ألجماعات ألمسلحة ألأسلامية بعد فشل ألأنتخابات في تسعينات القرن الماضي في الجزائر حصدت أكثر من ربع مليون جزائري؛ ولازالت ألمذابح مستمرة وأصيب البلد بالشلل التام . ومؤخرا في اليمن قامت المجاميع السلفية فيها بقتل أهل السنة وتقوم جميع التنظيمات السنية السلفية في تونس وليبيا بقتل أبناء أهل السنة بدم بارد ؛فأين التمدد والتغلغل الشيعي في هذه الدول . تحركت المجاميع السلفية والوهابية بأتجاه سوريا وجمدت عملياتها في اليمن وليبيا وتونس والجزائر والسعوديةوكذلك ألأفغان العرب!! للجهاد في سورية في قتل أخوانهم من أهل السنة بحجة أسقاط النظام السوري ألعلوي !!,. لم نلحظ هذا الحماس للجهاد مع مجاهدي لبنان في حرب2000و2006 في جنوب لبنان ضد العدو الصهيوني المغتصب للقدس الشريف وأرض فلسطين ؛فاذا كان الجهاد فرض عين ضد الغزاة فكان ألأولى بهذه المجاميع ألتي تدعي ألأسلامي السني الوقوف الى جانب أخوانهم اللبنانيين وأخوانهم من أهل غزة في حربهم مع ألعدو ألأسرائيلي وألتي تقوم بمحاصرة أهلها وتجويعهم ومنع وصول ألغذاء وألدواء اليهم !! .وقد لاحظنا ذلك ألأحتراب في ألمناطق ألسنية في العراق بين المجاميع ألأرهابية السنية في تلك ألمناطق وقيامهم بقتل أهل السنة والجماعة بدم بارد ويسمون عملياتهم بالجهاد في سبيل ألله!!.
ألأسلام الشيعي :تحول ألأسلام الشيعي عبر العصور من فكرة مقارعة الظلم والثورة على ألحكام وألسلاطين ألجائرين الى مذهب يحث أتباعه بالولاء المطلق لآل بيت ألرسول{ ص} ومقارعة مناوائيهم وهم ألخلفاء الراشدون وبعض الصحابة ؛وتركزت أدبياتهم وكتبهم على التبشير بهذا الفكر ألمنغلق على نفسه ومحاصرة أنفسهم في نقاشات لاجدوى منهم ولاينتفع منها الشيعة والمسلمون على حد سواء بتحريض من رجال دينهم البعيدون عن الواقع ومايجرى من تطورات على ألأرض.
لقد حولوا تفكير بسطاء الناس من ألأقتداء بآل البيت والسير على خطاهم الى مايشبه ألعبادة!!وكما قال ألأمام ألصادق { من أحبنا عمل بعملنا}.أن الفكر الديني الشيعي الذي يروج له بعض رجال الدين الشيعة فكر متخلف بعيدا عن أرض الواقع وطبيعة العصر الذي نعيش فيه ويقتصر على حث الناس على القيام بطقوس غريبة عجيبة مثل التطبير والزنجيل والمشي على الأقدام وغيرها من الفعاليات المنافية لفكر أهل البيت وعقيدتهم . أن تبذير أموال ألمسلمين في غير مواضعها وأيقاف عجلة ألحياة التي أمرنا ألله ورسوله بأستمرارها وتطورها هي لاتخدم سوى أعداء ألأسلام وتشويه سمعته .لقد ترك رجال الدين الشيعة مصالح الناس ألأساسية وهي توفير ألمتطلبات ألمعاشية وألحياتيه وأنغمسوا بتأليف كتب تناقش أمور خلافية حصلت منذ أكثر من ألف عام وتركوا ألجهل والتخلف ينخر في أوساط ألشيعة وكأننا نريد أعادة عجلة ألتاريخ ألى ألوراء ومحاكمة المخالفين لهم!!.
أن الفكر الديني الشيعي والسني في أتجاهاته العامة يذكرنا بفكر حزب البعث في سوريا والعراق فكلاهاما يتهم البعض ألأخر بالعمالة للأجنبي وخيانة مبادئ الحزب وألأنقلاب عليها وهما يمثلان حزب فاشي دموي وصلوا الى الحكم بقوة السلاح والقهر وحكوماتهم شمولية تسلطية وراثية لاتختلف عن حكومات مشايخ الخليج وحكام ألبلاد ألعربية ألأخرى.
فلو رجعنا الى المناكفات بين التيار السني والشيعي وأخص منهم رجال الدين فأنهم يناقضون أنفسهم بتكفير أوألأنتقاص من عقائد الطرف ألأخر ؛فكلاهما يعلمون أن ألمسلمون يؤمنون برب واحد ونبي واحد ويؤدون نفس الفرائض ويتوجهون الى نفس القبلة ؛ فالسنة يتهمون الشيعة في أدبياتهم بأن عقيدتهم منقوصة أو منحرفة عن ألأسلام ألصحيح ؛ويرد عليهم ألشيعة بنفس ألأتهامات ؟!!والسبب ألحقيقي هو ألأختلاف في مسألتي ألخلافة والصحابة ؛فالشيعة يقولون بأحقية ألأمام علي بالخلافة بينما يقول السنة أن خلافة أبوبكر وعمروعثمان لاغبار عليها وشرعية ؛ والسؤال الموجه لكلا الطرفين ما علاقتنا نحن في خلاف مضى عليه أكثر من ألف ألسنة في حاضرنا وفي مستقبلنا ؛فجميع هؤلاء أمنوا بالرسالة وضحوا من أجلها وساهموا في نشر ألأسلام وتثبيته وأن كان هناك خلاف بينهم وأنا أعتقد أنه لايوجد فمرده الى ألله تعالى كما جاء في ألقرآن المجيد{ ولاتزر وازرة وزر أخرى ثم ألى ربكم مرجعكم فينبأكم فيما كنتم في تختلفون} وفي آية أخرى { ألله يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون } والله عادل وهو أحكم الحاكمين.
من ألمفترض أن المسلمين أشداء على الكفار رحماء بينهم ؛ولكننا نلاحظ عكس ذلك في الواقع ألمعاش فالقتل بين ابناء الطائفة الواحدة والدين الواحد أشد مما هوعليه مع أعدائهم الذين أحتلوا أراضيهم وأستعبدوهم عبر العصور الى يومنا هذا؟!!َ.
أن خوف ألأسلام ألسني من تمدد وتوسع ألأسلام الشيعي دليل على أن الفكر السني لم يقنع أتباعه بهذه ألأفكار وهذا يرجع الى ثقافة رجال الدين السنة ألمتحجرة التي تتلمذ عليها ابناء السنة .لكننا لمن نجد هذا الخوف والتوجس من التمدد الغربي والصهيوني في الكثير من الدول العربية السنية!!فأذا كانت هناك محاولات من بعض رجال الدين ألشيعة في كسب أفراد أومجموعات من أهل السنة الى صفوفهم فهذا ليس انجازا بحد ذاته فهم لم يستطيعوا أن يوصلو فكر آل البيت الى أتباعهم فما حاجتهم الى أعداد أخرى لافائدة منهم.
أن خلافاتنا المذهبية تشبه صراع الديكة تدمي نفسها ليستفيد منها ألمتفرجون وألمستفيدون من هذا الصراع وهم ألدول ألطامعة في خيرات ألبلاد العربية وفي مقدمتها أسرائيل وحلفائها ألذين حولوا ألمسلمون في المنطقة الى أضحوكة وأدوات لخدمة مصالحهم وأستنزاف ثروات ألشعوب المغلوبة على أمرها .
فأذا لم تتحقق العدالة في بلاد المسلمين فما قيمة المذاهب والعقائد ؛فهي لاتختلف عن ألأحزاب السياسية { وكل حزب بمالديهم فرحون}.لقد نص ألقرآن المجيد { أن الدين عند الله ألأسلام} ولم يأتي نص أو حديث يعرف ألأسلام بأنه شيعي أوسني.
أننا بحاجة الى أعادة النظر ومراجعة مذاهبنا وطوائفنا وتخليصها من الخرافات وألخزعبلات وألأباطيل وألرويات الكاذبة التي تأله هذا المرجع أو تقدس ذاك!!وكما قال مارتن لوثر كنج{ نحن لانريد كنائس من ذهب وقساوسة من خشب؛ بل نريد كنائس من خشب وقساوسة من ذهب}
فالجهل والفقر والتخلف ألذي أصاب هذه الأمة بسبب خلافاتهم المذهبية أخطر من القنابل الذرية والجرثومية ؛فقد قتلت ألقنابل الذرية التي ألقيت على هيروشيما وناكازاكي حوالي 45000الف ضحية ؛بينما قتلت ألحروب بين المسلمين ألملايين من ألأبرياء عبر العصور والى يومنا هذا.