18 ديسمبر، 2024 8:35 م

الأحزاب وتمكين الشباب

الأحزاب وتمكين الشباب

المجتمع العراقي يعرف بالمجتمع الشاب، بخلاف المجتمعات الأخرى، وذلك نتيجة للحروب، التي خاضها العراق، والتي أفنت أجيالا بأكملها، والطفرة السكانية الكبيرة بعد 2003.
حسب إحصائيات وزارة التخطيط، تبلغ نسبة أعمار دون (50)سنة 90 بالمئة،ونسبة أعمار ما دون(35)سنة 70 بالمئة، وتلك النسبة تعد كبيرة جدا، قياسا بدول العالم الأخرى.
لم نجد في برامج الأحزاب السياسية، التي عملت في العراق، بعد 2003 إهتماما بتلك الشريحة الكبيرة من المجتمع، وتمكينهم إلا ماندر، عن طريق بعض الفعاليات الرياضية، أو ماشابه عند بعض الأحزاب.
تهميش الفئة الأكبر من المجتمع، هي خسارة لتلك الجهود، والطاقات، وخسارة للأحزاب التي تهمش تلك الفئات، بعدم إعطائهم الأدوار التي يستحقوها، فلم نشاهد الوجوه الشابة، لا في الحكومة، ولا على مستوى الأحزاب، وهم يتبوؤن المناصب العليا، ونجد المخضرمين، وهم يستأثرون بتلك المواقع، أو المغانم حتى الموت.
ثمة بصيص من الأمل، في تلبية طموح الشباب، عند بعض الشخصيات السياسية الشابة، التي تراهن على تلك الفئة، في إحداث التغيير المرغوب، وتحسين الأوضاع السيئة، وتجديد الدماء.
يمثل خروج عمار الحكيم من المجلس الأعلى، خطوة في إتجاه تمكين الشباب، وإعطائهم الأدوار السياسية البارزة، ورأينا الرجل منذ بضعة سنين، بدأ بالإعتماد على جيل شبابي واعد وطموح، وكان ذلك أبرز ألأسباب، التي أدت إلى الإنشقاق، الذي حصل داخل المجلس الأعلى، وخروج عمار الحكيم منه، بتشكيل تيارا جديدا.
القيادات المخضرمة في المجلس الأعلى، أو حزب الدعوة، أو غيرهم، أغلبهم من الكبار، أعمارهم بين الستين، والسبعين، وهؤلاء لا يرغبون بالرجوع إلى الوراء، وإفساح المجال لغيرهم، فهم أصحاب التاريخ، والجهاد، تلك النظرية ربما تنفع بعد 2003؛ لكنها اليوم أصبحت من التاريخ، فالمواطن يبحث عن صاحب الخدمة، ولا يبالي بتاريخ الرجال.
شبابنا اليوم بحاجة إلى تيار وطني يحتضنهم، وينمي فيهم الوعي السياسي، ويغرس فيهم الروح الوطنية؛ لأننا بشابنا نبني، ونعمر، وندافع عن الوطن، وعلى كل الأحزاب السياسية، إن أرادة البقاء الإهتمام بالشريحة الكبرى، من المجتمع العراقي، وهم الشباب، وتلبية إحتياجاتهم، وطموحاتهم، ورغباتهم، فهم مكسب لمن يحتضنهم وللوطن