23 ديسمبر، 2024 7:08 ص

الأسلام السياسي الشيعي خائف من داعش أم من ضياع الحكم ؟

الأسلام السياسي الشيعي خائف من داعش أم من ضياع الحكم ؟

من يراقب التطورات الأمنية الجارية في العراق والتحشيد الطائفي من كل المراجع الداعمة للأسلام السياسي الشيعي التي تدعو للجهاد والجهة الأخرى تدعو للصمود والدفاع عن المدن ، التحشيد الشديد من قبل الشيعة في الجنوب وبغداد وهنالك من يقول أن أكثر من مليون شخص تطوعوا للدفاع عن العراق حسب زعمهم ، لكن لو كان الأمر صحيح للدفاع عن العراق لماذا لم نشهد هذا التحشيد أبان الأحتلال اﻷمريكي للعراق عام 2003 بل على العكس صدرت فتاوى تدعوا الى السكوت وترك الأمر للسياسيين .

وأذا كان هذا التحشيد لأجل قتال تنظيم داعش الأرهابي فالسؤال هو لماذا فقط مراجع الشيعة من تعلن عن الجهاد، والسنة كانت أول من قاتلت هذا التنظيم في العراق وهنالك الاف من المسيحين في محافظة نينوى التي تعتبرهم داعش العدو الأول لها ولم يأتي خبر واحد الى الان يتحدث عن أستهدافهم أو باقي اﻷقليات التي تسكن الموصل .

الأسلام السياسي الشيعي المدعوم من المراجع الشيعية توحد الان خلف المالكي ولم نعد نسمع شيء ممن كانوا ينتقدوه ليس حبا فيه بل خوفا من أسقاط المالكي عن طريق السلاح الأمر الذي سوف يضعف الأسلام السياسي الشيعي وربما يفقده منصب رئاسة مجلس الوزراء ، التسرع في أعلان الجهاد ضد مناطق يسكنها أغلبية سنية حتى وأن كانت تسيطر عليها داعش الأرهابي وهو أمر غير صحيح سيدفع بالسنة لحمل السلاح حتى الذين كانوا رافضين لذلك ، كان الأجدر من المراجع الشيعية أصدار فتوى للدفاع عن المحافظات والمناطق الشيعية فقط وليس أرسال الشباب الشيعي الى مناطق السنة ، ثم لو كانت داعش تسيطر على المدن حسب زعم الحكومة هل كانت ستطلق سراح الالف الجنود المستسلمين الذين رأيناهم على شاشات القنوات الفضائية وهي معروفة بأرهابها بحق أعدائها، أنا لاأعلم من يسيطر على الارض لكن فقط أفكر بصوت عالي وأعتقد أنه كان الأجدر الدعوة الى تشكيل جيش من السنة يقاتل تنظيم داعش الارهابي وهم الأعلم بالمناطق السنية وليس تعزيز طائفية الاجهزة الأمنية المحسوبة على طائفة معينة مما يزيد المشكلة تعقيدا ، أن دعم المالكي بهذا الشكل الطائفي والأمكانيات الأقليمية سيجعل منه بشار الأسد الثاني ولن يتمكن أحد من تغيره وستستمر الحرب الى سنين كما هو الحال في سوريا لكن ستكون أكثر ضراوة وعنف ومآساة .