العالم يعيش اليوم إنتقالاً نوعياً في كل شيء، وبالتحديد أماكن العبادة، فالصلاة باتت تعقد في ظروف غربية وبالغة الصعوبة والتعقيد، ومن أجل أن يحصل ما هو حاصل الآن، يجب الإلتفات الى أولئك الناس المتوحشون، الذين يدفعون لكي يقتلوا أو يفجروا الأبرياء، وهم بالتأكيد شيوخ كبار متنفذون، ومأجورون للنظام الإرهابي الجديد.
تصريحات شيخ الأزهر الأخيرة حول الحشد الشعبي، ومن ثم مدير الإستخبارات الأمريكية المركزية الجنرال بترايوس في العراق أيام سقوط النظام المقبور، لهي وثيقة إدانة واضحة وصارخة بوجه هؤلاء المأزومين، الذين أدهشتهم وارعبتهم إنتصارات رجال المرجعية الشرفاء من السنة والمسيح والشيعة في خندق واحد، وعليهم أن يزوروا المناطق المحررة ليثبتوا أكاذيبهم.
إنهم رجال فاشلون في حربهم على غيارى الحشد الشعبي، ووصفهم بأنهم مليشيات طائفية، وقدموا للإنتقام من أهالي تكريت، لبئس ما قالوا، ومن المنصف أن يبدؤوا بقراءة الحدث جيداً، ويأكلوا لقمة عيشهم بعيداً عن إثارة الشرور، فإذا جعلت نفسك “دودة تزحف على الأرض، فلا تلم من يدوسك بقدمه”، فلا تفوتكما الفرصة.
الإنفتاح على الآخر ضرورة واقعية لإرساء روح التعايش السلمي والحوار الديمقراطي، فالتنوع حالة مميزة تجعل كل طرف متميز في روحه وريحانه ورائحته، لتحمل أرقى أنواع العطور في باقة العراق الواحد، أما المتشددون فإنهم يسعون للفرقة والتناحر عبر التصريحات الفارغة، التي لا تنم إلا عن شخوص هزيلة مشوشة الفكر والرأي والسريرة.
أزمة الوعي هي من تجعل شيخ الأزهر ممن لا يمتلكون موقفاً أصيلاً ليذكره التأريخ بشرف، ولو أجهد نفسه مرة بقراءة كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين الموسوي (قدس سره) والشيخ سليم البشري، لعلم أنه أحد أسباب نقاط الخلاف هو تخلف بعضهم بشكل يعمق من سيطرة أعدائنا على مقدراتنا وشؤننا الى أمد طويل.
مقومات النجاح تبدأ من تحرير العقل لأنواع الجهل بمسمياته الزائفة، وإشاعة الوحدة والتسامح والأخوة والكرامة، وهذا ما أكدت عليه مرجعيتنا الرشيدة في نداءاتها الى أبنائها من رجال الحشد الشجعان، فكان دفاعهم المشرف وسلوكهم الأيماني، خير شاهد على إننا أصحاب الدليل والموقف النبيل، وكانت الإستجابة على قدر النداء بوجوب الجهاد الكفائي.
لا نريد للشعب العراقي بكل أطيافه أن ينام ولا أن تعرقل مسيرته نحو الشموخ برغم فداحة الخسارة، ولكن من الضروري جداً أن ينتهي عصر الخوارج والشراذم من عبيد الصهيونية والإستكبار المتمثل بالجماعات التكفيرية، وهذا ما سيتم على أيدي رجال التلاحم الوطني من الحشد الشعبي، أما الأزهر وأمثاله فلا تفوتكم الفرصة.