23 ديسمبر، 2024 1:30 ص

الأرهاب لأدين ولاخلق له

الأرهاب لأدين ولاخلق له

حدثني سابقا رجال تجاوزوا السبعين عاما في السويد وبلدان أسكندنافية أخرى عن أهوال الحرب العالمية الثانية , وكيف فقدوا عوائلهم بين أعوام 1941-1944 جراء المذابح النازية واصبحوا بلا مأوى ولا طعام وملابس وأوتهم السويد والنرويج أطفالا صغارمن بولندا والمجر ويوغسلافيا والمانيا وجيكوسلوفاكيا وفنلندا , ثم درسوا وكبروا وكونوا عوائل كبيرة, منهم من بقي أبنائه معه في السويد والنرويج ومنهم من هاجر يتبع هواه أو رزقه بعد أن انقطعت جذورهم عن الوطن الأم فأصبحت السويد هي الوطن الأم للكثيرين منهم ,ربتهم وعلمتهم ومنحتهم المعرفة والشهادات والخبرات والمشكلة أن بعض هذا الجيل من الأحفاد فاسد الفكر والثقافة والخلق نشأ وهو يحمل الكره والقسوة ضد الناس الطيبين والبسطاء والمسالمين متناسين أضطهاد أبائهم وأجدادهم , بل ويقيموا المهرجانات الأستفزازية والمسيرات العنصرية الوقحة ليعلنوا بصراحة هذا الكره المؤدلج بنازية مرفوضة وممجوجة الذوق من قبل أبناء شعبهم والشعوب الحضارية الأخرى ,بل وهناك من أسسوا لهم معكسرات خاصة يتدربون بها مستغلين مساحة الحرية والديمقراطية التي توفرها تلك الحكومات الأوربية لهم فتمادوا بغيهم بحيث يتعمدون الى القتل للعديد من الناس دون ذنب أقترفوه كما في مذبحة النرويج عام 2011 التي أرتكبها العنصري النازي الأهوج ( أنديرس بيهرنج بريفيك ) بحماقة متعمدة فتسبب في قتل 76 شخص معظمهم من الاطفال و الشبان مع العديد من الجرحى والمعاقين والتي تعتبر من أكثر المذابح دموية و قسوة ,وكذلك في حرقهم البيوت والمدارس وأماكن تجمع المهاجرين , في وقت تشهد أوربا تطورا حقيقيا في جعل النقد والأقتصاد موحدا كما نلمس ونرى ونتعامل باليورا والثقافة الواحدة بتنوعها وألغاء الجوازات ونقاط الحدود وتسهيل الأنصهار بين المجتمعات التي شهدت حروبا دموية رهيبة بين أبنائها رغم أنها تدين بدين واحد هو المسيحية , ليكون الدين الجديد هو الحب.
هذا العنف ينزايد يوم بعد يوم بفعل رد فعل ماقامت به القاعدة وداعش وميليشيات دينية متخلفة في كل البلدان العربية والأسلامية من أجل خلق فوضى خلاقة أجادت أمريكا بوضع السكربت الأخراجي لها حيث تتولى بلدان اسلامية وأوربية بالتعاون معها لتنفيذ هذا السكربت الدموي لتوقف نمو شعوب تمتلك ثروات بشرية وطبيعية تحاول أن تنهض حضاريا مستغلة أقدس ماأنزلت به السماء من أديان لتلبسها هذا الثوب الأرهابي ولتغذي عبره بفيتامينات طائفية قذرة بين أبناء الشعب الواحد وهذا مافعلته بمهارة دول الخليج بقيادة السعودية أكثر البلدان دموية وفاشية وطائفية.
أن التفجيرات اللآأخلاقية القذرة للقاعدة وداعش وغيرهم سواء بالنفس أو غيرها لقتل أناس عزل ومسالمين وطيبين هو أنهيار للخلق الأسلامي وتفاهة الدين الذي يؤمنون به وهو
نقص كبير في التربية العائلية للأنسان المسلم وهو عار يلاحقنا كعرب ومسلمين بين الدول والشعوب الحضارية التي يدفع المسلمين الطيبين ثمنها باهضا في بلدانهم بشرا ومؤوسسات من قبل حفنة مريضة ومجنونة وسيئة الخلق والدين يتبعون تعاليم أئمة جوامع فاسدين وشاذين, في حين أن النازيين الجدد في أوربا بالذات يتمتعون بميزات عالية المستوى في الملبس والمأكل والسكن والوظيفة وتراهم أنيقي الملبس والمظهر ومن أهل الأقتصاد والعلم والمعرفة الى حد أنهم شكلوا أحزابا أصبح لها موقع مؤثر في البرلمان من خلال الفوز بمقاعد عديدة بل واصبح أحدهم رئيسا لوزراء دولة يؤثرون في سياسة بلدانهم من خلال أصواتهم البرلمانية عبر الوسائل الديمقراطية ونادرا مايتخذون العنف طريقا لتحقيق أهدافهم بل يملآ قلوبهم وعقولهم الحقد حتى على المسيحين من أبناء دينهم لأنهم من بلدان أفريقية أو أسيووية أو عربية لحد معاداتهم في الحصول على عمل أو وظيفة وبلاشك هم بالتأكيد عكس الأرهابيين المسلمين الذين يتمتعون لابالحقد وحده بل و بقذارة الجسد والفكر وسيادة الجهل والخرافة على عقولهم وكأنهم ثيران في غابة , لحد قتل وذبح المسلم من غير مذهب ببرود دم وبضمير ميت وهو يصرخ كالحمار بأسم الله ونبيه جاعلا من نفسه أسدا على أبن وطنه ودينه بلا خجل ووجدان .
أن المستقبل القريب سوف يشهد صراعا رهيبا بين الأديان في الشرق الأوسط وأسيا فقط ولاتنجو منه الدول العربية وسوف يشهد أيضا بروز جيل يكره ويبغض الدين ورجاله بعد هزيمة داعش التي ستكون دموية يدفع ضريبتها أهل الموصل دما مثلما دفع ضريبة الحماس العاطفي الفارغ والكاذب لرجال الدين السنة في الأنبار حيث كانوا أول الهاربين بجلودهم الى بلدان الفساد والكفار التي حمتهم من غضب الرافضة , ناهيك عن مذابح ستشمل الشمال السوري وكردستان العراق وليبيا التي تناضل من أجل أرساء قيم ديمقراطية في الحكم وسوف يختفي الدين من صدور الشباب في العراق ليصبح الله وحده لاغيره بين الضلوع وهو المعبود بعد أن مل أبائهم وأجدادهم عبادة البشرالكذابين من طغاة الأرض وسوف يختفي الشعار المخزي والتافه والشوفيني : بالروح بالدم نفديك يفلان أو علان من الفاسدين وحثالة البشر.