23 ديسمبر، 2024 2:07 م

الأسئلة المُثيرة

الأسئلة المُثيرة

تتدفقُ الاسئلة كالسيل ، ولا تقتصر على جانب واحد ، وانما تتناول مختلف الجوانب الكونية والحياتية ….
ومن هذه الأسئلة ما يحمل طابع الإثارة الشديدة ، من طراز السؤال القائل :
أيّهما أثمن عند الانسان المال أم العُمْر ؟
وحين يكون الجواب الصريح والبعيد عن اللف والدوران :
ان المال أثمن من العمر ، تشتد الإثارة والغرابة .
وللتوضيح نضرب المثال التالي :
لو قلتَ لصديقك مثلا إني سأمنحك مكافأة نقدية عند حلول الشهر القادم .
أتراه ينسى هذا الوعد ؟
انه يبقى متحفزاً متوتباً بانتظار الموعد لتُنجز له وعدك ، وتقدّم له المنحة..!!
وهذه العملية تعني – وبقليل من التأمل – انه استهان بالأيام التي تفصله عن حلول الموعد .
اي أنه استهان بما أنفق من عمره في سبيل الحصول على المال ..!!
أرايتَ كيف ضحّى بعمره من أجل المال ؟!!
ولو لم يكن المال أثمن عنده من عمره لما ضحّى بعمره من أجله ..!!
انها لأحدى المفارقات الغريبة حقاً .
ونظير السؤال السابق ، سؤال آخر يقول:
أيهما أثمن المنصب والجاه أم الكرامة الشخصية ؟
ويؤسفنا ان نقول :
ان بعض الأدعياء – أدعياء الثقافة والمعرفة وممن يصنفون أنفسهم في الصفوف الأولى – :
يقدّمون (المنصب) على كرامتهم دون تردد …
وهذه مثبَلةٌ لامنقبة .
لقد سمعنا بعضهم وهو يتلّقى من رئيسه التشكيك بصدْقِه – وهذا من الطعون المُوجعة – فلا ينبس ببنت شفة !!
لم يكن ذلك من باب الخُلِق الرفيع يقيناً ، لأن الرجل موصوف بسوء الخلق..!!
اذن :
ماهو السبب الذي دعاه ان يتلقى الصفعة ، دون ان يدافع عن نفسه على الاطلاق …
انها لم تكن الاّ الخشية على منصبه !!
لقد خشى ان يطرد، وان يستغني عنه رئيسه، الذي تلّقى النصائح بابعاده  عن الموقع الذي هو فيه فلم يفعل ..!!
ولا خير في رجل يبيع كرامته بالمنصب، مهما علا ذلك المنصب .
ان المناصب لاتدوم لأصحابها .
واذا دار الأمربين أنْ يبقى رجل في المنصب مثلومَ الكرامة، أو يعتزل العمل موفور العزة ، فالمتعين عليه ، حسبما تقتضيه المواضعات الأخلاقية والاجتماعية – اختيار الكرامة ، وكفى بها وشاحاً رائعاً، وموقفاً ناصعاً، تزدان به السيرة ، ويضاف الى سجل المآثر والمفاخر .
ان الاسلام دين العزّة
وقد جاء في كتب الفقه :
ان رجلاً لو أراد ان يمّن عليك باعطائك ماءً للوضوء ، فاتركه واختر التيمُم بدلاً عن الوضوء بذلك الماء .
وهكذا يحب ان يكون المسلم عزيزاً، رافضاً لكل ألوان الذل والامتهان .

[email protected]