13 ديسمبر، 2024 12:29 ص

الأزمة السورية… التداعيات والآفاق.. تحليل مختصر

الأزمة السورية… التداعيات والآفاق.. تحليل مختصر

تمهيد: –

قلت في ندوة علمية قبل اكثر من ثلاثة عقود أن وجود (إسرائيل) ليس من بنات أفكار هرتزل ولم تبدأ في مؤتمر بازل بل أنها (حاجة غربية) يوم انتبه الغرب وزعيمته بريطانيا آنذاك الى ان الأمة العربية يمكن ان تتوحد على اثر حركات محمد علي التوحيدية الناجحة، حيث قال بالمر ستون (( لا بد من إيجاد كيان يفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه))، وجاءت إسرائيل لتضع العرب في ازمة مستدامة، وتلعب دورا كبيرا في استمرار التخلف والضعف العربي، ومن أراد استقرار نسبي لنظامه عليه ان يسكت وإلا فعليه مجابهة كل الترسانة الامريكية والأوروبية.. لماذا؟؟ لأنها حاجة غربية تفعل ما تشاء تدمر تقتل الأطفال غير مهم.. المهم ان تبقى وتضبط إيقاع العرب وتحقق اطمئنان الرأسمالية الغربية على مصالحها، والدليل ان الوثائق البريطانية تشير الى أنها صرفت 50 مليون دولار (كانت كبيرة حينها) لإفشال وحدة 1958 بين مصر وسوريا.

الحقائق: –

1.التوقيت يشير الى ضلوع الولايات المتحدة وابنتها المدللة في الأمر رغم ان الرئيس الأسد صبر كصبر أيوب على التجاوزات الإسرائيلية ألماسة بسيادة سوريا.

2. الغاية هي تلميع فشل نتنياهو في تحقيق اهداف الحرب بعد 14 شهرا من الإبادة والجرائم غير المسبوقة.

3. احتلال ارض سورية بحجة المنطقة العازلة، فضلا عن محاولات أخرى قد تظهر بحجة ملأ الفراغ.

4. بما ان نتنياهو صرح انه سيتفرغ لإيران، وبما أن إيران بعيدة فالأفضل هو خلق الأزمة وتوظيفها لإخراج النفوذ الإيراني من سوريا

5. ستكون هذه هي المرحلة الأولى، وسيحاول اختتام – يرجى ملاحظة أنى عندما اتحدث عن الكيان اعرف ضعفه قبل وبعد السابع من أكتوبر ولكني عندما اتحدث عنه اقصد أمريكا وأوروبا فالذي لا يمتلك جنديا ي قادرا على تحرير رهينة واحدة عليه ان يعي مدى ضعفه – قلت سيحاول اختتام تحييد الخطر الإيراني من خلال ازالته في العراق من خلال القمع الناعم الذي سيحققه ترمب على العراق وإيران.

سير العمليات: –

1.تحقيق المباغتة وتحقيق فعل الصدمة وامتلاك المبادأة وأدامه زخم الهجوم من الفصائل السورية كان مثيرا للإعجاب، وفي الوقت نفسه يعد مؤشرا على حجم التدريب والدعم بالتسليح والتجهيز والتخطيط والمعلومات.. قابل ذلك انهيار غير مسبوق للجيش العربي السوري الذي اعرف انه جيش منضبط ومدرب إلا أنى أعزى ذلك الانهيار الى الأسباب أعلاه فضلا عن الوضع الاقتصادي المؤلم لسوريا نتيجة الأزمة المستدامة حيث كانت كلية الدفاع الوطني السورية تستضيفني لألقاء محاضرات او حضور تمارين استراتيجية، وكان السائق الذي يقلني عريفا في الجيش وكان راتبه ما يعادل 300 دولار ورغم الزيادات بات راتبه دولارين حاليا. وقديما قيل الجيوش تزحف على بطونها ولعل ميكيا فيلي قال قبل أكثر من خمسة قرون ناصحا الأمير ((إذا اردت ان تدخل حربا فلا تحسب كم لديك من جند وسلاح فقط بل احسب كم في خزائنك من ذهب)).

2. الجيش السوري متعب والحرس الثوري الإيراني كذلك يتبعهم حزب الله وألا فأن هناك مصادر تفيد بوجود أكثر من 500 موقع أو نقطة للحرس الثوري هناك، ولعله يمكن القول ان الكل لم يقاتل بمعنى القتال كما حصل عند وصول داعش الى مشارف بغداد، ولكن تم استعادة زمام المبادأة ولعب طيران التحالف الدولي دورا يختلف عن الدور الروسي تماما واستغرقت عملية التثبيت والتحرير سنينا طوال، فبينما يقصف الطيران الروسي جسر الرستن (لعزل حمص) ومعلوماتي ان هناك 8 طرق بديلة للجسر المذكور.. هنا لا ينبغي اتهام روسيا فليس كل دولة عظمى تستطيع خرق اتفاقيات جنيف او اتفاقية منع الإبادة الجماعية اما أمريكا فتمكنت من ذلك ودمرت أجزاء من الرمادي وأيمن الموصل ولم ينبس أحد ببنت شفة.

3. اعتقد ان الانهيار سيتوقف في حمص او على أبواب دمشق ان شاء الله وستزول الصدمة لأن الأمريكان والأوروبيين ليسوا مستعدين للقبول بتبديل الأسد بالشرع الذي قاتل مع الزرقاوي رغم تطميناته وقوة شخصيته وطرحه الدولة المدنية فقد جربوا وجربنا ان التيارات الإسلامية وخصوصا المسلحة منها يمكن ان تطرح المدنية لكنها وقت الفعل تتوقف

سوراقيا: –

كانت سوراقيا حلما عربيا جميلا قد يتحول الى واقع بعون من الله وكوني أؤمن بالحداثة أقول ان هناك مجموعة الثمان وخمسة زائد واحد ومجموعة العشرين فلنكن مجموعة 23.. ولكن ليس في هذه الأزمة.. وأنصح القيادة العراقية ان تتصرف بعيدا عن العنتريات والشعارات فلم يبق هناك عراقي واحد يؤمن بها وعليه يبقى امامنا مؤتمر وطني يعقد سريعا يضع مصلحة العراق أولا ويجري تقييم جدي للقوات المسلحة العراقية في عام الفشل 2014 وما الذي زاد او نقص ضبطا او تدريبا او تسليحا وبالتالي هل لدينا القدرة على احداث تغيير في الأمر حتى ولو كان هناك مجازفات محسوبة… ولسوريا الحبيبة كل الحب وتستحق منا الكثير فقد آوت السابقين واللاحقين والذين سيلحقون.