ثمةَ خيط من ضوء لونه زرقة الآه في فم جريح السكين ، أتبعهُ فيوصلني إلى سماء التصوف ، ويغرقني في مرايا العسل ، فأرى روحي تعشق روحي ، وأرى باب بيتي تاج محل ، أخلدُ فيه طفولة الخبز ودموع الشهداء وفساتين النخل ، وأشياء في صنع الرؤية تصير كتاباً لفلسفة بوذية تشطح بالعقل إلى الميتا ـــ فوق ، فأراه كما نور البلور يضئ ببهجة حلم نوراني ، لأهتف سبحان الله ، جاءت باريس إلى أور ، وأور ذهبت إلى روما…
أخلدهُ كما امرأة خدها بلاط مغولي في زمن الشهقة ، حين تضيع العواصم في سعال الدبابات ، فأسرحُ في عينيها مشتاق أكثر من ذي قبل ، وأقول لها ، ليس على القبلة حرج عندما تأخذ السكر من لسان الفلسفة ، فيأتينا سقراط عارياً ، فنضحك ..
نضحك من فرط محبتنا لبلاد يحتلها الغرباء ، وهي مثل طالق في عسر البحث عن النور ، تقول : من العشق ولدت وفيه أموت …
بلاد لاخيار لها سوى صوت صديقة الملاية ، وزقزقة العصافير ورائحة التوابل الهندية ..
أراها من اقرب نقطة لرمش العين ، فيصدني دمعها وبعض رصاص طائش ، وشاي لم يختمر الليل فيه لأنه مغشوش مثل الحب الكاذب ، فأين اذهب ، ولا سر يمكن أن يكتم في هذه المقاهي الباردة؟
2
ولي من فرط شوقي إليك ، برتقالة نضجت في فحيح الحنين ومدارج الغيوم وعباءات أمهاتنا ، أصوغ هواك قلادة من فضة الشفتين ، فلا اعطش ولا أجوع ..ولا نحب كمتسول الحرف في مزاد الوراقين ، وأسال هل الشمس في صباح العراق من خشب ؟
يرد أنشتاين :هي جاذبية الروح والانبياء ودموع نخل..!
جواب واحد ، يشفي غليل السؤال ..
كفاك عتب ، واشتري لطفولتك الحلوة سمكة ، وكرة من قماش القطن ، تدور بها كما ماجلان ، وأينما تحط قدماك ، بيتك القصب ، وحانتك سومر ، وخبزتك امرأة تدثر معها ماشاء الله!
3
تعبنا من لعبة الحبل وجره إلى داخل أجسادنا ، تعبنا من العراك مع البوم الذكريات ، تعبنا من فلافل السوق ، ومن تمني القطب الشمالي ، وبوظة سان جون بيرس ، تعبنا من ملاحقة الختم الدائري ونشرات الأخبار ، تعبنا من كل حلم يقول : غدا نافذة وشريحة لحم مشوي!
4
هي دورة الأرض أنى تكون ..فجوابها القبر!
