23 ديسمبر، 2024 8:34 ص

الأدوية السياسية .!!

الأدوية السياسية .!!

مما يثير الجدل , وعلى العكس من بقية الدول , وخلافاً لكلّ المِلَلْ والنحل , وتحديداً وبشكلٍ خاص في قرابة الربع قرنٍ الأخير من هذا الزمن ” زمن المحن والكفن ” , ففي العراق وبمجرد أن تتضمن نشرات او مواجيز الأخبار مفردةً تتعلّق بِ : < سياسة او ساسة او عملية سياسية > فأنها توحي تلقائياً في اذهان المتلقي , أنّ وراءَ ذلك < احزاب اسلام سياسي , اسلام فوبيا , اجهزة مخابرات , مافيات وعصابات وميليشيات , وما الى ذلك من مشتقاتٍ ومرادفاتْ > .

ما يجرُّ جرّاً نحو هذه المقدمة , والتي تبدو وكأنها بدونِ نهايةٍ او مؤخرة .! , هو الفيديو البريء الذي كشف فيه أحد المواطنين ” عبر الفيس بوك ” عن تفكيكِ شريطٍ من كبسولات لأحدى عقاقير مادة ” الزنك وفيتامين سي ” ليتّضح عبر ذلك انّها مادة الطحين .! وسرعان ما انتشر هذا الفيديو في العراق , وسرعان ايضاً ما القت الأستخبارات على مندوب احدى شركات الأدوية ” في كمينٍ محكم ” اثناء توزيعه لهذا ” الزنك – الطحين ” على الصيدليات . وإذ لا نعيدُ شريط الأخبار بذلك الشأن الذي حدث منذ ايامٍ قلائل , لكنما نشير وبالأضواء الكاشفة أنّ الأجهزة الأمنية لم تكشف ولم تعلن للرأي العام عن أسم الشركة التي تقوم بتركيب هذا الدواء المغشوش , ولا عن الدولة المفترضة التي تقوم بتصدير هذا العلاج المقوي ! الى العراق  ولا عن الجهة او المذخر الدوائي الذي يستورد ويتعاقد معها , كما لم تعلن الأستخبارات عن المجموعة او الأشخاص المشتركين والمتواطئين مع ذلك المندوب , حيث من غير المعقول أن يقوم بهذه المهمة الكبرى شخصُ او مندوبٌ لوحده .! , ولابدّ أنّ للأجهزة الأمنية اكثر من سببٍ وراء ذلك , واقلّها عدم استكمال التحقيقات ربما .!

    كُلُّ ما ذكرناه في اعلاه ليس هو بيت القصيد في او على هذا الصعيد , لكنّ الجهة او الشركة او الدولة التي تستبيح صحة وارواح العراقيين لتحقيق ارباحٍ ماليةٍ قذرة وغير مشروعة , فأنها لا تكتفي ولا تقتصر في هذا الغش الدوائي على مادة ” الزنك وفيتامين سي ” اللتينِ اقلّ استخداماً من قبل الجمهور , قياساً الى ادوية الضغط والسكّر وامراض القلب والربو , وسواها من عشراتِ العشراتِ من الأدوية والعلاجات الأخرى , فمَن ذا الذي يضمن سلامة كافة الأدوية التي تدخل الى العراق من أن تكون طحيناً .! او لا تحتوي على موادٍ ضارّة وسامّة وقاتلة بالتدريج , وسيما من دولٍ تختزن العداء والحقد التأريخي على العراقيين و ” اسرائيل إنموذجاً ” على الأقل .! , ويتشدد الأخذ بنظر الإعتبار اعداد المنافذ الحدودية الخارجة عن سيطرة الدولة ” لغاية الآن ” وعن الذين يعملون فيها ! ومدى نزاهتهم المطلقة ومدى ارتباطاتهم , وكذلك انتماءاتهم .! كما وبشكلٍ خاص الجهات التي تحاول عرقلة اجهزة الدولة للسيطرة الطلقة على هذه المنافذ , وبذرائعٍ سياسية .!

  ما يجري في العراق قد يضحى ويمسى الذراع الأيمن للكوفيد 19 في الحؤول دون مقاومته , وقد يثبت ذلك أنّ الدول اللواتي غادرها ورحلَ عنها هذا الفايروس , فقد تراكمت وتكاثفت نسبة الإصابات والوفيات في العراق الى الحدّ الذي لا تستوعبه منظمة الصحة العالمية , وربما دوائر المخابرات الدولية .!

   بقيَ أنْ نُنوّه ونوجّه ونشير الى الرأي العام العربي والمجتمع الدولي , أنَّ معظم الصيدليات في العراق  تشهد ازدحاماً في اعداد المراجعين والمرضى , وبنسبٍ متفاوتة , وبضمنها الصيدليات المنتشرة في المناطق والأحياء السكنية , كما أنّ ادوية المسكّنات هي الأكثر مبيعاً , ودون أن ندري اذا ما كانت من الطحين او الطين ” وليتَ ولعلَّ وعسى ” أن لا تكون من غير ذلك او سواه كذلك .!

الموضوع برمّته ومجمله , وحتى بمعظمه , لا يمكن له أن يكون وبأيٍ منْ آليّات الكينونة , من دونِ اعتباراتٍ معتبرة لأذرعٍ واطرافٍ سياسية .!