23 ديسمبر، 2024 2:56 ص

الأحقية في قيادة الإقليم

الأحقية في قيادة الإقليم

من خلال متابعة تطورات الأوضاع في كوردستان والعراق، وتفحص وقراءة الذي لاح في الأفق وبانت ملامحه، وما جري على الارض من تطورات لها علاقات مباشرة بالشأن السياسي، وما حصل خلال إختيار رئيس جمهورية العراق الاتحادية، خارج إطار التوافق بين القوى الكوردستانية، وضرب وتخريب ذلك التوافق، وفتح الباب في وجه الآخرين ليقرروا من يحظى بإستحقاق الكوردستانيين بدلاً من أن يقرر ممثلو شعب كوردستان ذلك، وتحويل الإرتباكات في المواقف الحرجة الى تهديد للاستقرار، وإستدراج الكوردستانيين نحو اليأس والغضب. يمكن الخروج بإستنتاجات عديدة تؤكد أن المرتقب سيساهم بشكل مباشر في رسم الملامح الحقيقية لخارطة جديدة في التوازنات السياسية في الإقليم والعراق، وقد تكون مفاجئة للكثيرين. الخارطة الجديدة لا تكون سيناريو أو تكهنات يطرحها سياسي معين وفق مصالحه الحزبية ورغباته الشخصية، وإنما ستكون رؤية ووجهات نظر حول الأحداث والعملية السياسية في العراق وكوردستان وتداعياتها، وستفرض واقعاً جديداً تسهم في نشوء وتكوين توازنات سياسية جديدة قائمة على أساس التطور والإنفتاح في العلاقات الداخلية بين الأحزاب والكتل السياسية, علاقات تحترم فيها إرادة الكوردستانيين، وستستند على معطيات وحقائق على الارض, وستكون، بلا شك ودون إنحياز، لصالح الحفاظ على وحدة الصف والعلاقات الطيبة داخل البيت الكوردي ولصالح الكوردستانيين الذين عبروا عن إرادتهم ومنحوا الثقة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، بما يمتلكه ويمثله على الساحة السياسية الكوردستانية والعراقية من تمسك بالمبادىء الوطنية والقومية ودوره ومكانته التاريخية اقليمياً ودولياً.

البعض يقول، أن التحالفات التي تلي الانتخابات هي التي تعالج التوترات الحاصلة في العلاقات بين الأحزاب الكوردستانية، وتحدّد مواقع الأحزاب ووضع النواب في البرلمان في مواجهة بعضهم البعض. وعندها يظهر في العلن من يلتزم بالقيم والمبادئ. ولكن من يحاول تحليل طبيعة الذين منحهم الكثير من الكوردستانيين، عبر صناديق الإقتراع، الأحقية في قيادة الإقليم ورسم سياساته ورعاية مصالحهم، وحصل على عدد كبير من المقاعد النيابية في العمليتين الإنتخابيتين، عندما دعوا في الاولى الى (مكاسب أكثر لكوردستان)، وفي الثانية الى (بناء كوردستان أقوى)، ويسلط الضوء عليهم بشكل واقعي حيادي، يخرج بنتيجة مفادها أنهم أناس تجمعهم قواسم مشتركة جعلتهم أكثر اقتداراً والتزاماً وإستقراراً وامتلاكاً للرصيد الشعبي من غيرهم، وأنهم أبناء حزب سياسي يمارس السياسة وفق ظوابط أخلاقية وقيم رفيعة، حزب يحترمه الخصوم والإصدقاء على حد سواء، ويمتلك تاريخاً نضالياً وينتهج مساراً حكيماً في التعامل مع مختلف الأطياف من قوميات وإثنيات تعيش على ارض كوردستان. يحترم سلطة القانون، ومستعد للتضحية في سبيل خدمة المواطنين، وقادر على تنفيذ برنامج واقعي لحلّ الأزمات والمشكلات المتفاقمة الناجمة من شراكات مهزوزة وتوترة ونيل بعض الأحزاب لإمتيازات ومواقع ومصالح أكبر بكثير من الإستحقاقات الإنتخابية.

المشهد السياسي الكوردستاني، وفق العمليات الحسابية للنتائج الأولية للإنتخابات البرلمانية تشير الى إمكانية تصحيح مسار العملية السياسية في كوردستان، وإستعادة هيبة الكورد، واللجوء الى معادلة سياسية واضحة المعالم وقائمة على المصالح العامة. مستندة على مقومات إيجابية غير تقليدية تضمن الأمن والاستقرار في كوردستان، وتحرر البعض من إفرازات العلاقات السابقة والمفاهيم البالية ورغبة اللعب بأوراق محترقة. وبالذات الذين في أذهانهم عقد وخلافات موروثة مازالت بحاجة الى علاجات .