22 نوفمبر، 2024 6:38 م
Search
Close this search box.

الأستاذ أمجد توفيق..سلطان الثقافة العراقية وسفينتها الهادرة الى حيث أعالي المجد

الأستاذ أمجد توفيق..سلطان الثقافة العراقية وسفينتها الهادرة الى حيث أعالي المجد

الاديب والكاتب والاعلامي والمثقف الكبير الأستاذ أمجد توفيق..يستحق ان نطلق عليه سلطان الثقافة العراقية، وأحد أكثر أعمدتها موسوعية في المعرفة والابداع والعطاء بلا حدود.

أجل هو سلطان الثقافة العراقية في قصرها العامر ، لكن ليس لديه حريما او نساء او جواري او قصورا،أو خدما او حشما ، كما يفعل سلاطين الأمس ، الا حبيبة عمره التي شاركته الحياة بحلوها ومرها ، وهو لايؤمن بتعدد الزوجات ، ان لم يمقت كل من يرهن نفسه لارادة النساء ، لكنه يحترم المرأة المثقفة بشكل كبير، وعنده انه هذا الكائن الجميل يبقى ملاكا طائرا لاينبغي ان يمسه أحد بسوء ، وهو يرى في بنات حواء قوارير على من يعتلي صهوة الثقافة ان يحافظ عليهن من الكسر، لأنه يشاركهن الرقة والعذوبة، لكنه يبتعد عنهن بخطوات محسوبة، لكي لايتهم في يوم ما بما لايود الكثيرين ان يقال عنه وهو بهذه المرتبة من السمو الاخلاقي والرفعة الاصيلة.

له معجبات كثيرات ومحبين كثيرين في ساحة الثقافة والادب والصحافة ، طيلة مسيرته التي جاوزت الربع قرن أو يزيد ، ومعجباته يحترمنه وبقدرن أصالته وابداعه، لكنه لا ينحاز لاية واحدة منهن ، أو يسعى للتقرب من أحد منهن ، مهما بلغت من مواقع الجمال او حتى سمو الاخلاق الا بقدر ما يحفظ مكانته، ويبقى السلطان الذي لايدانيه كائنا من كان ، رجلا كان أم إمراة، الا من نذرتها الاقدار لتكون رفيقة دربه، التي عاشت معه كل تلك الايام الجميلة وهي تتفاخر بين بني جنسها من النساء انها امام انسان راق في الخلق والاخلاق لاتخشى عليه من النساء ولا تخشى على النساء منه ، لأنه يبقي معهن مسافة ليس بمقدور كائن من تكون ان تقترب خارج الاسوار التي يحددها لها، وهي ترى في معجباته فخرا لها قلما تشعرها تلك الحالة بأن زوجها قد خرج عن الطريق الذي تعرف انه سلكه، وهو ميزة قلما سلكها رجال من قبله ، دون ان تهتز شخصيتهم  أو أن يأخذهم الغرور الى مسافات ابعد مما يتصورون.

الاستاذ أمجد توفيق بحر متدفق لايتوقف عن الهدير، وهو وان ترى قد هدأت أمواجه يوما ، فهو يستحضر للاخرين فرصتهم أن ينهلوا من روافده، مايشبع نهمهم وما يروي عطشهم من ماء عذب رقراق ، يعانق لون السماء في زرقته الخلابة ، حتى لتحسب نفسك انك امام لوحة سريالية من الخيال الواسع الافق، وتجد شخصيتك وقد ارتفع مقامها لأنك تنهل من ذلك النبع الطيب المذاق ما يصعد بك الى أعالي المجد.

تقلد مناصب رفيعة في الثقافة والادب والاعلام ، وبقي متقدما على الكثير من رجالات الثقافة ، يحسبه الاخرون ممن يتقربون اليه سريعا انه سلطان متعال ، لكنه في داخله اقرب الى من يقتربون منه في الرؤى ويشاركونه السفر بمركب الحياة الى حيث اعالي الكبرياء، وحتى من ينغمر في اللهاف لسماع مايقول تراه هو الاخر وقد ركب موجة الكبرياء ليجد نفسه شامخا ، لأنه يتزود من تلك المعرفة الموسوعية الغنية بكل ما يشغل الفكر بالبحث عن كواهن الاسرار وكوامن المكنونات ، فيكتشف من يداعب مخيلته انه امام صائغ ذهب من طرار خاص ينسج من خيوط المعرفة اليافا  ومسكوكات من مختلف المعادن والجواهر الثمينة ليصقل بها سطور ابداعه ، ما يجعلك تشعر بالزهو والفخر والكبرياء أمام صانع ماهر محترف لصنعته يجيد ترويض عقول الاخرين لا لخداعهم او تنويمهم مغناطيسيا ، ولكن لايقاظ عقولهم كي تغوص في اعماق البحار وتتعمق فيما تختزنه تلك البحار من جمال الخلق المتعدد الاشكال والالوان، ويبقيك في دائرة العطش لتلهف المزيد مما تريد شهيتك ان تشبع من نهمها، لكي تدخل موسوعية المعرفة وتضطر للتوغل في اسوارها وتشاهد شخوصها وابطالها يتحركون كل على طريقته الخاصة وكل له ابداعه وسحر جماله، وانت تنظر يمينا وشمالا علك تتمكن من اللحاق بكل هذه المناظر الجميلة الساحرة الآخاذة، واذا بك تصطدم ببعض العقبات، ان حاولت الاقتراب منه، لا لصعوبة المهمة وان كانت كذلك، ولكنك لأنك تجد نفسك تهرول امام مدرب من نوع خاص، تتعدد مواهبه واشكال التمرينات التي يسحر بها جمهوره ، ليرتفع به الى اعالي المجد، ويجد نفسه انه امام سلطان لديه من الحكمة والمعرفة مايجعلك تشعر انك أمام مبدع من أنواع متميزة من الابداع، وهذا سر تعلق الكثيرين بهذا الرجل الاقرب الى الاسطورة، ومن لاينهل من بحوره المترامية الاطراف ربما يشعر بخسارة كبرى ، لايمكن ان تعوض ، ولهذا فان من يبقى قريبا منه سيشعر انه امام مهمة ان سيقى في شوق دائم للتزود من بحور معرفته، وهو ما يمنح الرجل كل تلك الخصال المحببة الرائعة، في انك تجد في التقرب منه او صداقته ابحارا في اعالي الثقافة ، وهو ما يمنح الشخصية العراقية كل تلك الاسطورية التي تبهر الملايين بما تتدفق به ينابيعها الخصبة العذبة من مياه تشفي غليل كل حالم بمجد ، وان يبقى اسمه نجما لامعا في أفق الثقافة الواسع وسمائها الرحبة، ومع هذا تبقى رغم كل اقترابك من الرجل انك امام خطوات ليس بمقدورك الاقتراب منها مهما استزدت من مناهل الابداع، لكنك مع كل هذا تبقى قريبا منه كلما اردت ان يبقى صديقك الذي لاتتمنى فراقه في يوم ما.

يظن البعض به الظنون، ممن لم يفقهوا حقيقة الرجل، وبعضهم يدخله في دوائر الاوهام من الظنون، ولكنه في حقيقة كوامنه أقرب من كل المؤمنين والمتصوفة الى رب السموات مكانة وعلو شأن ، لأنك لن تجد بين خصائل شخصيته سوى الفضائل الرائعة الجميلة ، وهو يرى في نفسه انه اكثر من يتقربون الى الله درجات، من خلال قيم سلوكية رفيعة ، لا تصنعا ولا رياء ، هي من تضعه في هذه المرتبة المتقدمة من الايمان الخاص الخالص الخالي من الشوائب والادران.

هذا غيض من فيض مما يمكن ان يقال في سلطان الثقافة العراقية الاستاذ أمجد توفيق، ومن فضائل الاقدار انها قربتنا معه لأزمان من مدرسته واكاديمية ثقافته، فنهلنا من نبع تجاربه ما يجعلنا نشعر بالفخر والكبرياء ان من صعد في مركب سفينته لابد وان يرسو على شاطيء الرفعة والسمو ، وحسبنا ان يبقى هذا العراقي الاصيل شامخا بكل عنفوان الكبرياء ، وهو ما يشكل لنا معنى متكاملا للوجود الذي نشعر جميعا اننا كعراقيين ينبغي ان نبقى اؤلئك الذين تسلقوا ذرى المجد فبنوا كل تلك الحضارات الشامخة، وكيف لا والعراق وطن الحضارات ووطن الابداع بلا منازع.

أحدث المقالات