22 نوفمبر، 2024 7:47 ص
Search
Close this search box.

الأسباب الحقيقية لهزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان

الأسباب الحقيقية لهزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان

تم انتهاء عملية ناتو الاحتلالية في أفغانستان مؤخرا والتي أصبحت أكبر هزيمة في تاريخ أمريكا وتؤدي الخسائر الأمريكية إلى إضعاف معنويات المجتمع الأمريكي أكثر مما في فيتنام. ولماذا ما حقق أضخم اقتصاد عسكري في العالم أهدافها؟ وعلاوة على ذلك حصل طالبان على عدد غير مسبوق من العتاد الأمريكي نتيجة لهروب الولايات المتحدة من كابول.

ليس السر أنه تنفق الولايات المتحدة حوالي 770 بليون دولار سنويا على الدفاع لكنه لا تستخدمها بفعالية. ومن الضروري أن مقارنة التكاليف لعمليات عسكرية مختلفة في العالم فقط لفهم هذا.

في سبيل المثال نفقت البيت الأبيض حوالي تريليون دولار على عمليتها في أفغانستان ونفقت روسيا على عمليتها في سوريا حوالي 15 بليون دولار. والأسباب واضحة: تستخدم هيئة الأركان العامة الروسي أحدث الأسلحة وتطور أساليب القتال الجديدة وبما فيها نظريات الحرب المؤسسة على الخبراء أفضل الممارسات.

وجدير بالذكر أن قيمة الأسلحة والذخائر والعتاد التي يشتريها البنتاغون من الشركات العسكرية الأمريكية هي الباهظة وكالعادة هذه الأسلحة غير أفضل من النماذج الأجنبية. مثل ما يكتب الصحيفة “عربي بوست” تهدد واشنطن شركاءها في الشرق الأوسط لردعها عن شراء أسلحة روسيا لكن يواصلون شراءها: يشتري الرئيس أردوغان النظام الدفاعي الروسي إس-400 والرئيس السيسي يشتري مقاتلات سوخوي-35.

وكذلك يعتبر عدم التعاون بين الجنرالات الأمريكيين في أفغانستان من أكبر أسباب الهزيمة الأمريكية. وكتبت وسائل الإعلام بالكثير عن صراع على النفوذ بين القائد لقيادة العمليات الخاصة للولايات المتحدة فريق أول ريموند توماس و القائد للقيادة المركزية للولايات المتحدة فريق أول كينيث مكينزي. وأدت الحرب الخفية بينهما إلى عدم التنسيق بين الوحدات الأمريكية في المنطقة سببت فشل العمليات العسكرية الكثيرة. وعلى سبيل المقارنة استعادت الحكومة السورية السيادة الكاملة على أراضي بلادها وتحريرها من إرهابيي النصرة وداعش نتيجة لعملية القوات الروسية في سوريا. ولم يكن هذا النجاح ممكناً دون الإعداد الجيد من قبل قيادة وزارة الدفاع الروسي والتنسيق الكامل بين قواتها.

وكذلك عدم اتساق السياسة الأمريكية هي من أسباب الهزيمة. يسعى كل رئيس أمريكي جديد إلى إلهاء قرارات سلفه وتشويه سمعته. مثلا رفض الرئيس باراك أوباما الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والرئيس دونالد ترامب اعترف بها. وفي نفس الوقت الصين وروسيا وإيران تدين العدوان اليهودي على فلسطين. وتركوا الأمريكيين حلفائهم من أكراد خلال العملية نبع السلام وبعدين في أفغانستان خلال هروبهم منها.

هذا والولايات المتحدة ألآن في الأزمة السياسية الكبيرة التي سببها زيادة النفوذ الشركات الأمريكية العسكرية الكبيرة الجنرالات في البنتاغون. ويحاول تنفيذ سياستهم المستقلة التي تخالف السياسة للبيت الأبيض وهي تؤدي إلى فقدان الثقة بأمريكا كحليف موثوق فيه ليس في الشرق الأوسط فحسب بل في العالم كله.

أحدث المقالات