23 ديسمبر، 2024 9:26 ص

الأسد الصدري الشيخ علي الكعبي/37

الأسد الصدري الشيخ علي الكعبي/37

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
“سبحان الذي أسرى بعبده… ” منتقلا بشخصية علي الكعبي، ملاكم، يحترف العنف مهنة، الى إمام سلام، تسجد وراءه الملايين، تهجدا لله، في محراب صلاة الكعبي، نائب عن الامام آية الله محمد محمد صادق الصدر.. قدس سره الشريف.
قاد الكعبي شرارة الثورة الصدرية، ايذانا بأنطلاق المقاومة ضد الطغاة في مدينة الصدر “الثورة حينها” التي تصطف رهطا بين يدي الله، بحضور الكعبي.
انضم إلى صفوف الحوزة العلمية في النجف الأشرف، في التسـعينات، عن طريق وكلاء السيد (قد سره) في بغداد، متخطيا الاختبارات المطلوبة بنجاح، متواصلا في دراساته إلى حد استشهاده عقب استشهاد الصدر بفترة وجيزة.
تماهى في الولاء، لفلسفة الامام، حد التفاني بها؛ إذ تولى إمامـة صلاة الجمعة فـي المدينة، سـنة 1997، يشعر المصلون وراءه، بملاك يحرسهم، وهم يقفون قانتين، ويقنتون راكعين، إستجابة لأداءات الكعبي.
تميز بالخطب الثورية، والنقد الاجتماعي والسياسي، محاط بشباب مخلصين.. إسلاميا للعراق؛ وفروا له حماية جيدة، وهو يئم حوالى مليون مصل، إكتظ بهم جامع “المحسن” الذي يستقطب المؤمنين من ارجاء المدينة.
زخم عددي، مشفوع بإصرار قيادي، من لدن الشهيد، على طروحات بليغة الوصف والتعبير والمعنى، كلها تصب بالنتيجة، في الحث على ثورة صدرية ضد الطاغية المقبور صدام حسين.
واصلت مدينة الصدر إحتضان منبره، في مكان مطهر خالصا لله، فعدد المصلين، أضفى بركة قوة ونبراس عزيمة، ووفر له الحماية الكافية؛ كي يستمر في أداء صلوات الجمعة حتى بعد استشهاد الصدر الثاني، أي حوالي أربع إلى خمـس صلوات جمعـة، إلـى أن أغلقت السلطات الأمنية المسجد بالقوة، فانتقل إلى جامع الحكمة في شارع الشركة بمدينة الصدر بمسـاعدة الشـيخ السويجري، وتتابعت عليه الضغوطات الأمنية فأغلق المسـجد أيضاً بعد فترة وجيزة، وتـم اعتقاله مع مجموعة من الشـباب الملتفين حوله بعد زيارة إلـى أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف، وهـو في طريق عودته إلـى بغداد، وبالتحديد في منطقة المحمودية. وبعد ذلك عرضت عليه الجهات الأمنية عدة عروض بأن يتخلى عن العنف والخطب الثورية ضد النظام القائم، ويكتفـي فقـط بالخطـب الإرشـادية والوعظ.
طلبوا منه
واختتامها بالدعاء لرأس النظام المسـتبد آنذاك ،مقابل الإفراج عنه، فرفض العروض الأمنية مما دفعهم إلى إعدامه، بعد ان لكم ضابط الامن المحقق معه، كاسرا فكه.
إنظم علي الكعبي “ق. س” إلى قافلة الشهداء العراقيين وهم كثر.. يجلسون في قارب سماوي نشرهم ضيوفا دائميين على ديوانه الإلهي العامر ة..
فقأوا عينيه وحطموا عظام جسده.. عظمة عظمة؛ يخيفون به سرب ارواح لم تعنَ بسفاسف الحياة، قدر انقطاعها تبتلا لله، فتسامى شهيدا، يحمل لقب الاسد الصدري!.