معلمات إحدى الروضات يتحلقن حول 3 “أرجيلات” في حدائق الحسين فيما يلعب أطفال صغار من ذات الروضةحولهن ألعابا مختلفة. المهم أن المعلمات يعتبرن أنفسهن بنزهة يدخن الأرجيلة، وإذا ابتعد أحد الأطفال، يصرخن عليه للعودة. يبدو، من اهتمام المعلمات بالتدخين، أن الاهتمام بالأطفال يأتي في المرتبة الثانية، فيما يحوز تدخين الأرجيلة على المرتبة الأولى بالاهتمام. وهنا، لا أود الحديث عن ضرورة الاهتمام بالأطفال خشية ان يقع لهم حادث لاسمح الله أثناء لعبهم وابتعادهم عن حلقة المعلمات، على أهميته، إذ يجب أن يكون على رأس أولوية المعلمات، ولكنني أود الحديث عن جانب آخر مهم من الاهتمام بالأطفال، وهو تشجيعهم على العادات الحسنة وليس السيئة. للأسف في هذه الحالة التي نتحدث عنها، ضربت المعلمات مثلا سيئا للأطفال، عندما قمن بتدخين الأرجيلة أمامهم. هؤلاء الأطفال بعمر الزهور، وينظرون للمعلمات كمثل أعلى، وعندما تقوم المعلمات بتدخين الأرجيلة أمامهم، فإن الأطفال سينظرون للأمر كعادة جيدة وإيجابية يمكن تقليدها. أعتقد، أن مثل هذه التصرفات الخاطئة موجودة في الكثير من الروضات والمدارس، فبعض المعلمين، يعتقد، أنه في النزهات والرحلات يمكن التصرف كما يشاؤون، دون الاهتمام بالتلاميذ الصغار الذين يقلدون المعلمين والكبار.
وطبعا، أنا هنا لا أحمّل المعلمين كامل المسؤولية عن جيل من الصغار يدخن الأرجيلة، فهناك أيضا الأهل الذين يعتقدون أن تدخين الأرجيلة في الدار عادة جيدة، بل بعضهم يشرك أطفالهم الصغار بإعدادها، وفي بعض الأحيان تجربتها.
إن المطلوب من المعلمين والاهل الانتباه للأطفال، والابتعاد على الاقل امامهم عن ممارسة العادات السيئة مثل التدخين بأنواعه. فالتدخين آفة، والكثير من الأطفال يقلدون الكبار دون معرفة بأخطار هذه الآفة الخطرة. لذلك نجد أطفالا بعمر الورد ينتهزون الفرص ليدخنوا، وبعضهم يذهب للمقاهي والكوفي شوب لتدخين الأرجيلة، وهناك من يسمح لهم بذلك. كما مطلوب من وزارة التربية والتعليم والجهات المختصة تشديد العقوبات على كل من يخالف التعليمات، ويقوم بممارسات خاطئة أمام التلاميذ والأطفال. نعم؛ نحترم المعلمين، فهم أساس العملية التعليمية، ويعتمد مستقبل الطلاب والتعليم عليهم بالدرجة الأولى، ما يستدعي الوقوف بجدية أمام مثل هذه الأخطاء ومعالجتها، ولايجوز بأي حال التقليل من تأثير سلوكيات المعلمين على الأطفال والتلاميذ.
نقلا عن الغد الاردنية