23 ديسمبر، 2024 6:37 م

الأحزاب الدينية والخيط الأبيض

الأحزاب الدينية والخيط الأبيض

لاتوجد في العراق منذ سقوط النظام الصدامي ودخول الاحزاب الاسلامية في العمل السياسي الى اليوم رؤية دينية ناضجة وواضحة للعملية السياسية من قبل الاحزاب والتيارات الدينية الشيعية لذا ترى التخبط واضحا في شتى المجالات بدءا من تفسيرات علاقة السياسة بالدين ونهاية بالعمل الذي يمارسه المتدينون بالعملية السياسية نرى انهم في اغلب الاحيان يذمون العلمانية ويستخدمون ادواتها ,, يدعون في شعاراتهم الى الوحدة والتكاتف وهم ابعد ما يكونون عن الوحدة فيما بينهم  تراهم في خطاباتهم يذمون الدنيا والتمسك بها ويقولون انها كما قال الامام علي (( كورقة في فم جرادة تقضمها)) لكنهم أشد الناس تكالبا عليها بحجة خدمة الناس اذا كان الامر هو خدمة الناس فما الضير ان كان زيد يخدم او عمر…لكن مفردات المواطن والخدمة هي كلمات حق يراد بها باطل لذا ترى الاحزاب الدينية متكالبة اشد التكالب على الدنيا التي وصفوها ولقرون طويلة بانها جيفة ترى ما الذي طيب رائحتها لماذا استساغوها بعد نفور مُدّعى طويل ..لذا نقول كلوا واشربوا من هذه الجيفة حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ولا اظنه قريبا لان ليلكم حالك وسوادكم مطبق وتفاسيركم جاهزة لكل حالة يامن نصبتم انفسكم رسلا بين الله والناس ..ما انتم الا كما وصفكم الامام علي ..كلامكم يوهي الصم الصلاب وفعلكم يطمع فيكم الاعداء .. شبعنا حد التخمة من الخطابات الرنانة التي اثقلت سمعنا عن الوطن والوطنية والشراكة والمواطن والوان الطيف السبعة وانا واثق انكم لم ولن تستطيعوا ان تقدموا رؤية دينية سياسية واضحة للعمل في العراق لأنكم من وضع دستورا يحمل الغازا وطلاسم ويقول ((لايجوز سن قانون يتعارض مع الاسلام !! ولايجوز سن قانون يتعارض مع الديمقراطية!! وكأن الاسلام والديمقراطية مفهومان لمصداق واحد الجميع يدرك ان الديمقراطية غير الاسلام الديمقراطية التي تبيح لك حرية العمل ما لم يضر احدا ..الاسلام الذي لا يبيح لك عملا يراه سيئا حتى وان لم تضر الا نفسك كــ(شرب الخمر مثلا) لا ادري متى وكيف تحل هذه الألغاز في زمن الحيرة والتيه والانحدار للمجهول بعد ان كُثر ربان السفينة المتكسرة أصلا المنخورة والتي تُبحر بلا شراع ثقة منها بأحزاب الدين الواقفة بين شعارين الشعار الواضح للعيان وفي رابعة النهار هو عدالة علي بن ابي طالب ((وان الأموال مردودة ولوا زوجت بها النساء)) وشعار الليل تلقفوها يا بني امية فوالذي يحلف به ابوسفيان لا جنة ولا نار انما هو الملك.. سيرزح هذا الشعب المسكين طويلا بين هذين الشعارين حتى يأذن الله بطلوع الفجر الصادق  ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم.