23 ديسمبر، 2024 6:16 ص

الأدباءُ حَمَامُ السلام

الأدباءُ حَمَامُ السلام

يقف الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق نخلةً شامخةً في تاريخ الوطن، وبصمةً خالدةً في رحاب الزمن، وإذا أردنا أن نخصص الحديث عن حقبة من حقبه، فهو – ومنذ عام ٢٠٠٣ إلى الآن – مدرسةٌ أثبتت حضورها عن طريق المواقف التي عبّر عنها، وتصدّى لها، ويكفيه فخراً أنه يقود حركةً ثقافيةً رصينةً، ويتحدّى السلطات المتعاقبة بسطوته الرمزية، وجهود الأدباء، إذ ظل يصنع المستحيل وحده بلا دعم من الدولة، ولا نصير إلا قليلاً.
لذلك من غير المبرر أن يكون الاتحاد عرضةً لمزاج أحد مهما علا نجمه، أو أن يُجابه بتسقيط ممنهجٍ من قبل جهة أو أديب يركب موجة الرؤية القاصرة، ويرى الحقيقة من جانب واحد.
لذلك، واعتزازاً باتحاد الأدب والأدباء، يودُّ اتحادكم أن يوجّه كلمات للشاعر عيسى حسن الياسري، الذي يعتزُّ به اتحاده أيّما اعتزاز، لكنه يربأ به أن يكتب مثل ما كتب متجاهلاً الحقيقة.
وكما يلي:
١. من غير الصواب التشكيك بالهيأة العامة لاتحاد الأدباء، والحديث عن هويات في غير محلها، فهذا تجنٍّ واضح، ومن يسوقه يركب موجة تزييف الحقائق، وهنا ندعو العزيز الياسري للكشف عن الأسماء التي يعنيها، ومتأكدون بأنه لن يستطيع ذلك، لأن كلامه انفعالي وبعيد عن الحقيقة.
٢. أنْ يضعَ الاتحاد لافتة تعزية للأدباء نقطة اعتراف وتبجيل لرموز الوطن، ويكفي الاتحاد علوّاً أن وصية الكبار من أمثال فهد الأسدي ومحمد علي الخفاجي وعريان السيد خلف، هي خروج جثامينهم من اتحادهم عند مماتهم، وحقاً هذا ما حصل، فلطفاً لا يقللَنَّ أحدٌ من شأن الرمزية التي لا تُمنح إلا لمن وقفوا مع آلام شعبهم وهمومهم، وحُرم منها من حُرم لاصطفافهم مع الطغاة والقتلة.
٣. إن الإصرار على أن الأستاذ فاضل ثامر عرّض بحياة زملائه أمرٌ غير منطقي، وندعوه والجميع إلى قراءة محايدة لما كتبه الأستاذ ثامر، وسيجده كتب تحليلاً لم يذكر اسماً أو طرفاً فيه، ورمى حجارةً تلقم السيّئين جزاءهم ممن لم يؤمنوا بالعراق الديمقراطي الجديد، ولا علاقة له بزملاء الاتحاد، فكلهم أخوة ضمن حدود العمل الأدبي، والحديث العام لا يجوز تخصيصه حسب الرغبة، وحين نُقل للأستاذ فاضل استياء بعض الأصدقاء منه، وظنّهم أنهم المقصودون، سارع لحذفه والاعتذار رسمياً بمنشور خطّيٍّ، فما مبرر فتح هذا الأمر الآن بعد أن انتهى وأُغلق؟
٤. قوله إن الاتحاد يمنح لوحه وشهادته لمن لا يستحقها، قول يحتاج توثيقاً وتحديداً، وإلّا نستطيع أن نخبر كل من منحناه بأنه هو المقصود، وهم كبار الأدب، وهذا ما لن نفعله، وسنردُّ عموميته بالتخصص الذي نقدمه كل يوم، وينقله الإعلام بشفافية وجمال.
٥. قوله إن الاتحاد يهدر مال المرضى أمرٌ محاسب هو عليه قانوناً، وقبله بسلطة الأدب الذي هو عائلة الأدباء؛ فالاتحاد حريص على تدبير ميزانيته البسيطة بما يوازن بين النشاطات وبين التكافل، وبنزاهة وتشاور وتشارك، وأي اتّهام لهذا الجانب من دون دليل، تأليبٌ وتسقيطٌ لرمزية العاملين في هذا المجال، ودعوة مقصودة لاغتيالهم ثقافياً، وتوجيه أنظار السلاح العشوائي إليهم.
٦. لم يكن منصفاً في دعوة المجلس المركزي لتجميد عضوية الأستاذ فاضل ثامر، إذ لم يطرح أيٌّ من الزملاء ذلك، وليس الأستاذ الياسري ناطقاً باسم الصمت أو الرضا، فالأدباء يمتلكون الشجاعة لقول ما يريدون بأنفسهم.
ثم هل ينسجم طرحه هذا مع روحه الطيبة التي عرفناها عنه؟
نعجب:
“أيها الأب – نحن نراك عكس ما عرفناك به منصفاً محباً، نراك منحازاً لطرف وظالماً لآخر، فما الذي جرى؟
ليس لنا إلا دعوتك للنظر كرةً وكرّتين، وستدرك أن قلمك جرح من أحبَّكَ”.
وأخيراً يودُّ الاتحاد أن يخبر الياسري بأن ساحة التحرير ليست ببعيدة، فقد ملأها الأدباء بالهتاف والحضور والتواجد، وأن غيمة الثقافة أينما ذهبت ستمطر في رحاب الاتحاد الكبير بوجوده وموقفه واستمراره وأقطابه المتواصلين على مرّ السنين، وأن كلام الياسري يتناقض مع عزلته، فمن أين استقى مصادر ما كتب؟ وهل سأل الاتحاد ليعرف أكثر؟ هل سأل صديقه فاضل ثامر؟ وكان المرجو أن يتواصل قبل الحكم.
فيا أيها الأدباء،
ويا أيها الشاعر الياسري،
أبوابنا مفتوحة للجميع وحضرتك أولاً.
فمرحباً بك، وبكل المثابرين، فمن دخل اتحاد الأدباء فهو آمن، ومن سوّره الإبداع فهو آمن، ومن جادت روحه بالحب آمنٌ وآمنٌ وآمنٌ، وليس سوى الأمن والسلام لكم، فالأدباء حَمَام السلام والوئام.
المكتب التنفيذي
لاتحاد أدباء العراق