23 ديسمبر، 2024 2:10 م

الأسد مقابل النفط ..ورقة مساومة سعودية كيف سيسقطها الروس ؟؟

الأسد مقابل النفط ..ورقة مساومة سعودية كيف سيسقطها الروس ؟؟

جاءت اخبار صحيفة “نيويورك  تايمز” والتي تحدثت  عن مفاوضات سعودية –روسية ,,تتمحور اهدافها  حول قبول الروس بالتخلي عن حلفهم مع الرئيس السوري بشار الاسد بمقابل التزام السعوديين بتخفيض انتاجهم من النفط  ,,ما يعني  ارتفاع سريع  جدآ باسعار النفط ,,مما سيساعد الاقتصاد الروسي على التعافي من اضرار انخفاض اسعار النفط ,حديث هذه الصحيفة كان له وقع خاص بالفترة الاخيرة وكان له عدة ابعاد ,وهذا بدوره مادفع المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للرد على هذه المعلومات الصحفية  قائلآ إن هذه المعلومات “ليست إلا افتراءات صحفية” ,قد يكون رد بيسكوف قد اقنع بعض المتابعين,ولكن للسعوديين تجارب كثيرة بمسار المساومات مع الروس بخصوص التنازل عن حلفهم مع الدولة السورية  والرئيس بشار الاسد ,وهناك اوراق مساومات طرحها بندر بن سلطان ومحمد بن نايف وسعود الفيصل للتفاوض مع الروس بمراحل زمنية مختلفة ,وهي بالفعل ببعض فترات طرحت للنقاش وللتفاوض بين موسكو –الرياض ,ولكن صمود الدولة العربية السورية ,وثبات موقف بعض القوى الرسمية داخل روسيا ,هو من اجهض بالكثير من المراحل اوراق المساومات السعودية التي كانو يقدمونها للروس .
 
 
فمع ثبات موقف بعض القوى السياسية والامنية بالداخل  الروسي وبالتزامن مع استمرار صمود الدولة العربية السورية  اتجاه الحرب المفروضة  عليها,,وبالتزامن مع أشتداد موجة الضغوطات الامريكية –السعودية ,على الروس بخصوص ملفي اوكرانيا -سورية,,وما صاحب كل هذا من موجة عقوبات اقتصادية على الروس,,ومع ظهور طبيعة جديدة لهذه الضغوطات الاقتصادية تمثلت “بحرب النفط –والانخفاض المتلاحق باسعار النفط ” ومع بروز حلف جديد ,سعودي-امريكي –فرنسي –قطري –تركي,,يستهدف ضرب محور روسيا –ايران – سورية ,,ومع تصاعد حجم الضغوط السياسية والاقتصادية وألامنية على الروس”تحديدآ “,,فقد اصبح واضحآ ان النظام الاقتصادي الروسي اصبح برمته بمرحلة خطرة  نتيجة لتأثره المباشر بانخفاض اسعار النفط عالميآ  .

 
الروس يدركون حجم الخطورة المتولدة عن الضغوطات الامريكية-السعودية –الفرنسية –التركية -القطرية،، وخصوصآ بعد تجميد الحلول “مرحليآ” بخصوص ملفي ايران النووي و اوكرانيا،، فالروس يدركون أن النظام ألامريكي الرسمي وحلفائه بالغرب وبالمنطقة يستعمل سلاح النفط كورقة ضغط على النظام الرسمي الروسي،، للوصول معه الى تفاهمات حول مجموعة من القضايا والملفات الدولية العالقة بين الطرفين ومراكز النفوذ والقوة والثروات الطبيعية العالمية ومخطط مسيرة العالم الجديد وكيفية تقسيم مناطق النفوذ بين القوى الكبرى على الصعيد الدولي،وعلى راس كل هذه الملفات هو الوضع بسورية، ومن هنا يدرك الروس وحلفائهم أن امريكا وحلفائها بالغرب يحاولون بكل الوسائل جلب النظام الرسمي الروسي وحلفائه الى طاولة التسويات المذلة،، ليتنازل الروس وحلفائهم عن مجموعة من الملفات الدولية لصالح بعض القوى العالمية وقوى الاقليم .

 
 
ولكن ومع كل هذه الضغوط الامريكية –السعودية على الدولة الروسية,بخصوص موقفها من  الحرب المفروضة على الدولة السورية ، لاحظ جميع المتابعين كيف أن موسكو كانت بالفترة الاخيرة،، مسرحآ لمجموعة لقاءات،، ومنطلقآ لطرح مجموعة رؤى للازمة السورية ، فقد أستضاف الروس مؤخرآ، منتدى موسكو للحوار السوري –السوري ,, ومع أستمرار الحراك الدبلوماسي والسياسي الروسي الخاص بالازمة السورية ، فقد كان واضحآ ان مجموع هذه اللقاءات والمنتديات الحوارية ،، كان هدفها الوصول الى بعض الرؤى للحلول المشتركة  بين الدولة العربية السورية وبعض المعارضين السوريين ,,وهنا يقرأ البعض انه مع انطلاق منتدى موسكو والذي حاولت بعض الاطراف الاقليميه تعطيله ,,قد تكون حاولت بعض الاطراف السعودية المساومة على الموقف الروسي بخصوص موقفهم من سورية ،، وقد يكون الروس قدر رفضو الورقة السعودية ,,وهذا يبقى  مجرد تحليل وليس هناك شيء مثبت بهذا الاطار .

 
من جهة اخرى برز واضحآ بالفترة الاخيرة مدى التقارب بالمواقف السياسية والامنية،، بين النظام الرسمي الروسي،، والنظام العربي السوري،، وذلك برز جليآ من خلال زيارة الوفد المفاوض الرسمي السوري الاخيرة الى موسكو،، فهذه الزيارة وتقارب الاراء وثبات الموقف الروسي بخصوص ألازمة السورية،، ضحدت جمع الشائعات التي كانت تطلقها بعض الصحف الصفراء،، ووسائل الاعلام ،، بخصوص تغير بالموقف الرسمي الروسي أتجاة الحرب المفروضة على الدولة السورية.

  
بالنهاية،يمكن القول ان جميع اوراق المساومات التي طرحها السعوديين لاجبار الروس على التخلي عن حلفهم مع الدولة السورية ’قد باءت بالفشل ,وما تبقى امامهم سوى ورقة الضغوطات الاقتصادية ,وان استطاع الروس تجاوز هذه المرحلة الصعبة ، فأن مجموع المؤشرات الدولية وحجم الضغوطات المفروضة على الدولة الروسية هي بمجموعها سيكون مصيرها الفشل،، وهذا ما سيثبت ان الروس وحلفائهم بالاقليم وبالعالم قادرين على التكيف المرحلي مع موجة هذه الضغوطات التي تفرضها امريكا وحلفها بالاقليم وبالعالم عليهم،مع العلم ان موجة هذه الحرب النفطية تحرق بنارها  الان صانعيها قبل ان تحرق المستهدفين منها ,وهذا مايعني أن هذه الحرب لن تستمر طويلآ,,ومن هنا سننتظر الاشهر الثلاث المقبلة لتعطينا اجابات واضحة عن تغيرات وتطورات سياسية كبرى قد تشهدها الساحة الدولية بخصوص الحرب المفروضة على الدولة السورية  .

[email protected]