26 نوفمبر، 2024 12:45 م
Search
Close this search box.

الأسلام بين مفهوم ” الدين والدعوة ” ومفهوم ” الدولة والسلطة ”     

الأسلام بين مفهوم ” الدين والدعوة ” ومفهوم ” الدولة والسلطة ”     

المقدمة :
سأوجه بعض الرسائل – ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل  محددة  موجهة  مختصرة ، سأنشرها بين فينة  و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة  ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة  أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها  مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .
 
النص :
بعد موت الرسول محمد ( 571 – 632 ) م ، وبينما كان علي بن أبي طالب ومن معه من بيت  أهل و أقرباء الرسول مهتمين بتجهيز النبي بعد رحيله ، (  اجتمع الأنصار أوسهم وخزرجهم لاختيار خليفة للمسلمين من بينهم ، وذلك في الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة ، اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ، وهي الدار التي اعتادوا أن يعقدوا فيها اجتماعاتهم المهمة ، رأى الأنصار أن الخليفة لا بد أن يكون منهم ؛ لاعتبارات كثيرة ، ولذلك سارعوا إلى هذا الاجتماع الطارئ ، ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة رسول الله .. / نقل بتصرف من موقع قصة الأسلام /  د. راغب السرجاني )  ، وحين علم (  كبار المهاجرين ” أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ” بذلك ، ذهبوا إليهم على الفور وأعلنوا أنهم أحق بالأمر ، ودار حوار بين المهاجرين والأنصار اشتد فيه الجدل والنزاع ، وقد وقف زعيم الأنصار سعد بن عبادة قائلا : ” أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام ..” ، فقام أبو بكر الصديق خطيبا وبين ” فضل المهاجرين ، واحتج بقرشيتهم في أحقيتهم ..” الى أن قال أبو بكر :  ” .. ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء ” .. ثم قام عمر بن الخطاب  وقال لأبي بكر : إبسط يدك أبايعك ، فبايعه عمر وقسما من المهاجرين والأنصار .. / نقل بتصرف من شبكة الشيعة العالمية ) الى نهاية الواقعة التي تمخضت عن الصديق خليفة … أن حادثة  سقيفة بني ساعدة  تشكل ( أول ) فاصلا أسلاميا و تأريخيا وسلطويا مهما بعد رحيل الرسول ، حيث أن مفهوم و وضع الأسلام  أنتقل من مرحلة  انه ” دين و دعوة ” الى مرحلة الحكم و السلطة ، بغطاء ديني ، تمخض فيما بعد عهدا  للخلافة و الدولة .. أن مبايعة الصديق / بكل ما أثير حولها من شكوك ولغط ، شكلت بداية عهد الخلفاء الراشدين بين ( 632 – 661 ) م ، الذي أعتبره ، على ما تخلل فواصله الزمنية من أحداث ووقائع مثيرة للجدل ، ولكني أعتبر هذه الحقبة بالرغم من كل مثالبها ، كانت تؤرخ لحكما به قدرا  ما من الشورى في أختيار الخليفة ورجال الدولة / مع أستثناء خلافة عثمان بن عفان  ، وشهدت هذه الحقبة أيضا عددا من المآسي ، كان من أبرزها أن كل الخلفاء الراشدين ماتوا مقتولين ألا أبو بكر ، وحتى أبو بكر يروى أنه مات مسموما ( ويقال ان سبب وفاة الصديق ، ان اليهود قدمت له ارزا مسموما و كان معه على الطعام شخص يدعى عتاب بن اسيد و الصحابي الحارث بن كلده الذي اكتشف ان الطعام مسموما فكف عن الاكل ثم امسك بيد ابوبكر محاولا منعه عن مواصلة الطعام قائلا له : يا خليفة رسول الله لقد اكلت طعاما مسموما سم سنه.

أحدث المقالات