18 ديسمبر، 2024 4:55 م

الأخوان المسلمين بعد مرحلة تركيا

الأخوان المسلمين بعد مرحلة تركيا

أنتشر في الأعلام المرئي والمقروء ، نبأ سقط كدوي القنبلة وهو ، تحجيم أو تقنين / كمرحلة أولى ، نشاط جماعة الأخوان المسلمين من الأراضي التركية ، والذي أمتد لأكثر من سبع سنوات . حيث ذكر ” موقع RT ” ، أنقله باختصار ( طلبت السلطات التركية من ثلاث قنوات تلفزيونية معارضة مصرية مقرها في اسطنبول ، وهي “الشرق” و”مكملين” و”وطن” ، بتخفيف تغطيتها السياسية الانتقادية للحكومة المصرية في حين تسعى تركيا إلى إصلاح العلاقات المتوترة مع مصر . وذكر المعارض المصري المنفي ورئيس قناة “الشرق” التلفزيونية المرتبطة بجماعة “الإخوان المسلمين” ، أيمن نور ، في تصريحات متلفزة ، أن المسؤولين الأتراك طالبوا وسائل الإعلام الـ3 بتخفيف حدة خطابها ، وأشار نور مع ذلك إلى أن القنوات الـ3 لم تتلق أوامر بالإغلاق أو بوقف بث برامج ، وأضاف : ” بدأ حوار بيننا وبين الأتراك في إطار تغيير الخطاب”. . وقال محرر يعمل لدى قناة “الشرق” ، في حديث لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية ، إن مسؤولين أتراكا تقدموا بالطلب خلال اجتماع في اسطنبول أمس الخميس مع مديرين من “الشرق” و”مكملين” و”وطن”. . وأبلغ المسؤولون مديري البث أن بإمكانهم الاستمرار في تقديم برامج عن مصر ولكن ليس ضد الحكومة المصرية ، مشيرين إلى مفاوضات تجريها تركيا مع مصر ، بحسب المحرر ) .
القراءة : أولا – هذا هو حال المرتزق ! ، الذي لا وطن له ، والذي لا يقدس تراب أرض كان يحيا عليها ، والذي ينكر نهرا كان يروي عطشه منه ، والذي كان لا ينتسب الى حضارة كان يعيش على أمجاد تاريخها ! ، جماعة مرتزقة هدفها تحطيم القيم الحضارية للمجتمعات ، وأحلال محلها قيم بالية مضى على أنحلالها أكثر من 14 قرنا من الزمن .
ثانيا – أما تركيا – صاحبة القرار ، فأنها رغبت / ولو متأخرة ، أن تحسن من سمعتها الدولية ، تركيا التي أقترن أسمها دائما بالأرهاب الدولي ، بسوريا وليبيا والعراق .. ، وحتى في أوربا . تركيا التي كان لها دورا في تمويل الأرهاب لمنظات أسلامية وأرهابية ، فقد جاء في موقع DW ( ذكر تقرير للقناة الأولى في التلفزيون الألماني “ARD” أن الحكومة الألمانية تعتبر تركيا حاليا “منصة العمل المركزية” لمنظمات إسلامية وإرهابية في الشرق الأوسط . ويستند التقرير الخاص بالقناة الأولى إلى رد سري لوزارة الداخلية الألمانية على أستجواب كان مقدما من نائبة في حزب اليسار المعارض في البرلمان الألماني “بوندستاغ”. . وكتبت القناة الأولى على موقعها اليوم الثلاثاء (16 آب/ أغسطس 2016) نقلا عن ذلك الرد السري أن “التصريحات الكثيرة عن التضامن وإجراءات دعم جماعة الإخوان المسلمين المصرية ، وحماس وجماعات المعارضة الإسلامية المسلحة في سوريا من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم والرئيس رجب أردوغان ، تؤكد على وئام أيديولوجي مع الإخوان “. ) . فمحاولة تحسين صورة تركيا العثمانية / بتحجيم دور الأخوان المسلمين ، أمام المجتمع الدولي لم يأتي من فراغ .
ثالثا – ويظهر أن قطر أيضا قد أنسحبت من الظهور في الصورة من دعمها لجماعة الأخوان ، وذلك لتراكم المشاكل الخليجية والأقتصادية والسياسية وحتى الرياضية في سجلها ، ولا يخفى مما تعانيه قطر من ملاحقات دولية – بسبب دورها في دعم الأرهاب الدولي ، الذي ينشط حينا ويفتر حينا أخر ، فقد جاء في موقع / الغد ، بهذا الصدد التالي ( كشفت دعوى قضائية جديدة أقامها أفراد ينتمون لعائلات ضحايا أمريكيين قتلوا جراء العديد من الهجمات الإرهابية ، عن تورط مؤسسات مالية كبرى ترعاها العائلة الحاكمة في قطر بالقضية . وأشارت المحكمة الجزئية الأمريكية في بروكلين إلى أن مؤسسات قطر الخيرية ، ومصرف الريان وبنك قطر الوطني ، سهلوا الأنشطة المالية لعدد من الجماعات الإرهابية . ويطارد قطر سيل من الدعاوى القضائية في العديد من المحاكم حول العالم، بعد أن اتضحت معالم المؤامرة الإرهابية القطرية واسعة النطاق . ) . أذن قطر وفق هذا الموقف المتأزم سوف لن تأوي جماعة الأخوان .
رابعا – مما سبق يظهر أن الجماعة خسرت دولتين / تركيا وقطر ، ولا أعتقد عربيا وجود من دولة ما أن تحتضن الجماعة ! . علما أن بعض أعلامي الأخوان / منهم محمد ناصر ، رشحوا أن ينتقلوا الى بريطانيا ، كندا أو ماليزيا . وحقيقة بخصوص أحتمال شد الرحال الى بريطانيا ، عندي بعض التعليقات ، حيث أن بريطانيا ، كانت لديها بصمة في أنبثاق ونشوء وتشكيل هذه الجماعة في مصر عام 1928 ، فقد جاء في موقع / اليوم السابع ، بهذا المقام التالي ( العلاقة الحرام بين بريطانيا والإخوان .. بدأت منذ نشأة الجماعة بدعم الدولة الإنجليزية لحسن البنا بأموال طائلة لإفساد القومية العربية .. وتوطدت بإصدار لندن قانونا يمنح اللجوء السياسى للتنظيم رغم العنف ) ، أي أن لندن هي التي ساهمت في تأسيس الجماعة ، مع منح صك غفران مفتوح بقبول اللجوء السياسي الى بريطانيا ، ويظهر أن هذا الأمر موثق رسميا من التراث المسجل لبريطانيا ، حيث أن حدث تأسيس الجماعة ، مثبت في المتحف البريطاني – من قبل السير مايلز ، وقد ورد في موقع / الدستور ، التالي بهذا الصدد ( قال اللواء تامر الشهاوي ، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري ، إن المفوض السامي البريطاني مايل لامبسون ، كتب عن علاقة جماعة الإخوان ببريطانيا ، وأنهم تلقوا تمويلات لإنشاء الجماعة . وأكد “الشهاوي” ، خلال حواره مع الدكتور محمد الباز ، في برنامج “90 دقيقة” ، المُذاع عبر فضائية “المحور” ، أن هذا الكلام مثبت في متحف لندن ، حيث يوجد 7 شخصيات في مدخل المتحف ، من ضمنهم السير مايلز ، وأسفله رخامة كتب عليها أنشأ جماعة الإخوان المسلمين في مصر . ) . بمعنى أخر ، أذا رحلت الجماعة الى بريطانيا ، هذا يعني ( أن بضاعتكم ردت أليكم ) !! .
أضاءة : أن تركيا تنظر الى مصالحها السياقتصادية أولا وأخيرا ، خاصة مع مصر ، أضافة الى الوضع الأقتصادي – تدهور العملة التركية ، وعندما تتيقن أن ورقة الأخوان قد أحترقت تماما ، فأنها من المؤكد ، سترميها في أقرب سلة للمهملات ! ، وتنظر الى مصالحها . ولذا تركيا ستشطب جماعة الأخوان نهائيا عاجلا أو أجلا من أولياتها . أن جماعة الأخوان المسلمين كانوا منذ النشوء لا يؤمنون بالأوطان ، ولأجله سيبقون ويظلون كالغجر ، متنقلين من بلد الى أخر . ويحضرني مقولة للمفكر المصري الدكتور خالد منتصر ، الذي ” شبه الأخوان المسلمين ب الغرغرينا .. التي تستوجب البتر ” .