23 ديسمبر، 2024 9:54 ص

الأرض الخراب تسأل؟ وطوعة تجيب!

الأرض الخراب تسأل؟ وطوعة تجيب!

مثلث تعيش على خطوطه امرأة، بأوجاعها، وأحزانها، وأحلامها، حول ما حل بمدينتها، بعد إستباحتها من قبل الدواعش الجبناء، فالرسوم القديمة لديارها، باتت مندثرة أكثر بسبب الوعي المزيف، الذي غرقت فيه جماهير محافظتها المغرر بهم، فعاثوا في الأرض جهلاً مقدساً، ونظاماً جاهلياً عنيفاً، وإلا ما الذي أجبر (طوعة)، على إيواء وحماية عدد من الشباب في ناحية العلم بصلاح الدين، بعد إرتكاب مجزرة سبايكر؟ إنها الهوية السحرية، ورائحة الجذور للطين العراقي العبق!
كتلة الملح التي تحركت ذراتها، في عقل المرأة العراقية الأصيلة، في ناحية العلم الحاجة (أم قصي)، فأعلنت ثورتها ضد الإرهاب، وجمعت نحيب الأمهات الثكالى، وأدركت معنى عودة المسافر، وإن قدمت روحها لأجل إنقاذ أبنائها، في زمن الأخطاء الفكرية، التي إجتاحت عقول الشباب التكريتي، بدعوى تصحيح الدين وفقاً لتعاليمهم اللا إسلامية، وقد إستطاعت (أم قصي) إرسال رسالة الى أبناء جلدتها، بأني في يوم واحد بمدينتي، أظهرت خمساً وعشرين شهادة ميلاد جديدة!
الأرض الخراب تسأل، ومدينة الضرورة (أم قصي) تجيب: الشباب أفضل ما في الحروب، إنهم من يجعلون البيت ينمو كالأشجار، وإن كان مشهد القتل المجاني يعدم كلماتهم الدافئة، ليمنعها من الإنطلاق نحو السماء، مع آهاتهم المفرحة، وكأن روحهم سائرة عبر الازمان، تعزف لحنها الأبدي، على أن من إحتضتهم (طوعة)، سيدونون تأريخ إخوانهم الكربلائي، بقصيدة وداع طف مؤلمة، فتتقلب حكاياتهم بين الأزمنة والأمكنة، تحت تراب يهدهد لهم بجرس صغير، وترنيمة خلود أزلية!
عندما تمر ملايين الساعات على عراقنا، وهي محملة بأنواع المآسي والحوادث، لا بد لنا من الإشادة بالأمهات العراقيات، اللواتي سطرن ملاحم بطولية أمثال، أم مؤيد، وأمية، وأم قصي، ممن رفضن داعش بكل ما أوتين من قوة، وسجلن بأحرف من نور، تلك الوقفة الجهادية، وهي ليست بغريبة على نسوة، يمتلكن مثلث الوجود المكون، من (أمل، وحياة، ومستقبل)، وبمثل هذه الكلمات باتت الام العراقية، الظهير القوي لأبنائها في ساحات الوغى، والجهاد، والكرامة!
لا يوجد مبرر طبيعي لقتل الإنسان، لمجرد أنه في الطرف الأخر، ولأنه يدافع عن قناعاته وعقيدته، وبما أن (أم قصي) لم تكن تحتاج لأجنحة، لتطير بمخلوقاتها النورانية نحو شاطئ الأمان، فما كان منها إلا أن تنتصر للحقيقة الوطنية، التي تمزق حكاية النزيف الطائفي، وتوقف الأكاذيب العاجلة المزيفة، فعقدت الأم لسانها، وخاصمت النطق، وأتشحت بالسواد، معلنة الإجابة الوحيدة، للعدو قبل الصديق: لقد أنقذت أولادي من الوحوش، فجرحنا وعراقنا واحد لا يتجزأ!