فقط في المُجتمعات الشرقية, الأختلاف في الرأي, يفسد للود قضية!.
أنزل الله تعالى دستوره الى الأرض, بواسطة وحي من السماء, ليستقر عند أحد من إصطفاهم من الأنبياء, وكما يعرف الجميع, الية التنزيل والتوصيل لهذا الدستور.
الذي أصبح مصدر التشريع الأساسي, لكل القوانين الوضعية, في مجتمعات العالم.
بغض النظر عن إنكار بعض المجتمعات, لهذه الحقيقة, بظن وصولهم الى ماوصلوا عليه, بفضل ثقافتهم المتطورة وما الى ذلك.
يفترض بنا انا وأنت, أن نعرف مصدر تشريعات قوانينهم الأصلي, كوننا في مجتمعات شرقية, ندين بغالبية عظمى للأسلام أو أحد الأديان السماوية, وعلى علم ويقين, بمصدرها الأساسي.
ناهيك عن لغة تحكيم العقل والمنطق, التي تنسب هذا الإنجاز للسماء, التي سبقت بالتشديد على وجوب تحقيق هذه القوانين, والعمل بها داخل المجتمعات البشرية, قبل المجتمعات المتطورة بألاف السنين, في عصور غابرة, كان فيها أسلاف هذه المجتمعات, يصطاد أحدهم الأخر, ليعد منه وجبة طعام, إذا شعر بالجوع.
الصدق, الأمانة, إحترام الإنسان, كفالتهُ صغيراً, رعايتهُ كبيراً, الرفق بالحيوان…الخ, مجموعة من القيم الإنسانية النبيلة, والتي تُمثل قمة هرم الإنسانية, وكمال إحترام مفهومها الأساسي.
ومابين مجتمعات, تجهل وتُنكر مصادر تشريعاتها, إنما تعمل بها بجد وإتقان.
وبين مجتمعات, تعلم وتُقر بمصادر تشريعاتها, إنما لاتعمل بها .
جاء التباين الكبير, الذي نشهده اليوم, بين المُجتمعات الشرقية والغربية.
إحدى أهم القيم الإنسانية, والتي مصدرها التشريعات السماوية, والمندرجة ضمن قوائم القوانين المُعطلة شرقياً, بسبب جهل كيفية التعاطي معها, قضية الإختلاف في الرأي.
وربما تكون من أهم القضايا, التي تبرز على السطح هذه الأيام, لما نعاني من تسقيط نفسي وجسدي بسببها.
وربما تكون ضريبة ندفعها, لمُخالفتنا قوانين العدل الألهية, وماأكدت عليه التشريعات السماوية.
بكل بساطة أستطيع أن أعارض فكرتك وبشدة, أو أعارض مُجمل أفكارك وتوجهاتك بصورة عامة.
إنما هذا الإختلاف, لايعني بالضرورة تصفيتك جسدياً, وهدمك إنسانياً
نتناقش وتتعارض أفكارنا, ومن ثم نجلس في مقهى لطيف, لإحتساء كوباً من الشاي, وربما نجلس في مطعم جميل, يقدم وجبات لذيذة من الطعام, تتشابه أذواقنا فيها, كوننا أبناء بيئة واحدة ومُجتمع واحد.
وقد نختلف من يدفع الحساب, بسبب عادات إكتسبناها من موروثنا المُجتمعي, فندخل في صراع كرم, ينتهي بتدخل صاحب المحل, وأخذ المال من أحدنا.
ثم نعقد إتفاقاً إن الأخر هو من سيدفع في المرة المقبلة
صراع وتسابق في القيم الإنسانية النبيلة, وليس صراع وتسابق في الإنحطاط الفكري والرذيلة.
بالتالي لامشكلة عندي معك, مشكلتي مع رأيك أو توجهك, وتنتهي هذه المشكلة بمجرد الإنتهاء, من جسلة حوارية فكرية.
فنعود لممارسة حياتنا الطبيعية, حاملين سمات دخولنا الإنسانية.
تُرى هل تستوجب الحالة هدمك إنسانياً, أو تصفيتك جسدياً؟!
لنصل الى مرحلة التسابق, من منا يهدم الأخر أولاً!.
نصف بعضنا بألفاظ بذيئة, وننسب لبعضنا تصرفات دنيئة!.
نزور الحقائق, وننصب بسبب إختلافنا الفكري المشانق!.
نُبدع بالكذب والتلفيق, فما أظلم وأظل مانسلك من طريق!.
ننزع كُل شيء من الشيء , ونصنع من لاشيء شيء!.
كل الأساليب متاحة, وكل الطرق مشروعة, في سبيل تحقيق هدفنا الرذيل الشيطاني.
لنُصبح أجساداً خاويةً على عروشها, من كل شيء إنساني.