23 ديسمبر، 2024 8:45 ص

الأسلام الاميركي يترنح

الأسلام الاميركي يترنح

وهكذا تقع الادارة الاميركية بشر اعمالها،فبعد ان يئست من اخماد الثورة المصرية المشتعلة في عرش عميلها حسني مبارك وعجزها عن نفخ الروح في سلطته المتهاوية،وبعد خشيتها من وصول الشباب المصري الوطني المتذمر من سياسات اميركا وعملائها الى استلام مقاليد الحكم ،عمدت الى استغلال  ثورة شباب مصر على فرعونها،مستثمرة الفوضى العارمة التي سادت الشارع المصري،وكون الشباب حديثي عهد بالسياسة ويفتقرون للقيادة الموحدة ،ودخول احزاب وحركات سياسية متنافرة متنافسة على الخط ..استغلت الادارة الاميركية هذه الظروف مستخدمة كل الاعيبها الشيطانية وقدرتها التكنولوجية ومعلوماتها المخابراتية واللوجستية ،مستنفرة عملاءها من حكام وامراء المنطقة، مستعينة باموال دول الخليج ،كل ذلك من اجل ايصال الاخوان المسلمين لسدة الحكم و الذين كانت تستخدمهم كورقة ضغط على الرؤساء الذين حكموا مصر ..من جمال عبد الناصر مرورا بمحمد انور السادات وانتهاءا بحسني مبارك وتهددهم بها في حال ترددهم او امتناعهم عن تنفيذ مخططاتها وخاصة في الشرق الاوسط وما يتعلق بوجود باسرائيل.
لقد نجحت الادارة الاميركية بفضل عملائها  حتى في تزوير الانتخابات واوصلت الاخوان الذين يمثلون خط الاحتياط في خياراتها في مصر وبعض الدول العربية وتركيا.لكن الشباب المصري والاحزاب الوطنية لم يقر لهم قرار وان رضخوا على مضض وقبلوا بنتائج الانتخابات متوقعين بان حكم الاخوان اهون الشرين،وعلى مدار اكثر من سنة من تسنم الاخوان بقيادة محمد مرسي السلطة في مصر تكشفت الصورة الحقيقية للاخوان باستغلالهم للمناصب وتفردهم بالسلطة، والعمل على ( اخونة ) الدولة وقوانيها ودستورها ،وقمعهم للحريات العامة والاعلام ،وتكميم الافواه واغلاق الصحف والفضائيات التي تختلف معهم ،ومحاربة العقائد الاسلامية غير الاخوانية وقمع الاقباط والاقليات الدينية والاثنية وغير ذلك .الامر الذي اشعل ثورة الشباب من جديد لينتفضوا على من سرق ثورتهم وقطف ثمار تضحياتهم ،وتنكر لقوافل شهدائهم .وليضعوا الادارة الاميركية امام حقيقة ثابتة ان الشعوب اقوى من مخططاتها ومن عملائها .