الأستقطاعات وأيقافها ومشكلة العراقي مع وطنه!؟

الأستقطاعات وأيقافها ومشكلة العراقي مع وطنه!؟

بعد الرفض الجماهيري الكبير الذي سمعه العالم كله حتى أهل غزة ولبنان! ، والذي عبَّر فيه العراقيين عن رفضهم أستقطاع نسبة 1% من رواتبهم وتحديدا من رواتب المتقاعدين البسيطة ، رضخت الحكومة مجبرة لصوت الحق صوت المستضعفين فأعلنت عن أيقاف الأستقطاعات ، بل وأعادة ما تم استقطاعه من مبالغ الى أصحابها وبأثر رجعي! . طبعا موضوع المبالغ المستقطعة كان عنوانه هو لدعم غزة ولبنان! ، ولا أدري لماذا لم يتم دعم سوريا والسودان واليمن وأي بلد عربي وأفريقي ، يعاني شعبه من ظنك العيش!؟ بأعتبار أن العراق وشعبه هو مشروع دائم للموت والعطاء ، ليس من أجل الأمة العربية فحسب ، بل ومن أجل الفقراء والمستضعفين حتى في العالم !؟ ، وهذه ليست بجديدة على الحكومات العراقية! ،(( ألم يفعلها رئيس النظام السابق عندما تبرع بمبلغ 5 مليون دولار الى الفقراء السود بأمريكا!! ، في زمن الحصار القاسي الذي فرضته أمريكا على العراق)) ، بالوقت الذي كان العراقي يبحث لاهثا على رغيف خبز يسد به جوعه وجوع عياله من قسوة الحصار الجائر المفروض على العراق. نعود الى موضوع الأستقطاعات ونقول ومن باب الخيال والفنتازيا! ، ماذا لو أصدرتم قرارا يلزم (الرئاسات الثلاثة) ، رئاسة الجمهورية ، ورئاسة البرلمان ، ورئاسة الوزراء ، الحاليين ، والمتقاعدين منهم ، ومنذ أول تشكيل حكومي برلماني بعد الأحتلال ، بالتبرع بنصف رواتبهم ولمدة شهرواحد فقط لا غير! ( وهذا هو حق الله وقمة العدل والأنصاف)، بدل قراركم اللاأنساني الذي تراجعتم عنه! والله لو قمتم بذلك ، لأعدتم بناء غزة ولبنان ومعهم سوريا والسودان واليمن ، بأحسن وبأجمل مما كانت! ، ولرفع العالم كله القبعة لكم وليس العراقيين فحسب! لروحكم الوطنية والعروبية والأنسانية أليس كذلك!؟. وفي الحقيقة أن العراقي له مشكلة مع وطنه؟ وهي مشكلة أزلية ويبدو أن لا حل لها ! وعلى مر الحكومات التي حكمت العراق من ملكية الى جمهورية ، وهي أن المواطن العراقي منذور من قبل الحكومة منذ أن يولد ويعيش ويكبر على تراب هذا الوطن ، أن يكون مشروع دائم للعطاء والتضحية والموت ليس من أجل وطنه فحسب ، بل وحتى لغير وطنه أذا أقتضت الحاجة! ، فهذا المواطن المسكين المكرود يؤدي كل ما عليه من واجبات بلا أية أعتراض ولا خيار! ، ولكن عندما يطالب عن حقوقه وأستحقاقاته من هذا الوطن ، وحسب القوانين السماوية والوضعية ( لكل أنسان عليه واجبات وله حقوق) ، فهو بالكاد يحصل على تلك الحقوق وبشق الأنفس وطالما تكون حقوقه ناقصة وغير مكتملة! ( (وكأن الدولة تعطيه تلك الحقوق هبة من عندها أو عطاء أو مكرمة وليس حقوق مستحقة له!). أن مشكلة هذا الوطن مع شعبه وأهله فعلا مشكلة محيرة مستعصية لا حل ولا تفسير لها؟! ، لأن خير هذه الأرض لغير أهلها دائما وأبدا! ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.