تعتبر اللغة العربية من أوسع اللغات في العالم بل وأكثرها جمالًا واتساعًا في مختلف الأبواب كذلك تفرّدها بالحِكَم ذات الدروس البليغة الفائقة في دقة المعاني وبراعة الألفاظ، فمثلاً، الحكمة القائلة: حدث العاقل بما لا يُعقل فإن صدَّق فلا عقل له، فالإنسان هو رهن ما يصدر من عقله وهو الشعلة التي تنير له طريقه بالهداية والصلاح، وأما في مخالفته واتّباع هوى النفس والشيطان فيقينًا إنه سوف يقع في شرّ أعماله جراء مخالفة العقل، هذا ما نرى تجلّياته واضحة المعالم كثيرًا عند داعش وأئمتهم الذين خرجوا على حكم العقل واتبعوا هوى النفس والشياطين، وأصبحوا من أهل التدليس والمكر والخداع وعشاق سفك الدماء، ودعاةً للعنصرية والطائفية المقيتة، فهل يوجد عاقل يصدّق بما يقوله هؤلاء الإرهابيين؟، فهم يقدمون الحجج الواهية والأعذار التدليسية لمحو صورة التأريخ الأسود التي تلوح من بعيد لكل مَنْ يقرأ ماضيهم المليء بالفشل والجبن وانقيادهم الأعمى لمجالس الخمور والشراب والرقص والغناء، بينما لا يهتمون لأمور الرعية ولا يعلمون بما يجري عليهم من مآسي وآلام و ويلات جمة يشيب لها الطفل الرضيع من شدة هولها وما فيها من جوع شديد وفقر مدقع وبمستويات لم يشهدها الإسلام من قبل في حين أن قصور قادتهم وسلاطينهم تملؤها المجوهرات النفيسة والأحجار الكريمة الثمينة والأموال الطائلة التي تأتي إليهم من الشرق والغرب وفي المقابل الرعية تعيش تحت خط الفقر وبأعداد هائلة وأمام تلك الحقائق الصادمة تأتي الأقلام الرخيصة لتدلس على جرائم قادة الإرهاب وحكام الظلم والجور وتظهرها بمظهر الشجاعة والقدرة والبأس العظيم، لكن الحقيقة بعيدة كل البعد عن هذه الأكاذيب والتدليسات التي أوهن من بيت العنكبوت، فهل يُعقل أن الخليفة الأسير المهزوم بين يدي عدوه وهو في موضع الذلة والهوان، ويخضع لأقسى العقوبات، ويتجرع أشد ألوان التنكيل من عدوه يمكن أن يحصل على المصالحة والمقام المحمود عند عدوه أو أنه يكون متصاغرًا رهن طوع عدوه، ومجبرٌ على تنفيذ الأوامر الصادرة له من عدوه؟، فالعقل يقول أنه في وضع لا يُحسد عليه من الذلة والهوان بينما أئمة داعش و كعادتهم يدلسون ويخلطون الأوراق ويقلبون الحقائق رأسًا على عقب من أجل التغطية على حقيقة موقف قادتهم وخلفائهم الأسرى بين يدي هولاكو، وخير مَنْ قدَّم التأريخ على حقيقته الناصعة هو المحقق الصرخي في المحاضرة (37) من بحثه الموسوم (وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الأسطوري) في 25/4/2017 حيث قال: (حدِّث الإنسان بما لا يُعقل فإن صدَّق فهو داعشي تكفيري، أئمة ضلالة و تدليس ليس عندهم إلا الطائفية والتعصب والإرهاب والقتل والتدليس هؤلاء أبالسة لا كلام لنا معهم لكن مع باقي الناس مع مَنْ عنده عقل مع مَنْ يعتبر نفسه من بني الإنسان كيف يصدق بمثل هؤلاء…؟( .