20 مايو، 2024 2:20 ص
Search
Close this search box.

الأربعينية .. هل هي عادة ؟, أم عبادة ؟, أم بدعة !؟ ج2

Facebook
Twitter
LinkedIn

السؤال واللغز المحيّر أيضاً .. هو أن الشعب المسلم الوحيد الذي يُحيي ما يسمى بمناسبة الأربعينية سواء للمتوفي من عامة الناس أو ما يطلق عليه ” إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام ” , يحيها فقط أتباع المذهب الشيعي في العراق وبعض الأقليات الشيعية في بعض الدول العربية والإسلامية , وفي الهند وباكستان وأفغانستان , ناهيك عن إيران التي تدعي أنها قبلة ومركز الشيعة والتشيع في العالم زوراً وبهتاناً , والتي تحيي هذه المناسبات الطائفية التي تجاوز عددها عدد أيام السنة … فقط في العراق !!!؟ , وعلى حساب راحة وصحة وسلامة ووحدة العراقيين , وعلى حساب طاقاتهم وثرواتهم وأعمالهم الحرة والرسمية بشكل منتظم منذ عام 2003 , ويتم بذريعة وتحت يافطة لبيك يا  “هوسين ” اجتياح العراق بشكل غير مسبوق وغير معقول , وكأننا تعرضنا أو نتعرض منذ 1 محرم وحتى نهاية صفر من كل عام .. أي على مدى 60 يوم لزلزال ولتسونامي مرعب ومخيف ومدمر , وإعلان حالة النفير القصوى !, ويتم بشكل مقصود وممنهح شل الحركة وتعطيل حياة ملايين العراقيين في طول العراق وعرضه , وتعطيل كافة مرافق الدولة والمدارس بل وحتى المستشفيات , من أجل تقديم كافة أشكال وألوان وأنواع الخدمات من مأكل ومشرب وسكن وصحة وعلاج للزوار الإيرانيين بما فيها عملية المساج وغسل الأقدام وغيرها من الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطان , عندما تجتاح زرافات وجموع غفيرة كالسيل الجارف وهم يجتاحون العراق كالجراد المنتشر , ضاربين بعرض الحائط كافة القوانين والأعراف وسمات الدخول المعمول بها في الدولة العراقية , وضرب وتدمير الحدود والحواجز عنوة , بل يعتدون بالضرب والإهانة على أي موظف أو شرطي حدود عراقي يعترضهم أو يحاول أن يسألهم عن ابراز هويتهم أو ماذا بجعبتهم , ناهيك عن الخراب والدمار الذي يحدثونه بالمدن والطرقات التي يمرون بها وفي مدينة كربلاء نفسها , وتدمير مخيف للبيئة بسبب ما يرمونه ويتركونه من مخلفاتهم من الأوساخ والنفايات والأمراض المعدية وغيرها , بالإضافة إلى أن أعداد غفيرة منهم لا تعود إلى إيران أو أي من الدول المجاورة لها كباكستان وأفغانستان , والذين لا يحملون أصلاً أوراق ثبوتيه أو هويات شخصية أو جوزات سفر . بالعودة لصلب الموضوع : أولاً ـ التعريف بالأربعينية … هل هي عادة ؟ , أم عبادة ,؟, أم هي بدعة وملهاة لممارسة طقوس وعادات كانت سائدة حتى قبل سيدنا مجيء سيدنا موسى وعيسى ونبينا المبعوث بالحق ( ص ) , لشغل وحرف ملايين المسلمين الشيعة عن قيم ومبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف . 
أربعينية الميت هو اليوم الأربعون من وفاته، يجتمع فيه أهله والمعزون كاجتماعهم يوم وفاته، ولا يُعذر مَن يتغيب عن هذا الاجتماع عادة . واجتماعهم هذا قد يكون لأغراض عدة: – منها ما هو سامٍ ونبيل، كالدعاء للميت والترحم عليه، ومنها ما هو لغرض مذموم، كالمباهاة والرياء ونحو ذلك … وفي الواقع أنه ليس في هذا الاجتماع سوى تجديدٍ للحزن على أهل الميت، وتذكيرهم بفقيدهم، وتكليفهم بما لا يطيقون أحياناً، كالتفرغ لهذا الاجتماع وبذل المال والجهد لتأمين حاجياته ومتطلباته.  ثانياً ـ حكمها في الإسلام: 
أما الأربعون كعدد للأيام أو الليالي فقد ورد ذكره في مناسبات عدة في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ [الأعراف: 142].  وقول النبي صلى الله عليه وسلم في تكوين الخلق الإنساني في رحم المرأة: إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا…الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما . وغير ذلك كثيرٌ هو ذِكْرُ الأربعين في النصوص الشرعية، إلا أن واحداً منها لم يتطرق إلى تشريع أربعينية الميت أو الحث عليه أو بيان فضلها، ليس ذلك فحسب؛ بل إن في نصوص الشرع ما يخالف هذه الظاهرة وينقضها تماماً.فعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:لا يُحَدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ، إِلا الْمَرْأَةُ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَى زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا…الحديث. رواه أحمد والطبراني. ففي الحديث صريحُ نهيٍ عن الحداد فوق ثلاثة أيام إلا للزوجة على زوجها، وهذه حالة خاصة بها. وللعلماء في تعزية أهل الميت بعد ثلاثة أيام أقوال كثيرة يطول الحديث عنها !، والراجح من أقوالهم أنه لا تعزية بعد ثلاثة أيام إلا لضرورة، يقول النووي رحمه الله في الأذكار: والمختار أنها[أي التعزية] لا تفعل بعد ثلاثة أيام إلا في صورتين… وهما إذا كان المعزي أو صاحب المصيبة غائباً حال الدفن ، واتفق رجوعه بعد الثلاثة 
هذا وإنه غالباً ما تكون نفقات هذا الاجتماع مستخرجة من حساب تركة الميت التي أصبحت من حق ورثته، وهذا بحد ذاته مصيبة، وأما إن كان في الورثة أطفال وقُصَّر فالمصيبة أعظم، حيث أن ذلك اعتداء على مالهم بغير وجه حق . ولو كان في هذا العمل وأمثاله فضيلة، أو مردود خير على الأموات أو الأحياء لما أغفله الشارع بطبيعة الحال  .ثالثاً ـ أصل هذه العادة ومصدرها: 
يقول خير الدين الأسدي في الموسوعة : ولعل هذه الظاهرة مستمدة من المصريين القدامى الذين يحنطون الجثة مدة أربعين يوماً.  والحقيقة أن هذه العادة وأمثالها في طريقها إلى الاندثار، والحمد لله. وخلاصة ذلك : أن إقامة الأربعين للميت هي عادة وليست عبادة، بل وفيها تعارض مع النصوص الشرعية في هيأتها وأحوالها بإجماع علماء المسلمين المعاصرين إقامة مأتم الأربعين بدعة مذمومة !؟. نعم .. يحرص كثير من الناس الآن على إقامة مأتم ليلة الأربعين لا يختلف عن مأتم يوم الوفاة، فيبلغون عنه فى الصحف ويقيمون له السرادقات، ويحضرون القراء وينحرون الذبائح. ويفد المعزون فيشكر منهم من حضر ويلام من تخلف ولم يعتذر. وتقيم السيدات بجانب ذلك مأتما آخر فى ضحوة النهار للنحيب والبكاء وتجديد الأسى والعزاء ,   ولا سند لشىء من ذلك فى الشريعة الغراء، فلم يكن من هدى النبوة ولا من عمل الصحابة ولا من المأثور عن التابعين . بل لم يكن معروفا عندنا إلى عهد غير بعيد. وإنما هو أمر استحدث أخيرا ابتداعا لا اتباعا وفيه من المضار ما يوجب النهى عنه. فيه التزام عمل ممن بقتدي بهم وغيرهم ظاهره أنه قربة وبر حتى استقر فى أذهان العامة أنه من المشروع فى الدين وفيه إضاعة الأموال فى غير وجهها المشروع، فى حين أن الميت كثيرا ما يكون عليه ديون أو حقوق الله تعالى أو للعباد لا تتسع موارده للوفاء بها مع تكاليف هذا المأتم، وقد يكون الورثة فى أشد الحاجة إلى هذه الأموال، ومع هذا يقيمون مأتم الأربعين استحياء من الناس ودفعا للنقد، وكثيرا ما يكون فى الورثة قصر يلحقهم الضرر بتبديد أموالهم فى هذه البدعة . وفيه مع ذلك تكرير العزاء وهو غير مشروع لحديث (التعزية مرة) لهذا وغيره من المفاسد الدينية والدنيوية أهبنا بالمسلمين أن يقلعوا عن هذه العادة الذميمة التى لا ينال الميت منها رحمة أو مثوبة. بل لا ينال الحى منها سوى المضرة إذا كان القصد مجرد التفاخر والسمعة أو دفع الملامة والمعرة. وأن يعلموا أنه لا أصل لها فى الدين قال تعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) . يقول جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه -: “كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصناعة الطعام بعد الدفن من النياحة. ولما توفي جعفر بن أبي طالب شهيداً في سبيل الله وجاء نعيه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يتخذ مأتماً لا على رأس أسبوع, ولا في أول يوم, ولا في رأس الأربعين, وهكذا الصحابة – رضي الله عنهم – لم يفعلوا ذلك لنبيهم – صلى الله عليه وسلم – ولا للصديق , ولا عمر , ولا عثمان , ولا علي , ولا غيرهم، فالواجب ترك ذلك؛ لأنه من عمل الجاهلية.هذا والله ورسوله وغلابة ومساكين العرب الشيعة من وراء القصد .. اللهم ارفع الغشاوة عن قلوب عبادك قبل عيونهم , كونهم أناس بسطاء طيبون , لكنهم مغفلون مساكين .. مغرر ومضحوك ومنصوب عليهم بشكل بشع يفوق الخيال , والذين تقدر أعدادهم في هذا البلد المكنوب بشيعتهم وسنتهم , عربهم وكردهم وتركمانهم , مسيحيهم وصابئتهم بأكثر من ثلثي سكان العراق , ثلث منهم يعيش تحت خط الفقر المدقع , والثلث الآخر نازح أو هارب من جحيم الحرب الأهلية الدائرة , أو مهجّر أو مهاجر أو مغترب في جميع أصقاع الأرض . 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب