12 أبريل، 2024 1:41 م
Search
Close this search box.

الأرادة والأدارة …. سبيلنا الى التغيير

Facebook
Twitter
LinkedIn

يحدثنا التاريخ ان رئيس وزراء الصين الأسبق ( دنغ شياو بنغ ) وفي أثناء اجتماعه مع وزرائه وكبار مستشاريه اعترض عليه البعض من اعضاء الحزب الشيوعي الصيني على تعامله مع ( الدول الراسمالية ) التي تتعارض وتتقاطع مع الفكر الاشتراكي وبعد ان استمع الى اعتراضاتهم أجابهم قائلا ( لايهم اذا كان القط أسودا أم أبيضا المهم انه يصطاد لنا الفئران ) .. ..
بعد هذه المقدمة التاريخية اقول :: طيلة السنوات العجاف التي مرّت على بلدنا الحبيب وما حملته من تداعيات ومشكلات وسلب ونهب وفساد وصل الى حد النخاع وماتسبب به العابثون من خراب ودمار ارجع البلد مئات السنين الى الوراء ، وان الاسباب الجوهرية لكل ماحصل هي غياب ( الأرادة والأدارة ) الحقيقيتين .. فالارادة هي ( تصميم واعٍ على اداء فعل معين ومن لديه الارادة تكون له القوة ، ولارأي لمن لاارادة له . وقوة الارادة هي المثابرة على القيام بعمل ما رغم الصعوبات والمعوقات ) . اما الادارة فهي ( عملية تحقيق الاهداف المرسومة باستغلال الموارد المتاحة وهي عملية التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة ) والادارة تعني ايضا : كيف واين ومتى والادارة علم وفن وتعني الحكمة والعقل ووضع الامور في نصابها الصحيح وكيف تأكل القطط الفئران …. وعدم التخبط والابتعاد عن الارتجال والحلول الترقيعية في حل المشكلات والازمات .
الادارة الحقيقية تحتاج الى رجال دولة حقيقيين وليس رجال سلطة ، فالدول تبنى عن طريق رجال الدولة الذين يتركون بصمات واضحة شاخصة لاتمحى …. اننا الآن بحاجة الى ارادة وادارة وهما سبيلنا الوحيد الى التغيير الذي ننشده وان الشارع العراقي قد اصابه اليأس من الطبقة السياسية الحالية بكل تفاصيلها وتناقضاتها .. الشارع يبحث عن الأنقياء الشرفاء الأكفاء الغير ملوثين بالفساد والغير ملطخة ايديهم بالدماء .. الشارع الان يبحث عن وجوه جديدة معروفة بوطنيتها ونزاهتها ورفضها للعنصرية والطائفية والمحاصصة المقيتة التي هي جذر كل الويلات … صحيح ان هناك من يريد اضعاف العراق ويتربص ويضع العصا في العجلة بعد ان قبض الثمن من اسياده وهناك الذين يثرثرون ، لكن هذا هو الطريق لمن لديه ارادة …الطريق ليس كله حدائق وورود بل فيه الاشواك وفيه الضباع وقطّاع الطرق ، لكن لابد ان يسلكه اصحاب الارادة والوطنيون وبارادتهم وادارتهم الحكيمة يستطيعون قلع الاشواك من جذورها ويبعدوا الضباع ، أما قطاع الطرق فينصبون لهم المشانق ليكونوا عبرة للاخرين … هذا هو طريق الحق وعلى المتصدين من الوطنيين الشرفاء ان يسلكوه فهو السبيل الوحيد الى التغيير الذي ننشده من اجل عراق آمن مستقر … يقول امير البلاغة والبيان الامام علي عليه السلام ( لاتستوحشوا طريق الحق لقلّة سالكيه ) …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب