22 نوفمبر، 2024 11:16 م
Search
Close this search box.

الأساليب التي أتبعتها بريطانيا للسيطرة على العراق

الأساليب التي أتبعتها بريطانيا للسيطرة على العراق

في ضوء المحاضرة التي القيناها مساء يوم الجمعة المصادف 13 / 7 / 2012 على حدائق منتدى الابداع في دار السيد عماد العبادي  والتي كان احد محاورها الاساليب التي اتبعتها بريطانيا للسيطره على العراق . نود ان نبين ان الاساليب المتبعة من قبل بريطانيا للسيطرة على العراق كانت تتصاعد بشكل مستمر وخاصة بعد مساهمة بريطانيا  مع الدولة العثمانية على إسقاط آخر حاكم مملوكي ( داود باشا ) وإعادة العراق إلى الحضيرة العثمانية بشكل كامل. وكذلك عملت بريطانيا جاهدة على أبعاد العراق عن مشاريع والي مصر  محمد علي باشا, حيث كانت تدرك هي والدول الاوربية خطورة الوعي القومي لدى محمد علي باشا, ويخشون نجاح محمد علي في الوصول الى ضفة الخليج العربي والعراق بعد تمركزه في شواطئ البحر الاحمر والشام هذا من شانه ان  يؤدي الى تمزيق الدولة العثمانية .ومن جانب اخر يهدد الوجود البريطاني في منطقة الخليج المؤدية الى الهند، مما جعل بريطانيا تسيطر على الوالي رضا باشابشكل كامل والذي أصدر قرارا لصالح بريطانيا سنة 1831م يؤكد فيه العمل وفق المعاهدات المعقودة بين الدولتين العثمانية والبريطانية. مما جعل بريطانيا تعمل على تزويد والي بغداد بالأسلحة وتولي ضباط بريطانيين قيادة وتدريب جيش العراق. وتبعا لهذا التقارب الحميم نشطت بريطانيا بإجراء المسوحات والاستكشافات وخاصة لطرق الملاحة والمواد الخام ومكامن القوة والضعف في الشعب العراقي ودراسة مكوناته والتأثيرات الاثنية والطائفية فيه، بغية أثارتها في وقت الحاجة لها. ومن الأساليب الاستخباراتية الخبيثة التي اتبعتها بريطانيا في العراق الأمور الآتية :
 
1 – أجراء مسح عام للمدن والقرى والبلدات 
 
 وان عملية المسح هذه كانت تظهر لحكومة بغداد بان ذلك سيعود بالنفع عليها، في حين كان الهدف هو الوقوف على حجم التناقض والتناحر بين سكان العراق. وطبيعة عيش المواطنين وتسليحهم واستعدادهم للدفاع عن بلدهم. وقد ورد في حديث مستر كولنكود: وهو ضابط في البحرية الهندية، ما يشير الى حراجة الظروف التي احاطت به وبزملائه ولمرات عديدة في اثناء قيامهم في تلك الدراسات. فهو يذكر في مذكراته: أنني وحدي انجزت تخطيط بغداد في ظروف جدً عصيبة اذ كنت مضطرا الى العمل خفية. وقد حدث احيانا اذ قمت بتسجيل المواقع والمحلات فوق قميصي الأبيض مغتنما الفرصة ما استطعت في حينها وكان من الصعب الحصول على قلم رصاص وكثيرا ما اوشك امري ان يفتضح حتى انني توسلت بشتى أنواع الحيل لدفع الريبة.
 
 2 – إرسال البعثات التي تقوم بمسح الأنهر
 
وكانت تلك البعثات تقوم  بإعمال المسح والتخطيط فيما بين النهرين، بهدف إيجاد طرق للمواصلات تكون امتدادا للمسار القديم المار برأس الرجاء الصالح واستمرت هذه البعثات التي اوفدتها حكومة بومباي طيلة 30 سنة اعتبارا من 1830م  وحتى سنة 1860م. فتمكنت من خلالها تقديم دراسات تفصيلية عن العراق وما يتصل به من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وحددت أيضا الإجراءات بجذب رؤوس الأموال للاستثمار في العراق وتم تحديد عدد المهاجرين لترسيخ الاستعمار. بينما قدمت مسحا ديموغرافيا طوبوغرافيا لعموم مساحة العراق تقترب من الدقة مبينة فيه تضاريسه وأنهاره وكميات الأمطار والمساحات الزراعية ونوعية المحاصيل وجباله ووديانه، وشمل ذلك تنظيم الري وكميات المياه. وكانت تلك البعوث استمرت في عملها ثلاثين سنة تعمل ليل نهار وبتكتم تام لغرض الوقوف على كل ما يحيط بالعراق استعدادا لاستعماره بالمستقبل، سيما وبشائر النفط لاحت في عبادان وأحتمل الأنكليز وجوده في العراق لتشابه البيئتين والتخطيط للسيطرة عليه مستقبلا.
3 –  توسيع قاعدة المقيمية البريطانية 
 
وفي هذا الاتجاه كانت بريطانيا توهم  حكومة بغداد والباب العالي بان مشروعات محمد علي باشا والي مصر طموحة جدا تلك المتحالفة مع ال سعود للقضاء على حكام نجد بقيادة طوسون و إبراهيم ولدي محمد علي. كما أوهمت تلك المقيمية حكومة بغداد بان أهداف محمد علي باشا ستمتد لابتلاع العراق في حين كانت حقيقتها تمثل خطرا على المصالح البريطانية. لذلك كانت عناصر المقيمية البريطانية في بغداد من المدربين تدريبا جيدا من العمل في مجال الاستخبارات وإشاعة الدعاية والتخويف بين أوساط الناس، وعناصر الحكومة من تلك الأخطار الوهمية. ومن جانب آخر تعمل تلك العناصر على شراء الذمم وإيجاد موطئ قدم في جميع أنحاء العراق لاستخدامها وقت الحاجة، فضلا عن جمع المعلومات. وتعمل أيضا على حمل والي بغداد بالموافقة على تدريب جيشه من قبل العناصر البريطانية الهدف منه حسم موضوع الجيش في حالة احتلال العراق، لوقوف البريطانيين من جراء التدريب على إعداده وصنوفه وطبيعة تسليحه وتدريبه وقدرته النفسية على المواجهة، ومدى الضبط العسكري واستعداد الجندي والضابط لتنفيذ الأوامر والموت في سبيل الدفاع عن البلد. وان سيطرة المقيمية البريطانية على هذا الجانب الذي يعد من ابرز الجوانب الحيوية في العراق الى جانب الاقتصاد سيتيح لها امتلاك زمام العراق مستقبلا. وكانت بريطانيا حتما فرحة بتلك السيطرة وعدم أدراك الولاة العثمانيين لخطورة ذلك. ولم تكتفي بريطانيا بهذه الطرق فحسب بل أرادت أن تقف على جميع دقائق سير حياة الشخصيات المهمة والمؤثرة في العراق، ومن ثم ضمان الأعوان فعمدت إلى أساليب غاية في الدهاء . 
 
4 –   إرسال البعثات التبشيرية
 
كما نشطت حركة المبشرين والمبعوثين الأجانب بعد أنسحاب ابراهيم باشا من بلاد الشام, حيث تسابق الفرنسيون الكاثوليك والأمريكيون البروتستانتيون في تثبيت ثقافتهم في البلاد العربية بإنشاء المدارس لكن هذا النشاط في تأسيس المدارس لم يشمل البلاد العربية بمستوى واحد, ففي العراق اتسمت بالبطء حيث لم تشهد المدن العراقية حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر فقط الا مدرستين, مدرسة الآباء اللاتين الفرنسيين في بغداد سنة 1726م ومدرسة الآباء الدومنيكيين في الموصل سنة 1750م. على الرغم من أن الفرنسيين قد سبقوا الأنكليز في إرسال البعثات التبشيرية. والتي كنت تهدف من خلالها كسب الطوائف المسيحية في العراق إلى المذهب الكاثوليكي السائد في فرنسا، وكان هذا غطاؤها في حين أن مضامين تلك البعثات استخباراتية. لكن بريطانيا تنبهت إلى مخاطر هذا النشاط ووقفت على مضامينه السياسية وقررت الدخول في باب النشاط التبشيري في العراق منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر. وكان هدفه المعلن نشر المذهب البروتستانتي بين  الطوائف المسيحية في العراق ولكنه في حقيقته كان هدفا استخباراتيا أيضا يعمل باتجاهات متعددة منها :
بالضد من المخابرات الفرنسية والأميركية وتحجيم نشاطهما .
كسب اكبر عدد ممكن من النصارى العراقيين إلى جانبهم .
إيجاد موطئ قدم للتمركز البريطاني في الزمن اللاحق .
تسخير من يتم كسبهم لجمع المعلومات عن مكونات الشعب العراقي .
إشاعة نوع من الثقافة البريطانية الهادفة لكسر القيم والعادات الشرقية القائمة. 
التقليل من شأن القيم والموروثات الإسلامية والاستخفاف بها وإشاعة ذلك بين الأوساط العامة بين المواطنين واعتبار المسيحية أو اليهودية هي القيم النموذجية للديانات. إضافة إلى سلوكها بعض الأساليب( التي هي غاية في الخسة والدناءة ) لغرض ثلم معتقدات أهل العراق من المسلمين خاصة.
العمل على تعميق الخلافات بين رؤساء القبائل وبين كبار ورؤساء الحارات وكبار أصحاب المصالح الاقتصادية وأرباب الحرف لغرض خلق نوع من التناحر لتجسيد سيادة مبدأ ( فرق تسد ) بهدف السيطرة على الشعب العراقي بسهولة، كونها خلقت منه شعبا متنازعا, متناحرا, متباعدا, ومتقاطع المصالح .
 
ويذكر أن جو فريزر أول مبشر من المذهب البروتستانتي يدخل إلى العراق قبيل انهيار حكم المماليك في بغداد وكان دخوله سنة 1829 وكانت جهوده واسعة جدا امتدت من بغداد إلى الموصل ثم البصرة. وأسس هذا الرجل أول مدرسة للتعليم الانكليزية والعربية وادخل آلة طابعة إلى العراق سنة 1830م ثم دخل العراق جون صموئيل الذي نشط بين يهود البصرة ثم انتقل إلى بغداد وكان يستفز المواطنين بتوزيع المطبوعات المسيحية، فأبعده البريطانيون عن العراق خشية الفتنة. وكان التركيز التبشيري البريطاني على شمال العراق الذي يضم طائفة مسيحية تعرف باسم السريان والكلدان الذين يشكلون 3% من مجموع سكان العراق، واليهود الذين يشكلون 2,4% بالنسبة إلى سكان العراق أيضا. وتوالت تلك الهيئات التبشيرية في الدخول إلى العراق. ففي سنة 1838م طلبت جمعية تعزيز المعرفة المسيحية وهي هيئة مسيحية بريطانية من الحكومة البريطانية القيام بجولة لدراسة أوضاع المسيحيين شمال العراق. وفعلا تمت الزيارة إلى مناطق النساطرة سنة 1840م. بعد استجماع المعلومات الاستخباراتية عن طبيعة العيش في تلك المناطق وحالة الناس الاجتماعية. ونقلوا رغبة النساطرة وعلى لسان زعيمهم ( المار شمعون ) في مجيء رجل دين من الكنيسة الانكليزية لمساعدتهم في نشر التعليم المسيحي بشكل أوسع. وبالفعل وصل اثنان من القساوسة البريطانيين سنة 1843م يمثلان جمعية تعزيز المعرفة المسيحية وجمعية نشر الإنجيل. فيما تواصلت البعوث والإرساليات وإرسال القساوسة. وفي ضوء ذلك تم تشكيل بعثة تبشيرية للعمل بين النسطوريين بشكل دائم والتي كانت تدعى البعثة الأشورية التابعة لرئيس أساقفة كانتربوي. ثم أعقبتها بعثة تبشيرية أخرى التي هي بعثة الكنيسة. وكان من انجازاتها تأسيس مستشفى في بغداد وتعدى نشاطها إلى الموصل وكان من ابرز عناصرها ( انطوان كراجي وروبرت كروس). والذي ينظر بعين فاحصة إلى الإرساليات والبعثات والعناصر القائمة على شؤونها فأنه يجد أن غطاء تلك المنافسات هو التبشير بالإنجيل وتطوير المسيحية وتعاليمها بين نصارى العراق  ؛ ولكن الأهداف غير المعلنة هي جمع المعلومات والتأثير بأخلاق الناس من خلال إبهارهم بالحضارة الانكليزية وتوسيع الهوة بين حضارة شعب العراق والحضارة المتقدمة الذي بلغها الشعب الانكليزي والذي كانوا يعتبرونه نموذجا في ذلك الوقت. وهذا بحد ذاته يزعزع متانة ثقة العراقي بمعتقداته وموروثة، ويجره إلى التطلع إلى ما هو جديد . وحرص البريطانيون أن يدخلوه بين أوساط مكونات الشعب العراقي لكي يجعلوا منهم أتباع ومؤيدين ويجدوا موطئ قدم للأحتلال اللاحق الذي خططوا له بشكل رصين ومتقن .
 
 
5 –   التنقيب عن الآثار  
 
 وان عملية التنقيب عن الاثار هي خط استخباراتي آخر سلكته بريطانيا لاستجماع المزيد من المعلومات عن سكان العراق وطبيعة العيش فيه ومواقع قوته ومكامن ضعفه وفرقته بعد أن لفتت انتباه بريطانيا إلى هذا المجال البعثات الاثارية الفرنسية والألمانية. فراحت ترسل البعوث وتزودهم بالمال والخرائط والعدد والخبرة على هيئة  آثاريين   يسعون إلى تحقيق غرضين: الأول الحد من النشاط ألاستخباراتي الذي يقصد نفس الهدف البريطاني المتمثل بفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وتحديد نشاطاتهم للاستفراد بالساحة العراقية. والثاني: هو أستجماع المعلومات الدقيقة عن العراق في حالة إخفاق الجهات الاستخباراتية الأخرى المتغلغلة في جميع نواحي الحياة. ومعلوم أن العراق يخفي تحت تربيته النفائس الآثارية التي يندر وجودها في أية بقعة أخرى من العالم. فعملية التنقيب كانت إضافة ما توفره لهم من غطاء لممارسة جهدهم الأستخباراتي، فإنها كانت أيضا ذات مردودات مالية من خلال تهريب نفائس المكتشفات الآثارية إلى المتاحف الأوربية. وكان القناصل والدبلوماسيون يشرفون على عملية التنقيب والتهريب إضافة إلى تدوين الملاحظات عن طبيعة السكان. وفي هذا المجال يعد ( كلوديوس جيمس ريج ) الذي عمل مقيما بريطانيا في بغداد سنة  1808 – 1821م من أوائل الدبلوماسيين البريطانيين الذين كلفوا بقيادة الجهد الأستخباراتي في هذا المجال. وقد استفاد هو شخصيا فائدة عظيمة عندما جمع لنفسه مجموعة من المخطوطات واللقى والقطع الفنية استثمرها لحسابه الخاص. وأعقبه هنري رانلسن الذي عهدت إليه قنصلية بغداد بين   1843-1855م مهمة التنقيب وكان بارعا في علم الأشوريات ويشرف على المقيمين البريطانيين في المدن العراقية ويستحصل منهم التقارير ويوحدها ويرسلها حتما إلى جهاته الأستخباراتية. فيما واصل ( أوستن هنري لايارد ), جهوده الأستخباراتية تحت غطاء التنقيب أيضا، حيث قام بجولة في مدن العراق بعد أن أستحصل على فرمان من السلطان العثماني في سنة 1845م بمساعدة السفير البريطاني في اسطنبول، بالإذن له بإجراء المسوحات الآثارية في مدن العراق، اكتشف من خلالها كنوزا بعثها إلى المتحف البريطاني الذي كان يمول تلك التنقيبات. وهكذا كان النشاط الأستخباراتي عن طريق الآثار محموما كونه يودي إلى أغراض مادية واستخباراتية. وأستطاع لايارد إيجاد وكلاء له في الموصل وخاصة المسيحي ( هرمز رسام ) الذي استأنف العمل شريكا للايارد ولحساب المتحف البريطاني. فيما قام بريطانيون آخرون بالتنقيب في شمال العراق وجنوبه من أمثال جورج سمث والسير واليز بدج ولورنس، وعندما يتعرض البريطانيون للمضايقة من قبل السلطات العراقية في مجال التنقيب فأنهم يلجاون  إلى أساليب أخرى أكثر دهاء يستحصلون موافقات الخليفة أو الصدر الأعظم لغرض الأستمرار بعملهم .
 
6 – حماية رعاياهم
 
 لو أن أي احد قام بإحصاء العناصر البريطانية المنتشرة في جميع نواحي الحياة الأقتصادية والأجتماعية والسياسية والعسكرية لوجدهم قليلين جدا، ولكن بريطانيا كانت تعول على الهنود ذوي الأعداد المتنامية والذين اعتبرتهم من رعاياها، وخاصة أولائك الذين يقومون بزيارة العتبات المقدسة. وكان هذا العدد يزيد وينقص حسب المواسم، فكانت تلك ذريعة واهية لوجود عناصر بريطانية مكلفة بهدف جعلت اسم  حماية الرعايا، ولكن الهدف المخفي هو استجماع المعلومات عن العراق بقنوات أخرى غير القنوات التي اشرنا إليها.
 
7 –   المقيميات والقنصليات والتمثيل الدبلوماسي
 
 كانت هذه الهيئات تشرف على جميع الأنشطة البريطانية في العراق، وتقدم تقاريرها إلى السفير البريطاني في اسطنبول، أو وزارة الخارجية البريطانية. وكان جل النشاط المعلن للدبلوماسيين يتركز حول التجارة وطرق المواصلات وإيجاد أسواق للبضائع البريطانية، وتصدير المواد الخام الداخلة في تلك الصناعات. وبذلك يحققون كسبا ماديا لا يستهان به كهدف معلن. فيما كانت العناصر الدبلوماسية تشرف على النشاط الدبلوماسي بكل فروعه التي رسموها هم، وارتبطت بكل جهة من الجهات التي ذكرناها آنفا بمجموعة دبلوماسية تزودها بالتقارير عن طبيعة سكان ما بين النهرين. وكان جل الذي يتعاون معهم هم اليهود والنصارى والبؤر التي أوجدوها من سكان العراق، والتي ربطتهم بها مصالح تجارية أو صداقات أو اشتروا ذممهم، خاصة أولائك المبهورين بالحضارة الانكليزية، والذين يلهثون وراء البريق. ووفق هذه الأساليب سيطر الانكليز دون منازع على تجارة العراق وكانت نسبة سيطرتهم تربو على 90% من الصادرات والواردات، لا يزاحمهم فيها عثماني أو فرنسي أو ألماني أو روسي أو أمريكي، إلا بعض التجار الصغار من المحليين والذين يرتبطون بشركات أما مع اليهود أو مع الانكليز مباشرة.كون التاجر المحلي في العرق يفتقر إلى الخبرة ورأس المال ووسائل التسويق والخزن وما إلى ذلك ممن يدخل في طرق وتشعبات التجارة، فكان أيضا اعتماده على الانكليز ووكلاؤهم. هذه في الحقيقه كانت بعض جوانب الطرق التي اتبعتها بريطانيا لكي تتمكن من تكوين صوره تامه عما يجري في العراق لسهولة السيطره عليه وفعلا تم ذلك يوم 26 تشرين الاول 1914عندما اخطات الدوله العثمانيه ذلك الخطا التاريخي عندما دخلت الحرب الى جانب المانيا وحلفائها .

أحدث المقالات