الأخ العزيز طلال الصالحي … السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
مقالك الجميل (شاهد تأريخي …..) الذي كتبته من على موقع كتابات الموقر أثار حفيظة البعض ، لأن الحقيقة عندما تكشف عورات الزائفين تكون مؤلمة … ولكي يغطي الفاشلون على فشلهم فإنهم يلجأون الى الشتائم ، وهكذا فعلوا … ولكنهم نسوا إنّ التأريخ يسجل مواقف الشرفاء ويفضح مواقف الجبناء والمتخاذلين …
لقد كتبت أخي طلال حقيقة يعرفها القاصي والداني فـ( معركة الشعيبة ) لايستطيع أحد أن ينكرها أو ينكر من كان المشترك فيها وضد من وقفت عشائر الوسط والجنوب وإلى جانب من ، ولكن الذي فاتك أخي طلال الصالحي إن أبناء هذه العشائر لم تكن لتتوجه لمحاربة الكفرة إلا بموجب فتوى المرجعية الدينية في النجف الأشرف التي إشتركت هي برجالاتها في تلك المعركة إلى جانب أبنائها من رجال العشائر ، فأغفلت دورا مهما فجاء شاهدك التأريخي ناقصا ، وإذا كان البعض يحاول تجهيل الناس من أمثال من ردوّا على مقالتك فإننا نقول لهم بأن المرجعية الدينية وعشائر الجنوب والوسط هم من وقف بوجه الإستعمار البريطاني منذ أن وطأت قدماه أرض العراق عام 1914 صعودا .
وذات العشائر هي من قاتل المحتل الأمريكي يوم دخل العراق ولمدة أكثر من إسبوعين وقدم المئات من الضحايا قربانا لسلامة أرض العراق ، قبل أن يسلم جرذ العوجة بغداد بأقل من نصف نهار ، ولتستسلم باقي المدن للمحتل وهي مدن مدججة بالرجال والسلاح ومن دون أن تطلق إطلاقة واحدة بوجه من أصبح فيما بعد محتلا ، بعد أن أيقنوا بذهاب ( تسلطهم على رقاب الناس ) من أيديهم ، فثاروا بأسم المقاومة .
لقد كانت مقاومتهم تلك المقاومة البائسة التي ذبحت الإنسان العراقي في الشوارع العامة والمدارس ورياض الأطفال والجامعات والمساجد والمستشفيات والكنائس وكل شيْ وصلت اليه أيديهم القذرة من دون أن تستثني عراقيا عن عراقي آخر ( الشيعة – السنة – الأكراد – التركمان – الأيزيدين – المسيحيين وكل مكونات الفسيفساء العراقي الجميل ) ، إلا المحتل الذي ظلّ آمنا مطمئنا من تلك المقاومة الكاذبة حتى لحظة خروجه من أرض العراق في الوقت الذي ذهب ضحية تلك المقاومة الزائفة عشرات الآلاف من العراقيين الأبرياء ومثلهم من المعوقين والأرامل والأيتام .
وعندما وجد مدعوا المقاومة إنّ آمالهم ذهبت أدراج الرياح فتحوا بيوتهم ملاذات آمنة لقوى الإرهاب الدولية ليصبح أهلنا في تلك المدن رهائن بيد التكفيرين ومن آواهم وليصبح العراق كلّ العراق في مهب الريح وتصبح دماء أبنائه أنهارا تقتات منه تلك القوى ومن جعلوا مدنهم وبيوتهم ملاذات لتلك القوى المجرمة ( وخير دليل على ذلك جرائم : سبايكر – سجن بادوش – قتل الأيزيديين والمسيحيين والشبك في أطراف الموصل – سبي النساء وبيعهن – تفجير المراقد المقدسة و و و عشرات الأمثلة التي يندى لها جبين الإنسانية عند ذكرها وتعافها حتى الحيوانات ) .
وهنا كانت كلمة الحق التي أطلقها أبناء عشائر الوسط والجنوب لإيقاف زحف القوى الظلامية باتجاه تدمير العراق ، وحضرت المرجعية الدينية في النجف الأشرف مرة أخرى كما فعلت أيام الإحتلال البريطاني عام 1914 من إجل إنقاذ العراق مرة أخرى ، وبتظافر جهود المرجعية وأبنائها البرره والدماء الزكية التي إرتوت منها مدننا الحبيبة في : الأنبار وصلاح الدين وديالى ونينوى بكل قراها وقصباتها تم دحر الإرهاب وتمزقت أوصاله وهو في طريقه الى الهزيمة النهائية إنشاء الله .
لا يزايدن أحد على بسالة وشجاعة ومبدأية ووطنية أبناء عشائر الوسط والجنوب ومبدأية مرجعياتهم الدينية في الحفاظ على سلامة العراق كلّ العراق من شماله الى جنوبه وليس دفاعا عن مكون أو طائفة أو عرق ، فالعراق هو الهمّ الأكبر الذي نقدم أبنائنا في سبيله ونحن مرفوعي الرأس لاخائفين ولاوجلين إلا من الله الواحد الأحد .
ولن يثنينا عن الحفاظ على وحدة العراق حتى لو قدمنا كلّ أبائنا وأرواحنا فداءا لذلك حتى وإن خذلنا أهلنا الأقربون وسلموا رقابنا للدواعش والتكفيرين وأراذل الأرض ، إننا نراهن على أن يعود إخواننا الى رشدهم ويحسوا بالخطر الذي عرفناه منذ وقت مبكر وأظنهم فاعلون فقد بدأت الأصوات تتعالى من العشائر العربية الأصيلة تتناخى للوقوف بوجه قوى الظلام والظلاميين ، إلا قلة قليلة ظلت تعوي من أمثال الرادين على مقالك أخي طلال ونحن نقول لمثل هؤلاء : ( قافلة العراقيين تسير ولن يهمها عواء الكلاب السائبة من أمثالكم وسوف تصل هذه القافلة الى بر الأمان رغما عن أنوفكم بوعي العراقيين كلّ العراقيين وتحت خيمة مرجعياتهم الرشيدة ) .
وأظنهم بعد أن يقرأوا مقالي هذا سيملأون الصحائف سبابا وشتما لهذا ( الصفوي ) – كما يحلوا لهم أن يسموا كلّ مخالف لهم – الذي فضحهم وأكذب أحدوثتهم ولن يكون ردي عليهم سوى قوله تعالى ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) .