22 ديسمبر، 2024 6:30 م

الأحمق والحرب العالمية الثالثة- الحمقى والحروب

الأحمق والحرب العالمية الثالثة- الحمقى والحروب

في سلسلة ، مقالات لماء الذهب:
انا اكتب، اذن انا كلكامش ( مقولة الكاتب) ()
الحرف ابي ، والقراءة أمي ، والكتابة حرفة أبي وأمي(مقولة الكاتب)
الحرب العالمية الثالثة تبحث عن أحمق، هذا ليس بسؤال ، ولا جواب ، بل هو اخبار لاارجو حصوله! ، ولم لايكون هذا الأحمق ترمب مثلا، او من هو على شاكلته، او عاصفته ، فقد كان صناع الحروب حمقى من قبلُ ، ومن بعدُ 00 وان احتمى او تذرع أكثرهم بالمبادئ والوطنية ،والمظلومية، الحرب الطاحنة تحتاج دوما الى أحمق يشعل فتيلها ، وعادة مايصل هذا الأحمق الى الحكم في غفلة من الزمن المر ، ثم يروح ينتفخ شيئا فشيئا ، فلم يعد بعد ذلك احتمال حجمه بين الأحجام ، لاسيما انه يحاط ببطانة من الناعقين الماهرين ، وقد اجتمعوا حوله من كل نطيحة وموقوذة، وما لم يأكله السبع ، او الضبع ، او أكله!، فصاروا يشيرون عليه بالمدفع والدبابة والصاروخ والقنبلة الذرية وو 000 الخ، وهو يدور بأذنيه يمينا ويسارا، كما يدور الرادار غير المنتج!
الأحمق على هذه الشاكلة، يلعبُ دورا كبيرا في إشعال الحروب ، والطرب بالدف والمزمار امام أبواب الجحيم ، لأنه لم يعد يفكر بعواقبها ، ولأنه يقسو الى الحد الذي يصبح لديه منظر الدماء ، كمنظر الزهور التي يتولع بها عشاق الجمال ، فهناك عشاق الجمال ، وهناك عشاق الدماء ، وعشاق الحروب 0
ودعوني اتوسع في الأحمق قليلا ، فأقول: لم يعد مفهوم الأحمق مقتصرا على الأفراد ، وبعض القادة ،وانما يتعداهم الى الأخلاق والمعايير والقيم ، والموروثات والوصايا ، والفتاوى التكفيرية ، فنحن نعيش اليوم قيم الحمقى ، ونتحول اليها شيئا فشيئا ، لدرجة أنها صارت تغذينا افرادا وجماعات ، ووحدات ومناهج ومفردات وإيحاءات 0
وهل هناك أحمق أذكى من أحمق؟، نعم فقد وجدنا أحمقهم يأمر ، واحمقنا ينفذ ، فعندما قال ذاك عن الدم العربي ربيعا ، ردد هذا كالببغاء بذات اللفظة، لأنه يخضع لمملكة أبيه!
حمقى زماننا هذا ، ناضجة من كل الذي ذكرته ، ولها مايؤهلها لأن ترسم المشهد العالمي ، بتفصيله وعمومه ، فكانوا هم وراء هذا الجحيم الذي نعيشه ، فلم لايكونون هم وراء الجحيم الأكبر القادم ، الحرب ومفهوم الحمقى بين الكر والفر، يوضحه مفهوم البادي اظلم ، فبادئ الظلم هو الأحمق المهيأ لأن يكون مجرم الحرب ، وهنا لابد من معرفة دقيقة لقاموس الحق والباطل والشبهات ، ففي الشبهات لدينا مشكلة في تشخيص الحمقى واختلاطهم بالعصاميين ، فقد يخدعنا ظاهر ، وينصفنا باطن، لكن الحرب لاتبدأ الا بحماقة وفتنة نائمة ، ولن تنتهي الا بسقوط عروش ، وتفتت دول ، وزول إمبراطوريات ، واندثار حضارات ، وهلاك أجيال ، وصرخات ثكالى ، ومواجع حوامل، ولعنات ارامل 00 الخ وأضيف بعد ذلك فأقول: والأحمق بديهة اذا دخل السياسة ، او التصرف بمقدرات الآخرين ، فإنه يتحول الى جحيم لايطاق ، فهو يوميا يأتيك برأي ، ثم انه لايقول برأيه هو ،بل برأي فلان او فلان ممن يسحره شيطانه ، وربما يأخذ حتى من فلانة مع احترامنا للنساء الناصحات ، فإذا حسبت الضاحكين على ذقنه وجدتهم لاحصر لهم، فهو يأخذ من هذا وذاك وتلك ، وصولا الى المرتبة العليا في الضحك على الذقون!