22 نوفمبر، 2024 10:41 م
Search
Close this search box.

الأحزاب الدينية( اللادينية)…و تجذّر النزعة الحرباوية

الأحزاب الدينية( اللادينية)…و تجذّر النزعة الحرباوية

الحرباء من الحيوانات الزاحفة التي تنتمي إلى عائلة السحالي، تتميّز بقدرتها على تغيير لون جلدها بسرعة كبيرة بألوان تتطابق مع لون البيئة المحيطة، لأهداف أهمها حماية نفسها من الأعداء الطبيعيين، فلا يستطيع العدو رؤيتها وتميّزها، وكذلك يساعدها في عمليات الانقضاض على فريستها والتهامها دون أن تلمحها الفريسة، وتلك هي من الخصائص التكوينية التي جعلها الله في الحرباء فلا يحق لأحد أن يلومها على صفة التلون التي تمارسها.
لكن اللوم يقع على الإنسان الذي يقتدي بالحرباء فراح يتلون مع طبيعة الأجواء والظروف من أجل تحقيق مصالحه الشخصية حتى لو كان ذلك على حساب المصالح العامة ومصادرتها وسحقها، ولعل الساسة في العراق قد تفننوا في ممارسة التلون والتبدل تماشيا مع المتغيرات والظروف حتى فاقت “حرباويتهم” حرباوية الحيوان الزاحف الحرباء….
من مظاهر الحرباوية المتأصلة والمتجذرة في عقلية وسلوك ومنهج الساسة هو التلونات والتبدلات والتغيرات التي يمارسوها قبيل كل مرحلة انتخابية، واليوم وبعد أن فشلت الأحزاب الدينية(اللادينية) التي تاجرت بالدين فشلا ذريعا وبانت رائحة فسادها، وبعد أن لفظهم الشعب العراقي وخرج بتظاهرات عبر فيها عن رفضه لتلك الأحزاب وقال كلمته المشهورة: باسم الدين …باكونا الحرامية، وأصبحت تلك الأحزاب حالة مرفوضة عند الشعب الذي يتطلع إلى حكومة مدنية هرعت الأحزاب والكتل إلى طرح كتل وأحزاب وقوائم وتحالفات بأسماء وعناوين جديدة ليس فيها ما يوحي إلي الدين استعدادً للإنتخابات المقبلة!!!!، كالعناوين التي تشير الى التمدن والمدنية والعملمانية وغيرها لكي توهم الشعب وتركب الموج…..
لاحظ التلون والتبدل وفقا للأجواء، ووصل إلى مستوى أن تتنازل تلك الكتل والأحزاب عن عناوينها الدينية، وتختار غيرها من العناوين من اجل تحقيق مصالحها الشخصية الضيقة والبقاء في السلطة، ويا لها من مفارقة غريبة ينبغي أن يلتفت إليها الشعب، فبالأمس كان الدين والحفاظ على الدين وبيضة والخطاب الديني والتستر باللباس الديني هو الشعار الذي ترفعه ورفته تلك الأحزاب ووصلت إلى سدة الحكم ونالت المناصب والمكاسب وخدعت الجماهير باسم الدين، وها هي اليوم تتنصل عن الدين وما يرتبط به وان كان ارتباطا صوريا انتهازيا، ، كل ذلك من اجل البقاء في السلطة، فهل التفت الشعب الى حجم الخديعة التي مررت عليه بإسم الدين؟!!!!!!.

أحدث المقالات