يتهمني البعض من الذين يفتقرون للقراءات الثاقبة باني متطرف للمذهب وبنفس الوقت حامل عود الثقاب الذي يريد إشعال الفتنة بين المسلمين ، وهم المساكين الذين بردودهم يحاولون اخماد هذه النيران وأنا الوحيد حامل عود الثقاب في موقع كتابات ( الموقع الذي فيه عطر الديمقراطية جلي للكل ) لأنه أجاز لنا أن نكتب ما نعتقد به تحت بند “حرية الرأي ” وفعلا نجح الزاملي في ترجمة الديمقراطية في موقعه الموقر ليس الآن فحسب وإنما قبل سنوات خلت .
كلما أحاول إفهام بعض الإخوة بضرورة تغيير بعض القناعات التي جاءت من سطور كتبها الحاقدون بحجة نصرة المذهب الواحد وهم يقصدون تمزيق الإسلام بطريقة نصرة المذهب ( المذهبان ) لأن الإسلام أعلى شأناً من المذهب ولولا الإسلام لما عرفنا المذهب ولولا الإسلام لما كان للخليفة أو للإمام أو حتى للرسول مكاناً في قلوبنا وعقولنا ، إذ تأتي الردود على ما أكتب عكسية وهذا إن دل فإنه يدل على إغلاق العقل على خط سير واحد لا يقبل الزيادة أو النقصان متناسين أن أفضل هبة ربانية منحها الله للإنسان هي العقل وميزه بهذه الهبة عن باقي الكائنات الحية ( الحيوانات ).
مشكلتهم هي في زيادة الهوة ( المختلقة ) بين الخليفة والإمام وهي في واقع الامر أبعد عن الحقيقة كبعد السماء عن الأرض ولكن كيف نقتنع وأغلبنا من تحجر عقله وقلبه بخزعبلات رجال الدين ( المنافقون منهم ) وأصبح عقله لا يستقبل أي معلومة بالاتجاه المعاكس لما موجود في العقل ولكن بنفس الوقت عقله يسمح لاستلام المزيد من الخزعبلات الجديدة بالرغم من التطور العلمي والتقني ونحن في القرن الواحد والعشرين .
يقولون أن العلاقة كانت بين الخليفة وبين الامام منذ اليوم الأول هي علاقة متشنجة وهنا أودُ أن اطرح سؤالا بسيطا وهو ، كيف لنا أن نصدق ما يقولون والأحداث تقول غير ذلك ، فالخليفة هو زوج أبنة الإمام ( أم كلثوم ) ووالدتها سيدة نساء العالمين وبنفس الوقت أحد أبناء الإمام كان أسمه مشابها لاسم الخليفة وهنا وجب علينا أن نؤمن بإحدى النظريتين ، فالأولى تقول أن علاقتهم كانت أقوى علاقة بعد علاقة الإمام بأبن عمه رسول الرحمة والدليل هو زواج الخليفة وأسم الابن ، النظرية الثانية تقول هل كان الإمام يتعامل بمبدأ التقية مع الخليفة فالمعروف عن التقية إنها ابطان شيء واظهار شيء مخالف له ، هل يُعقل أن الإمام كان يخاف الخليفة لدرجة تعامل معه بظاهر يختلف عن الباطن وهو الصنديد الشجاع وحاول استمالة الخليفة بزواج البنت وأسم الابن ، لا مناص من أحدى النظريتين ولكل لبيب عليه أن يتبنى نظرية واحدة من النظريتين ، فأهل السنة قاطبة ومعهم بعض عقلاء الشيعة يتبنون النظرية الأولى التي تقول أن ” علاقة الإمام بالخليفة أقوى علاقة بين صحابة رسول الرحمة ” أما من تمسك بالفكرة الفارسية فهو من أتباع النظرية الثانية شاء أو أبى لان فكرة الخلاف بينهما ( المختلقة ) لا تحتمل إلا هاتين الفكرتين ولهذا نراهم يمقتون الخليفة ويعتبرون أن اكثر أعداء الإمام هو الخليفة الثاني ، وهم مخطئون لأنهم كمن يحاول تفسير المنطق باللا منطق وتحليل الخبر بتكذيب الخبر والجري وراء السراب الفارسي الذي لم ولن يجدوا شيئا في الأفق مهما كانت سرعتهم في الجري ولو كان الحساب الزمني كحساب العالم اينشتاين اليهودي .
ولنبسط الفكرة أكثر ونقول هل أحدنا عندما يمقت إنسانا ما يعطي لهذا الإنسان أحدى بناته كزوجة ويطلق أسم هذا الرجل الذي يكرهه على أحد أبناءه ، أليست مفارقة غريبة هذه الفكرة ، علينا أن نؤمن بالحجة العقلية كما هي فرقة المعتزلة فهم يرجحون العقل حتى على النص ولكن في هذه الحالة لم نصل للنص لأننا لم نجد نص نقلي ولا حديث شريف يتبنى الفكرة التي يتكلم بها الجهلاء من المسلمين فكيف بنا نتمسك بمنطق هو بالأساس لا ينتمي للعقل قيد انملة .
أخيرا علينا أن نكون مع احدى النظريتين لأنها تفسير واقعي للفكرة وأعتقد الفكرة بمجملها لا تحتاج إلى مراجعة لهذا الكتاب أو ذاك المجلد لأن العقل لا يتفق مع الكثير من السطور التي سطرها رجال الدين والعلماء لأننا لا نجد في كينونة أي عالم دين إلا التطرف للمذهب أولا ثم للدين وهم سر بلاء البشرية وعليه علينا أن نتمسك بالفكرة الاولى لأنها فكرة عقلية خالصة لا تسمح لأعداء الإسلام بالتوغل الخبيث لتخريب العلاقة بين المسلمين .