23 ديسمبر، 2024 10:21 ص

الأحزاب الشيعية تتسابق بإعلان البرائة والتنّصل من المادة الخاصة بامتيازات الطبقة السياسية الحاكمة

الأحزاب الشيعية تتسابق بإعلان البرائة والتنّصل من المادة الخاصة بامتيازات الطبقة السياسية الحاكمة

لا زالت تداعيات قانون التقاعد الموّحد العام الذي أقرّه مجلس النوّاب العراقي يوم 3 / شباط / 2014 , تتفاعل على كافة المستويات الرسمية والشعبية , ففي الوقت الذي استنكرت فيه جماهير الشعب تشريع هذا القانون الذي كرّس الامتيازات الخيالية ( للصفوّة ) الحاكمة , جائت الضربة القاصمة من المرجعية العليا في النجف الأشرف , التي اعتبرت تشريع هذا القانون عدم احترام لإرادة الشعب والتفاف صارخ على مطالبه العادلة , والبيان الذي أصدرته المرجعية العليا وتلاه معتمدها الشيخ عبد المهدي الكربلائي في صلاة الجمعة , قد وضع الأحزاب الشيعية التي صوّتت على هذا القانون في موقف لا تحسد عليه , فالبيان قد جاء واضحا وصريحا في إدانته المباشرة لمجلس النوّاب العراقي الذي اقرّ هذا القانون والأحزاب التي صوّتت لصالح المادة التي منحت الامتيازات للطبقة السياسية الحاكمة , ( طبعا هنالك تشويش متعمّد على رقم هذه المادة من قبل هذه الأحزاب التي صوّتت لصالح هذه المادة من أجل خلط الأوراق وطمس الحقيقة ) .

والأحزاب الشيعية التي تشّكل التحالف الوطني العراقي , أصبحت بموجب بيان المرجعية العاليا , خائنة للأمانة والمبادئ وغير جديرة بثقة الشعب وتمثيله , وهذا هو سبب الإرباك والتخّبط الذي وقعت فيه هذه الأحزاب , وفي خطوة خاطئة هي الأخرى , أسرعت هذه الأحزاب لإعلان برائتها من هذا القانون والتنّصل منه وإنكار التصويت عليه , بطريقة زادت من المأزق الذي تعيشه , وزادت من ازدراء الناس لهذه الأحزاب النفعية واللاوطنية , متوّهمة أنّ إعلان البرائة والتنّصل من القانون وإنكار النوّاب المصوّتين له بنعم , سينقذهم من هذه الورطة , معتمدين على شرف وأمانة رئيس مجلس النوّاب بعدم كشف أسمائهم وكتلهم , متناسين أنّ رئيس مجلس النوّاب ليس من حقه ولا من صلاحياته إخفاء الحقائق عن الشعب بموجب الدستور العراقي , فإذا كانت هنالك ضرورة لجعل أي جلسة من جلسات مجلس النوّاب سرّية , فهذه الضرورة يبّت بها مجلس النوّاب نفسه وليس رئيس المجلس , كما جاء في نص المادة 53 أولا من الدستور العراقي ( تكون جلسات مجلس النوّاب علنية إلا إذا ارتأى لضرورة خلاف ذلك ) , فالأسماء ستنشر عاجلا أم آجلا , وسينشر كذلك مشروع القانون الذي تقدّمت به الحكومة ليعرف الشعب من هو الصادق والكاذب , والشعب حتما سيطّلع على كافة الحقائق المتعلقة بتشريع هذه الامتيازات الكارثية .

فليس من الحكمة أن تنكر الأحزاب الشيعية موافقتها على هذه الامتيازات , وليس من الرجولة أن ينكر النوّاب تصويتهم عليها , ولا أريد أن أذكر أعضاء كتلة ائتلاف دولة القانون بكلام النائب حسن العلوي الذي قال فيهم ( حنان الفتلاوي هي الزلمة الوحيد في دولة القانون ) , فالشجاع من يخرج ويقول أنا صوّت بنعم لصالح هذه الامتيازات في لحظة ضعف فضّلت فيها مصالحي الخاصة على مصالح الشعب العامة , وإني أعتذر للشعب العراقي على خيانتي للأمانة والثقة التي منحني إياها هذا الشعب , فلا يعقل أن يكون نوّاب التحالف الكردستاني شجعان وصادقين أمام ناخبيهم , و نوّاب التحالف الوطني جبناء وكذّابون أمام شعبهم , ألم يقف هؤلاء النوّاب على قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ( تحرّوا الصدق وإن رأيتم أنّ فيه الهلكة فإنّ فيه النجاة , واجتنبوا الكذب وإن رأيتم أنّ فيه النجاة فإنّ فيه الهلكة ) , وعلى هذه الأحزاب اللا إسلامية وهؤلاء النوّاب أن يعوا أنّ حبل الكذب والخداع قصير , وإنّ النجاة في الصدق , واحترام إرادة الشعب .