23 ديسمبر، 2024 3:44 ص

الأذن السماعــــة الأذن السماعــــة

الأذن السماعــــة الأذن السماعــــة

ان المكانة السيئة والمخزية التي احتلها المنافق نتيجة لما أفرزته نفسه المريضة من افعال واقوال وعلى مر العصور الزمنية هي بلاشك استحقاقه الفعلي , فكان ولايزال مذموما ومفروزا عن باقي قوى المجتمعات الصحيحة , فالمنافق معروف لغة وفعلا , وبذلك يكون الانسان السوي المسلم وغير المسلم قد نجح فعلا في تحديد المنافق وتسليط الضوء الكافي لرؤيته بوضوح فهو مثلما نعرفه جميعا الشخص الذي يظهر عكس مايخفي بداخله سعيا منه ووصولا لمبتغاه الذي ربما يراه هو هدفه النبيل ! ونحن اليوم لسنا بصدد وصف صفات المنافق وتحديده لانه ظاهر للعيانلا كما اسلفنا ويمكن رؤيته بالعين المجردة و بيسر صريح ابتداءا من قوله تعالى في سورة النساء ( ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ) , وهنا يبين الخالق عز وجل مكانة المنافق السوداء وانه لن يستطيع في النهاية ان يجد على نصير او من يعاونه على خزيه وعاره الاسود , ورسولنا الاعظم محمد (ص) لم يفته ان يحدد لنا ويسهل علينا طرق التعرف على المنافق من خلال حديثه الشريف حين قال ( ايات المنافق ثلاث : اذا حدث كذب , واذا وعد اخلف , واذا أؤتمن خان ) , وكما وصفه الامام علي ( عليه السلام) حين قال ( النفاق تؤام الكفر ) , ولم يكن تشخيص المنافق حكرا على المجتمعات المسلمة وحدها بل بلغ شتى المجتمعات الغربية السائرة على سطح الكرة الارضية ونحن نؤكد على ( الافراد والمجمتعات ) الغربية وليست الحكومات القائمة عليها وماتملك من نوايا في دواخلها حتى لايكون هنالك فرصة لمن يعشق سوء الفهم المقصود ! فهنالك العديد من الامثلة الموجودة في جعبتي للمنافق في الدول الغربية الغير المسلمة وكيفية ذمهم من جميع السكان القريبين من تلك النماذج المنافقة , ومثل ماهو واضح ان التاريخ قد حدد المنافق بشكل دقيق متناسيا شخص اخر موجود في حياتنا وربما يكون اخطر من المنافق نفسه وفي بعض الاحيان قد يكون السبب الرئيسي لنشوه وانتشاره , الشخص هذا هو الذي

يملك اذنا صاغية ولاقطة للمنافق ! فكيف يفلح المنافق بالايقاع بخصومه ان لم يكن هنالك اذننا صاغيا له ولااقواله ولاافكاره وارائه الخبيثة , فلو لم تكن تلك الاذن موجودة فعلا فلختفى المنافق عن وجه هذه الكرة الارضية ولم يكن له ذكرا مطلقا , ان البعض منا يروج للمنافق دون ان يشعر ! ويساهم بتساع منظوره دون ان يحس ! وكيف لا ؟ ونحن نسمح لهم بالحديث وطرح ارائهم المريضة والمدسوسة ونحن نعلم بمغلوطاتها في اغلب الاحيان خوفا من مشاعر المنافق ان تمس او نحرجه عند حديثه ! انا ارى شخصيا ان صاحب الاذن اللاقطة التي تسمع وتتاثر في داخلها كثيرا وهي تعيش مع كلمات المنافق ليلها بنهارها لتؤسس مواقفا وعدائات بمجرد انها سمعت حروفا وكلمات دون ادلة او مواعض ربما هي لاتقل خطورة عن المنافق نفسه وربما هو الراعي الرسمي له , حدثني احد الاصدقاء وهو من الموظفين العاملين في وزارة التجارة العراقية بجد واخلاص عن نفور شديد احسه شخصيا من مديره المباشر في عمله دون وجود سبب يذكر ودون سابق انذار على حد وصفه , فكلما اراد ذلك الموظف من تقديم شيئا ما من اوراق ومطالعات العمل الخاص به انفتحت عليه نيران غضب مديره وبشكل ملحوظ امام زملائه بلعمل دون سببا واضح , تأثر ذلك الصديق كثيرا وهو يرى النار تكويه دون ان يقترف أي جرم بحق عمله ورئيسه الغاضب , وهي ايام حتى قدم ذلك الصديق خلاصة عمله منتصف يوم عمل ما حتى باشر مديره مجددا بالغضب والصراخ بوجهه حتى وصل الحال لاطلاق الشتائم على ذلك الصديق الذي لم يتحمل بدوره تلك المواقف الغير مبررة من مديره فاشتعلت نيران الصراخ بين المدير وذلك الصديق الذي طالب وبشكل لحوح معرفة اسباب التهميش والنفور تجاهه حتى لو تطلب الامر ان يتدخل عشائريا معه , ويتابع ذلك الصديق حديثه انه بعد ايام قلائل استدعاني المدير بنفسه ليسالني : لماذا تتحدث عليه بسوء يافلان , فاجبته وماهو دليلك ؟ فاخبرني حينها ان احد المنافقين من الموظفين كان يوصل احاديث مزيفه عن قيامي بالحديث بالسوء عن ذلك المدير فكان ذلك المدير مروجا حقيقا للمنافق

في حياتنا كثيرا اليوم من اشباه ذلك المدير فقد نجدهم جيرانا او زملائا او اقاربا من الذين يفتحون اذنهم بشكل دقيق للمنافق للقيام بدوره الخبيث , وربما اجد شخصيا ذلك المدير يمتلك من الشجاعة مالايملكها غيره من طبقة ( السماعين ) فقد احس في لحظة من اللحظات بضرورة التفهم والسؤال بالرغم من انه قد اوحل نفسه في مضمار صوت المنافق الذي اخترق اذنه وحقن مفعوله المسموم بسهوله بمجرد استخدامه للحروف والكلمات بدون دليل واضح , وعليه يجب ان لاننسى ان هنالك خطرا لايقل سمه عن المنافق الخبيث الا وهو صاحب الاذن السماعة