سأقر لحضرتك بأن تصريحاتك ووعودك (الاصلاحية) التي جاءت متساوقة ومتزامنة مع (قتل المتظاهرين) وقمعهم ، كان لها الأثر المعتد به في تهدئة الأوضاع ، وخلق روح التفاؤل والأمل لدى بعض الشباب المتظاهرين الباحثين عن فسحة أمل .
وأقرُّ لك أيضاً بأن اختيارك لهذه المهمة قد جاء بشكل (حرفي) وحصيف ، اعتماداً على نقطتين مهمتين :-
الاولى / انك تحمل روح الشباب ، وروحك الشبابية هذه تمثل مقبولية لدى المتظاهرين الذي سأموا من لحى الجحاجيح واساطين الكذب من ساسة الزمن الأغبر .
الثانية / اعتمادك – ربما – على انعدام الثقافة الدستورية لدى الأعم الأغلب من الشعب العراقي عموماً ، والمتظاهرين خصوصاً ، وهو بالضبط ما يهمنا الحديث عنه .
********
سيدي رئيس مجلس النواب :-
من الواضح لدى المثقفين والمطلعين على الدستور ، إن الوعود (الترقيعية – الاصلاحية) التي صدحت بها حنجرتكم المباركة لم تكن من (صلاحيتكم) ، ولم يكن لكم الحق الدستوري في أن تعدوا بها المتظاهرين .
وهذا يدفعنا الى ان نفترض احد الافتراضات التالية ، بعيداً عن (حسن وسوء) الظن ؛-
الافتراض الاول / ان سيادتكم لم تكن لديكم معرفة بالدستور ، وليس لديكم معرفة بحدود صلاحياتكم البرلمانية ، وهذه لوحدها (طامة) نستبعدها حتى في فلك الافتراض .
الافتراض الثاني / انكم تعرفون تماماً حدود صلاحياتكم الدستورية ، وتعلمون بأن وعودكم ليست محل التطبيق ، وان ذلك من صلاحية مجلس الوزراء ، ولكنكم صدحتم بذلك لتهدئة الوضع ولو بالاسلوب الميكافيللي الذي يبرر الوسيلة على وفق الغايات ، او باستخدام (إبر التخدير) لاقصاء الألم ، ولو على حساب انتشار المرض ، وسقوط الضحايا .
الافتراض الثالث / ان سعادتكم قد اعطيتم هذه الوعود الاصلاحية (الترقيعية) اعتماداً على (مشاريع قرارات) سابقة ، كانت موجودة فعلاً على (طاولة البرلمان) من قبل ، ولكنكم لم تخرجوها للنور إلا بعد ان بلغ السيل الزبى .
وهذا لا يخلي مسؤوليتكم من تقصير وتسويفات (سابقة) ، لن تغفرها لكم وعودكم (اللاحقة) .
وعلى كل حال
فالأيام حبلى ، وسيأتيك بالأخبار مَن لَم تزوِّدِ .
*********