بعد أن اشتدت هجمة البعث ألصدامي على الشعب؛ وخاصة الإسلاميين في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن المنصرم، هاجر كثير من أبناء الحركة الإسلامية أحزاب وأفراد إلى الخارج، وكان السيد محمد باقر الحكيم من المهاجرين إلى سوريا، وبعدها إلى الجمهورية الإسلامية.
شكل السيد الحكيم مع وصوله؛ المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، بمشاركة معظم القوى الإسلامي المعارضة للنظام، مع عدد من الشخصيات التي هاجرت أو هجرت إلى هناك، هذه الخطوة واجهت صعوبات كبيرة، أبرزها من داخل القوى المعارضة، حتى وصلت الأمور إلى عمليات اغتيال، لبعض المنتمين للمجلس.
السيد الحكيم واصل الطريق برغم وعورته، حيث الغربة والبلد المضيف له أجندته ومصالحه، التي قد تتضارب مع تحركات وتوجهات المجلس الوليد، حتى سخرت السماء القوة الأعظم في العالم، لتزيح النظام بعد أن أنهكته ضربات المجاهدين.
عاد السيد محمد باقر الحكيم، وخلفه جناح سياسي تمثل بالمجلس الأعلى، وقوة عسكرية قوامها فيلق كامل، ممثل بفيلق بدر، وجناح امني عسكري ممثل بحركة حزب الله في العراق، وحركة سيد الشهداء، ومؤسسة تبليغ وإرشاد وتوعيه ممثلة بمؤسسة شهيد المحراب، إضافة لمؤسسات ومنظمات مختلفة التخصص، وعاد الآخرين افراد، استشهد السيد محمد باقر الحكيم.
تولى شقيقة ورفيق دربه السيد عبدالعزيز الحكيم رئاسة المجلس الأعلى والائتلاف الوطني العراقي الموحد، ولتشكل مرحلة قيادته قمة التوحد والانجاز للكتلة البرلمانية الأكبر، وطرح كثير من الرؤى الإستراتيجية، التي لو قيض لها، أن تطبق لكان حال العراق اليوم؛ أفضل بكثير مما عليه، حيث كانت أطروحاته حلول لمشاكل صعبة وقع فيها البلد اليوم.
مشروع إقليم الوسط والجنوب، عارضه من عارضه بلاوعي ولا دراية، ليعود وينادي به بعد، أن تغيرت الأوضاع إلى غير صالح الأقلمة.
موضوع اللجان الشعبية من أبناء المناطق؛ لحماية مدنهم من الهجمات الإرهابية، وأيدت المرجعية هذا الطرح، لكن من لا يقرأ الساحة بصورة جيده، ولا يدرك أبعاد هذه العملية، عارض وعرقل المشروع، لنضطر وتحت ضغط الظروف
العصيبة؛ للاستعانة بالشعب لتشكيل الحشد الشعبي؛ بعد تدخل المرجعية بثقلها، لغرض إيقاف زحف الإرهاب، تباكى المعرقلون على مشروع اللجان الشعبية؛ الذي لو نفذ لما اضطر أبناء الجنوب، للقتال في غرب وشمال العراق، ليدفعوا كل هذه التضحيات، بل لانتهى الإرهاب منذ زمن طويل، كون اللجان الشعبية التي تشمل كل العراق، سوف تحرمه من حواضنه، رحل السيد عبدالعزيز الحكيم.
تولى السيد عمار الحكيم المسؤولية، وطرح عشرات الرؤى التي تخدم البناء وتجنب البلد المخاطر، دون أن تلقى استجابة من شركاء العقيدة أنفسهم، من الطاولة المستديرة لتشكيل حكومة 2010؛ إلى مبادرة (انبارنا الصامدة)، التي لو طبقنا الأولى، لما احتجنا للثانية، ولو نفذنا الثانية، لما وصلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم، فضلا على نجاحه في إعادة المجلس إلى موقعه القيادي في الدولة، رغم كل الصعوبات التي تعرض لها.
ألم يئن للأغلبية؛ أن تدرك وتميز أصحاب الحكمة بين قادتها، وتستثمر ما منحتهم السماء من حكمة في عملية بناء الدولة، وكل الوقائع تشهد بذلك، ألم تتعض الأغلبية من التاريخ والواقع، نتمنى؛ فلا نرضى أن يكون قادة الأغلبية السياسيين حمقى….