وداعا ايها الشعر
يا صديقي البوهيمي
فلطالما تسكعت
وحملت أثقالهم
يا سيزيفي البطل
لقد خدعوك بتفاهاتهم
وخانوا الامانة المنوطة بهم
هل تعلم أن البحر لا يهدر
الا اذا غدرت به الامواج
ولا يغضب الا اذا خانته
الحيتان مع حورياته
والافاعي لا تعض
الا اذا وخزت جحورها
واذا عطش السراب
فانه يتودد الى رذاذ المطر
واذا لهب العشق الوردة
فانها تلجأ الى الفراشة
رغم حماقاتها مع نور الشمعة
يا صاحبي لقد رأيت النور
في الدهاليز المظلمة
وترعرعت بين الاشواك الدامية
قاومت كل الحداثات
لقد اغتالوك على منابرهم
وخنقوك بامسياتهم
دخلو اجواءك
دون استئذان
فوضعوا أقدامهم
على حقل من الالغام
ووضعوا الشوك المدمي في بحورك
وفي دواوينهم
قطعوك اربا اربا
وداعا أيها الغجري
الحائر بين ملائكة النعيم
وشياطين الجحيم
هل تعلم انهم يرقصون
على مزامير الملحدين
ويشيعون جثمانك
في محافل المخمورين
ورغم ذلك كله
فمن غرف من بحورك فهو ثمل
ومن دخل ابياتك فهو أمن
فلا تضجر من المجانين
لقد كذبوا ولو صدقوا
ودع الالهام وحده سينصفك