7 أبريل، 2024 1:10 ص
Search
Close this search box.

الأدباء ومحافظ بغداد!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل اكثر من سنتين ، وفي الدورة السابقة لاتحاد الأدباء التي كنت فيها عضو المكتب التنفيذي كأمين للشؤون العربية .. قمنا بتلبية دعوة من محافظ بغداد السابق الدكتور صلاح عبد الرزاق، كان الوفد مجموعة من أعضاء المكتب التنفيذي والمركزي ومعنا رئيس الاتحاد .. وناقشنا وقتها العديد من الأفكار التي تخص واقع الأدباء ومشاريعهم والمعوقات والتسهيلات والدعم الذي يمكن ان يقدم لشريحة مهمة ممثلة بادباء العراق ، ووقتها طرحت أنا على  المحافظ عبد الرزاق واقع الادباء المرضى والمتعبين اقتصاديا ومن يحتاجون فعلا الى دعم مادي ثابت يعينهم على تحمل متاعب  الحياة والصحة المتدنية والأهمال المعنوي الذي هم فيه خاصة وان ميزانية الاتحاد  فقيرة وتمول نفسها بنفسها دون دعم او تخصيص سنوي من ميزانية الدولة العراقية التي قدمت لنقابة الصحفيين مبلغا مجزيا سنويا كميزانية ثابتة وهو ما يفتقر اليه اتحاد الادباء بلا سبب واضح !!
واكملت طلبي بدعم الاتحاد لاقامة مهرجان الجواهري وتخصيص مولدة كهربائية واثاث واجهزة تبريد له وطبع كتب  لعشرة ادباء على اقل تقدير ودعم خمسة عشر اديبا محتاجا  كقائمة اولية براتب ثابت .
وما ان انهيت استعراض الطلبات  حتى وافق الرجل عليها كلها دون اعتراض ووعد بتقديم كل ما باستطاعته لاثرائها وفعلا نفذت كل الطلبات وبلجنة مشتركة ما بين الاتحاد والمحافظة واقيم مهرجان الجواهري الذي رفضت وزارة الثقافة هذه السنة تمويله!! واستمرت رواتب الادباء تصل شهريا وبانتظام للاتحاد عبر متعهد خاص ونقوم كلنا بتوصيلها للادباء الذين يعجز بعضهم حتى عن الحركة والتنقل خارج بيته .. نوصلها وننقل لهم شهريا تحيات المحافظ.
وحين استلم المحافظ الجديد علي التميمي المحافظة قمنا بزيارته وكنت ضمن الوفد ايضا ولم يعترض الرجل على ما كنا قد اتفقنا عليه مع المحافظ السابق واستمرت الرواتب رغم قلة مبلغها ومحدودية العدد المستفيد منها الا انها لمن لا يملك الكثير تمثل شيئا مهما .
كل هذا جميل وحمدنا الله على عدم تغيير المواقف او الغائها ولكن ما فوجئنا به هذا الشهر حين تم ارسال المتعهد لاستلام الرواتب ، انها تم ايقافها وعلينا ان ننتظر اشعارا او رأيا من المحافظة؟
كل الرواتب ” الضخمة ” التي خصصت للادباء المحتاجين كانت لا تزيد عن مليون ونصف الى مليونين – شهريا وهي على ضألة قيمتها الا انها كانت تسد حاجة فعلية للادباء الرواد وكبار السن والمرضى والمقعدين والعجزة . وتخيلنا ان المحافظ الجديد سيعمل على زيادة  المبلغ وتوسيع عدد الادباء المستفيدين منها وهو اقل ما يمكن تقديمه لمن قدموا الكثير  من نتاج عقولهم وافكارهم وابداعاتهم  وانجازاتهم لبلدهم ،، واعتقدنا ان المبادرة التي اقدم عليها المحافظ السابق ستجعل المحافظين في كل المحافظات العراقية يفعلون ذات الشيء مع ادباء المحافظات ممن هم على نفس واقع ادباء بغداد بملفاتهم المرضية الشائكة .. بل وتوقعنا ان يبادر المحافظ وبقية المحافظين في العراق بالكتابة الى الحكومة والاشارة الى ضرورة ان تهتم الدولة بمبدعيها وعلمائها وادباؤها وروادها ومفكريها فهم ليسوا موظفين يتم استخدامهم اينما نشاء وحيثما نريد  بل موهوبين بنفحة الوهية لا تتوفر لغيرهم اذ يمكن ان ننشيء مئات الاطباء والمهندسن والموظفين ولا يمكن ان نخلق  روائيا او شاعرا او اديبا واحدا ، فالموهبة لا يتم تصنيعها حسب المزاج والمحاصصة او الرغبة الاعلامية أو الدعاية الترويجية او الادعاء بوجودها ان لم تكن حقيقة فعلية كما هي لدى المبدع الحقيقي الذي ابتلي بأنه دائما اقل الناس دخلا واكثرهم خسارة مادية واضعفهم كيانا واحسنهم فكرا وادبا وابداعا وتميزا .
لماذا يامحافظ بغداد “عفوا” خادم بغداد !!!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب