الآباءُ .. رويداً رويداً يشيخون ..!!
ولا حدود لهذه الشيخوخة إلاّ الموت ْ..!!
كذلك يكبرُ الأبناءُ
وعن أحضان آبائهم ينفصلون
و رويداً رويداً عنها يبتعدون
ولا حدود لهذا الإبتعاد
و الأولادْ ..!!
عندما يرحلون إلى البعيدْ..
يحتل الهواءُ هذه الأحضانْ
وتصير أحضاناً باردة
كأن الشتاء يسكنها
لا يدفؤها موقدُ نارْ
حيث تترمدُ المواقدْ
وتصير باردة هي الأخرى
كحضن أبٍ كسيحْ
ويفقد البيتُ أسباب الفرح
وكل المناسبات السعيدة
حيث لا يعد لها فيه مكانْ
” خلا البيتُ .. لا خفقة من نعال “
” ولا كركرات على السلم “
” وأنَّت على الباب ريحُ الشمالْ “
في بلدٍ يموت فيه الحلمُ
ويصبح غير مشروع ..!!
يصبحُ ممنوع !!
وصورة الفرح فيه والسعادة
تصير في العراق ( معادةْ”)
لأن الأولادَ .. دفء البيوت..
تفرقوا في شتى البلدان
وابتعدوا عن هذه الأحضان
تاركين لنا بيدراً من الأحزانْ
أحزانٌ تترى ..
تصول .. تجول في” رحاب المنزل الخالي”
ثم تستقر في حضن أبْ
يتحرك على كرسي مدولبْ
أو في حضن أمٍّ
خلا منذ دهورْ
من دفء بنتٍ.. أو دفء ولدْ
وظلّت ” دللول” يتيمةً على فمها
غير إن الدموع ظلت تسيلْ
” وغصّت به الآه في الحنجرة “
*******
أحضاننا صارت باردة
مذ رحلتم عنها أيها الأولادْ
وأنتم .. أيها الأحفاد ..!!
20-9-2012 دمشق