23 ديسمبر، 2024 5:30 ص

منذ مدة ليست بالقصيرة ونحن نتداول هذا المصطلح على الساحة السياسية العراقية وخصوصاً بعد سقوط النظام السابق ، ويدل غالباً على القوى والأحزاب التي تصدت للعمل السياسي العلني عقب سقوط النظام  ونالت مانالته من سلطة ونفوذ يتناسب تناسباً طردياً مع قدرة كل طرف على إغتنام الفرص وإستغفال السذج من الناس للتمكن من نهب ثروات العراق والسيطرة الشاملة على مقدراته وإدخاله في صراعات داخلية واقليمية بإسم حماية المقدسات وإثبات الهوية الطائفية .
الإسلام السياسي عموماً يراد به الدلالة على الجماعات السياسية التي ترمي الى تطبيق أحكام الشريعه الإسلامية في بلدانها ، وذلك باستعمال الأطر الديمقراطية المزيفة أو من خلال انتهاج العنف المسلح ضد كل من يقف في طريقها ، هذا كما قلنا المفهوم العام لمصطلح الاسلام السياسي ، اما عندما تسمع بهذا المصطلح في العراق فذلك يعني مجموعة من القتلة واللصوص والسماسرة ، يأتون الى بغداد في اوقات العمل المعتادة وهي أيام الأنتخابات ليحشدوا السذج والمغفلين والعمال البسطاء الذين يملؤون الساحات والتي لا تأتيهم سوى بالمفخخات والموت المجاني لانتخابهم ب ( كارت موبايل ، او بطانية ، او صوبة ) ليعودوا بعد انتهاء عملهم الى اماكنهم المعتادة في حانات وملاهي اوربا ليستمتعوا بالاموال الطائلة التي اغتنموها من تجارتهم المربحة التي يبيعون فيها للشعب الخزعبلات الدينية باسم حماية العقيدة والمذهب .
نلاحظ جلياً فشل المشروع الإسلامي السياسي في العراق منذ تولي حزب الدعوة مقاليد الحكم فيه ، ذلك لأن العملية السياسية التي ينتهجها قادة هذا الحزب وصلت الى طريق مسدود وباتت لا تلائم تطلعات ابناء الشعب العراقي الذي ذاقوا الامرين بسبب تلك السياسات والتي راح ضحيتها الاف من الابرياء ، وهذا ماكشفت عنه بعض التقارير الاممية بأرقام مرعبة عن عدد القتلى الذين راحوا ضحية التفجيرات والقتل المبرمج .
ان التقارير التي اعدتها مفوضية حقوق الانسان وبعثة الأمم المتحدة في العراق ومكتب المفوض السامي في جنيف والذي يرصد حجم التأثير السليبي على المدنيين جراء الصراع الدائر بين الاحزاب الاسلامية و التي تتصارع في مابينها من اجل الفوز بالحكم في العراق ، قالت هذه التقارير ان عدد القتلى المدنيين للفترة من مطلع يناير/ كانون الثاني ٢٠١٤ حتى نهاية اكتوبر/ تشرين الاول ٢٠١٥ بلغ حوالي ١٩ الف شخصا بينما عدد الجرحى ٣٦ الف و ٥٠٠ شخصا ، وأن عدد القتلى للفترة من ١ مايو / آيار حتى ١٣ اكتوبر / تشرين الاول لسنة ٢٠١٥ بلغ ٤ الاف مدنياً نصفهم تقريباً في العاصمة بغداد بينما اصيب ٧ الاف شخصا ، لافتاً ان العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير من التي تم توثيقها ، وتطرق التقرير ايضاً إن عدد النازحين داخلياً في نفس الفترة بلغ ٣.٢ مليون شخص بينهم نحو مليون طفل . 
من خلال هذه الرقام المرعبة والتي رافقت حكم الاحزاب الاسلامية في العراق للفترة منذ ٢٠٠٣ ولحد الان ستوصلنا الى نتيجة واحدة هي أن الاحزاب الاسلامية في العراق ليست اسلامية ابداً ، وعقيدتها سياسية فاسدة لا تمت للاسلام ولا للاخلاق الوطنية بصلة ، وقادتها فاسدون لا دين لهم ولا اخلاق . 
إن نكبتنا كبيرة ، عرفنا لها بداية ولن نعرف لها نهاي الإ بتسليط الضوء على هذه الاحزاب الفاسدة ومحاسبتها على كل قطرة دم سالت من الشمال حتى الجنوب ، ولا اقصد هنا حزباً بعينه أو سياسي بعينه ، بقدر ماهو تعبير عن قناعة ترسخت على مدى ١٣ عاماً من القتل والفساد والمحسوبية والنهب للمال العام تحت قيادة احزاب الاسلام السياسي التي قدمت اسوء نموذج للادارة في تاريخ الدولة العراقية الحديثة .
لذلك على الشعب العراقي الاستمرار بأنتفاضته حتى سقوط آخر عمامة سياسية واخر لص من لصوص هذه العملية السياسية القذرة .