الدكة البرلمانية التي حصلت امس لم تكن الأولى ولن تكن الأخيرة فالطاس نفسه والحمام كذلك فالطاس صنعه بريمر من ذهب لا يصدأ فحتى الشيوعي الاستاذ حميد موسى الذي يقول حزبه (( الدين افيون الشعوب)) دخل مجلس الحكم (الالتصاقي) كما اسميته بمقال يوم تأسيسه .. دخل بصفته مسلم شيعي ، وتجدون انه اسس لنظام نسميه عملية سياسية وكل الحكومات التي نتجت وستنتج هي ابنة لذلك النظام اي ابنة الطائفية وبما انها ابنة الطائفية فسيكون اباها الفساد وعندما يتقوى الفساد وهو تقوى فعلا فأنه يصبح عمود خيمة الحكومات بسقوطه تسقط الحكومة وقد تسقط العملية السياسية برمتها .
الدكة البرلمانية التي حصلت امس هي من المخرجات الطبيعية لتلك المدخلات ، ولا تحاولوا اصلاحها وهي بهذه الحال فدستور الثلاثينات اللبناني النافذ المعتمد على المحاصصة منع لبنان من ان تكون دولة ولن تكن ، بل لا تقولوا ان فلانا ضعيف وفلانا قوي فلا قوي امام الطائفية وأمرائها فلو كان هتلر بدل عبد المهدي فما الذي كان بإمكانه ان يفعل عند انسحاب سائرون الى الكافيتريا ؟؟ وماذا كان سيفعل عندما يجتمع الشيخ مهدي الصم يدعي مع الحاج قاسم سليماني ليناقشوا الكابينة الوزارية ؟؟ وهل سيتمكن ان يعاقب احد وزرائه وهو من كتلة كبيرة خصوصا اذا كان هتلر لا كتلة له ؟؟ أسئلة كثيرة تحيلكم ان سمحتم الى الأجزاء السابقة من مقالي ، وهو ان مسؤولية التغيير تقع على عاتقكم انتم وليس على غيركم ، لأنكم ان وعيتم ان صوتكم ينبغي ان يعبر عن قناعتكم وليس قناعة رئيس الكتلة ستكونون مجلسا حقيقيا وسيتغير كل شيء نحو الاحسن وتنتهي الدكة البرلمانية الى الابد كي نتمكن من انهاء الدكة العشائرية التي جاءت انعكاسا للعملية السياسية التي افرزها مجلس النواب وليس الدستور بالطبع .. رغم علمي بالصعوبات التي تواجهكم في هذا المسار والتي يمكن التخفيف منها بالتصويت السري في بداية الأمر على الأقل.
متى نصبح دولة ؟؟ ومن تقع عليه مهمة الإجابة على هذا السؤال ؟؟ اجيب على السؤال الثاني بأنه انتم بالدرجة الأولى والأساسية من خلال سن القوانين ومراقبة تنفيذها وقيادة الهيئات المستقلة المرتبطة بكم وبشكل حقيقي .. متى يمكن ان تفعلوا ذلك؟؟ عندما لا يكون المجلس برمته رهين بإرادة خمسة رجال سيتكررون في كل دورة .. انهم السنون الصخرية الخمسة التي هي خارج الهرم الرسمي فهم ليسوا برلمانيين واقعيا وليسوا قادة كبار في السلطة التنفيذية وليسوا من السلطة القضائية .. انهم السادة المالكي- العامري- الصدر – الحكيم- علاوي – وسيكون السيد الفياض من ضمنهم ان لم يفز بحقيبة الداخلية ، فضلا عن قادة التنظيمات المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي. وأضيف اليهم مؤخرا السادة الكربولي والخنجر والضاري وابو مازن ، وقد يضاف اليهم الشيخ الصم يدعي بعد لقائه آنف الذكر,
كلهم اما زعماء دين أو زعماء مال أو زعماء سلاح وليس فيهم قائدا جماهيريا عدا السيد الصدر .. وهؤلاء الذوات يحركون العملية السياسية بتأثير كبير خصوصا وأن قسما منهم لديهم امتدادات خارجية وفصائل مسلحة .
يمكن لنا ان نكون دولة فالفرق بيننا وبين لبنان يكمن في ان دستورهم اسس للمكونات بينما دستورنا لم ينبس ببنت شفة في هذا المجال عدا في ديباجته التي يرى اكثر فقهاء القانون انها ليست جزءا من الدستور ، ورغم ذلك يرى الكثيرون ممن لم يطلعوا عليه انه دستور طائفي متصورين ان ما يجري هو بموجب الدستور بينما اغلب ما يجري في الحقيقة هو خارج الدستور وهذا ما ترسخ في عهد السيد المالكي ولم يتمكن السيد العبادي من اجراء اي تغيير فيه لأسباب معروفة، فضلت الدفاع للسنة ولذلك افرغت من محتواها تماما بسحب كل ما يتعلق بالقتال والامن منها وربطت بالقائد العام (جهاز مكافحة الارهاب ، قوات مكافحة الارهاب ، قيادة قوات بغداد ، وكامل الجيش العراقي لا يتدخل وزير الدفاع بقتاله كون ذلك منوط بالقائد العام) .. والداخلية للشيعة وكذلك الأمن الوطني… ومستشارية الأمن الوطني (الزائدة عن الحاجة) والمخابرات .. وهكذا رئيس الجمهورية كردي ورئيس البرلمان سني ورئيس الوزراء شيعي ،
وللحديث بقية